نص الشبهة:
قال عثمان الخميس: (وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسبّوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه، متفق عليه) (حقبة من التاريخ صفحة 146.) .
الجواب:
أقول: لا دلالة في هذه الرّواية على عدالة جميع الصحابة، لأن المخاطب بالنهي فيها بعض من هم معدودون في عداد الصحابة، فقد ذكرت رواياتهم أنّه خالد بن الوليد في قضية حصلت بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، فالمراد بقوله صلى الله عليه وآله: « أصحابي » ـ على فرض صحة صدور هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله ـ جماعة مخصوصة لا جميع من يدّعي أهل السنة صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله، فالاستدلال بهذه الرّواية على عدالة جميع الصحابة باطل.
ثم إنّ مجرد النهي عن سبِّ أحد لا يدل ذلك على عدالته، وإلاّ فإن كل مسلم عادل لأنّه ورد في الرّواية عنه صلى الله عليه وآله أنّه قال: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) 1، فهل يقول عثمان الخميس بعدالة كل المسلمين؟!!! 2.
- 1. صحيح البخاري 1 / 27 رواية رقم: 48.
- 2. هذا الموضوع رَدُّ على شبهة طرحها عثمان الخميس ضمن مجموعة من الشبهات الأخرى التي أثارها ضد مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، و قد قام سماحة الشيخ حسن عبد الله العجمي بالرد عليها، و هذا الرد هو أحد تلك الردود، هذا و قد نُشرت مجموع هذه الردود في الموقع الرسمي لسماحته.