✍🏻 زكريا بركات
اختلف الباحثون في وقوع الغدر بالإمام علي (ع) من قبل الأمَّة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهم بين مُثبت ونافٍ.. والإنصاف أنَّ أدلَّة المثبتين قد بلغت نصاب التواتر المعنوي وأفادت القطع.. ومن أهمِّ الأدلَّة المثبتة: قول رسول الله (ص) لعليٍّ (ع) : (إنَّ الأمَّة ستغدر بك بعدي) .. وفيما يلي نستعرض مصادر هذا الحديث الشريف مقتصرين على كتب مدرسة الخلفاء:
1 ـ أورده الحافظ البوصيري في “إتحاف الخيرة المهرة” (7/186) عن ابن أبي شيبة (ت 235 هـ) ، وقال: “بإسناد حسن”.
2 ـ ورواه الحارث بن أبي أسامة (ت 282 هـ) ، كما في “زوائد مسند الحارث” للحافظ الهيثمي: ص296 ، برقم 988 . وحكاه عنه الحافظ البوصيري في إتحاف الخيرة أيضاً (7/186) .
3 ـ ورواه الحافظ البزار (ت 292 هـ) في مسنده (3/91 – 92) مؤسسة علوم القرآن – بيروت، و (3/54) برقم (783) بترقيم برنامج الشاملة غير موافق للمطبوع. وعنه الهيثمي في “مجمع الزوائد” (9/137) ، وحكاه عنه في “إتحاف الخيرة المهرة” أيضاً (7/186) .
4 ـ رواه الحاكم (ت 405 هـ) في المستدرك (3/150) برقم (4676/274) دار الكتب العلمية ـ بيروت، بلفظ: (…عن علي (رض) قال: إنَّ ممَّا عهد إليَّ النبي (ص) أنَّ الأمَّة ستغدر بي بعده) . وصحَّحه الحاكم، ووافقه الحافظ الذهبي في “تلخيص المستدرك”. ورواه الحاكم ثانية (من طريق أخرى) في (3/153) برقم (4686/284) بلفظ: (… ، حيَّان الأسدي سمعت علياً يقول: قال لي رسول الله (ص) : إنَّ الأمَّة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملَّتي وتُقتل على سنَّتي، من أحبَّك أحبَّني ومن أبغضك أبغضني، وإنَّ هذه ستُخضب من هذا يعني لحيته من رأسه) . وصرَّح الحاكم بصحَّته، ووافقه الذهبي. وتجده في طبعة دار المعرفة ـ بيروت، في (3/140 ، 142) .
5 ـ وأورده الحافظ ابن كثير في “البداية والنهاية” (7/360) عن “دلائل النبوة للبيهقي” (ت 458 هـ) ، وذكر محقق البداية أن الرواية في الدلائل (6/440) ، وهو فيه في (7/312) برقم (2759) حسب ترقيم برنامج الشاملة غير الموافق للمطبوع.
6 ـ ورواه الخطيب (ت 463 هـ) في تاريخ بغداد (11/216) دار الكتب العلمية ـ بيروت.
7 ـ ورواه الحافظ ابن عساكر (ت 571 هـ) في “تاريخ دمشق” (42/447) دار الفكر ـ بيروت.
8 ـ وهو عن عدَّة مصادر في “كنز العمال” للمتَّقي الهندي (11/297) مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
9 ـ وحكى أبو الفتوح التليدي في “الأنوار الباهرة” (ص79، الحاشية85 ) روايةَ الحاكم، وذكر تصحيحَهُ وموافقةَ الذهبي، وأقرَّهما.
ومما يرتبط بالموضوع: قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لعليٍّ: (أما إنَّك ستلقى بعدي جهداً) . أخرجه الحاكم في المستدرك (3/151) برقم (4677/275) دار الكتب العلمية ـ بيروت. وفي طبعة دار المعرفة (3/140) . وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الحافظ الذهبي في “التلخيص”. وأخرجه ابن أبي شيبة في “المصنف” (7/503) دار الفكر ـ بيروت . وفي طبعة مكتبة الرشد ـ الرياض (6/372) .
ومما يرتبط بالموضوع أيضاً: قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لعليٍّ: (ضغائنُ في صدور أقوام، لا يُبدونَها لك إلاَّ من بعدي) . أخرجه أبو يعلى في “مسنده” (1/427) ، والطبراني في المعجم الكبير (11/61) ، وابن عساكر في “تاريخ دمشق” (42/322) … وغيرها.
ولمزيد من التوسع راجع: “شرح إحقاق الحق” للسيد المرعشي: ج7، ص324، الباب 255 .
وإنا لله وإنا إليه راجعون.