كان أبو هريرة مِن المُعارضين لحكومة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فكان في الأسابيع الأُولى مِن خلافة الإمام يجلس على مَقربة مِن أمير المؤمنين (عليه السلام) و يتكلَّم مع أصحابه بكلمات يشوبها الطعن، و كان يُصرُّ على الكلام بصوت عالٍ جِدَّاً، بحيث يسمع الإمام تلك الكلمات.
و كان أصحاب الإمام يُشاهدون هذا المنظر و يتألَّمون، و في يوم مِن الأيَّام جاء أبو هريرة إلى الإمام يطلب بعض الحوائج، فلبَّى الإمام طلبه و قضى له جميع حوائجه.
لكن أصحاب الإمام أمير المؤمنين لم يرتضوا ذلك، فقال لهم الإمام:
إنِّي لأستحيي أنْ يغلب جَهلُهُ عِلمي، و ذَنْبُهُ عَفْوي و مَسألتُهُ جُودي.
إنَّ عليَّاً (عليه السلام) أعظم مِن أنْ يتأثر منهجه القويم بسوء قول و فعل أمثال أبي هريرة، النابعة عن الجهل و المشوبة بالطعن و السُّخرية 1.
- 1. نقلنا هذه القصة بتصرف يسير عن: القَصص التربويَّة عند الشيخ محمَّد تقي فلسفي، للطيف الراشدي، دار الكتاب الاسلامي، الطبعة الاولى 2004 م .