الحلقة الثامنة والعشرون
فيها
* لمن الملك اليوم؟
* ما أوضح الهدف
* قبل أن تحاسبوا
* المبالغة في الإلحاح
* دعاء اليوم الثامن والعشرين
* صلاة الليلة التاسعة والعشرين
* لمن الملك اليوم؟
هذا هو اليوم الثامن والعشرون من شهر الله تعالى، وإذا كان الشهر ناقصاً فمعنى ذلك أنه لم يبق أمامنا من هذه الرحمة الإلهية الخاصة جداً إلا اليوم ويوم الغد.
أما يوم الغد فينبغي الإنشغال فيه بوداع الشهر الكريم وأعمال ليلة العيد إذا ثبت، أوالإستعداد له في اليوم التالي.
وأما هذا اليوم فينبغي ملاحظة ما يجب أن تكون لنا وقفة معه قبل انقضاء الشهر الكريم، خصوصاً مالم نتطرق إليه إلا لماماً.
ومهما كان محور الحديث في مثل هذا اليوم فإن المحور فيه يرجع إلى ما قد تم تناوله في الحديثين السابقين حول التدقيق في حصيلتنا من ضيافة الرحمن، وتجديد التوبة، ومحاولة تطبيق بنود خطبة المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم.
إن المحور دائماً وأبداً هو هذه الوديعة الربانية نفسي ونفسك أيها العزيز، وكيف ترد الأمانة إلى صاحبها سليمة من كل مظاهر التشوه الناشئة من الإعراض عن الحق والركض في أودية الباطل.
وعلى هذا الأساس فإن اليوم وغداً وما بعده إن كان، بتمامها وكمالها ينبغي أن تكون بالنسبة إلينا فرصة المودع للدنيا.
ليتردد في آصال آذان القلوب نداء: لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار.
إن ما توعدون لآت. أنا وأنت وكل الخلائق أيها الحبيب، سنقف في ذلك اليوم للحساب.
فماذا أعددنا؟ وهل نحاول استثمار هذه الفرصة الفريدة المتبقية؟
تعال معي تصغ أفئدتنا للآيات المحيطة بجو هذا النداء الإلهي: لمن الملك اليوم؟ علنا نتمكن من الخروج من وهْم أن الحاكم غير الله تعالى، وهْم الكثرة والتيه والعبثية، إلى نور التوحيد العملي ليتجلى في عقولنا وقلوبنا والسلوك ولاء الواحد الأحد، ولاء صادق اللهجة ثابت الخطى، ملؤه العز والسؤدد، لايعرف أدنى شائبة من ازدواجية الولاء.
قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ * فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ *يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار*الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ*ِأَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ *ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (غافر 13-22)
تمس حاجتنا أيها الحبيب إلى أن نثبت على قرار طالما اتخذناه ثم تراجعنا عنه، أن لانعبد إلا الله!
* ما أوضح الهدف!
ما أوضح الهدف وما أشد خفاءه؟!
ما أسهل الطريق، وما أشد وعورته؟!
ما أصغر الدنيا التي تختطفنا فنصبح فيها أسرى أهوائنا، وما أكبر الآخرة التي لاتدرك إلا بالعقول.تضيع عنا عقولنا فإذا الدنيا كل شيء، والآخرة لاشيء!
بل ما أصغرنا حين نبيع نفساً هي أكبر من الدنيا والآخرة ولا جزاء لها إلا رضوان الله تعالى، بهوى هباء، وشهوة تعقب ويلات!
ومن نؤذي، ومن نعارض، وعلى من نتمرد؟
أرأيت إلى من يؤذي محباً له قد محضه كل حنان؟
أرأيت إلى من يؤذي رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الرؤوف الرحيم؟!
من آذى ولياً لله وأهانه فقد استعد وأعد وأرصد لمحاربته تعالى!
فكيف بمن آذى رسول الله صلى الله عليه وآله؟!!
وكيف بمن آذى الله تعالى؟!!!
ألم يتقدم معنا في دعاء اليوم الرابع والعشرين: أللهم إني أسألك فيه ما يرضيك، وأعوذ بك مما يؤذيك!
ونعارضه عز وجل: تعارضنا بالنعم ونعارضك بالذنوب، خيرك إلينا نازل وشرنا إليك صاعد.
ونتمرد عليه، إلى حيث قد أوحش مابيننا وبينه فرط العصيان والطغيان.
ورغم كل مااقترفنا وما يعلم منا أن عائدون فيه فهو يريدنا أن نحسن الظن به ولا يذهبن بحلمنا الشيطان فنتصور أنه لايغفر لنا ولا يقبلنا.
ولكن ماذا لو تبنا ثم كسرنا توبتنا وعدنا في التوثب على معاصيه؟
أيها الحبيب، ومن أين لنا أن نتوب توبة نصوحاً، إلا بتوفيق منه سبحانه؟
يؤكد ذلك حاجتنا إلى أن تكون الوقفة ببابه جل ثناؤه وقفة من لاوفاء له بالتوبة إلا بعصمته، ليردد القلب: فقوني بقوة كافية، وتولني بعصمة مانعة.
إلهي، وإذا كنت كما أنا بما كسبت يداي، عاجزاً عن طاعتك فاستصلحني، واجعلني كما تحب:
* أللهم قوني لعبادتك واستعملني في طاعتك وبلغني الذي أرجو من رحمتك يا أرحم الراحمين، أللهم إني أسألك الري يوم الظمأ، والنجاة يوم الفزع الأكبر، والفوز يوم الحساب، والأمن يوم الخوف. وأسألك النظر إلى وجهك الكريم، والخلود في جنتك في دار المقامة من فضلك، والسجود يوم يكشف عن ساق، والظل يوم لا ظل إلا ظلك، ومرافقة أنبيائك ورسلك وأوليائك.
* أللهم إني أسألك يا رب الأرباب ويا سيد السادات، ويا مالك الملوك، أن ترحمني وتستجيب لي وتصلحني، فإنه لا يُصلح من صلح من عبادك إلا أنت، فإنك أنت ربي وثقتي ورجائي ومولاي وملجأي، ولا راحم لي غيرك، ولا مغيث لي سواك ولا مالك سواك، ولا مجيب إلا أنت، أنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك الخاطئ الذي وسعته رحمتك، وأنت العالم بحالي وحاجتي وكثرة ذنوبي، والمطلع على أموري كلها، فأسألك يا لا إله إلا أنت أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر.
* أللهم إني أسألك إيماناً ثابتاً، وعملاً متقبلاً ودعاء مستجاباً، ويقيناً صادقاً، وقولاً طيباً، وقلباً شاكراً، وبدناً صابراً، ولساناً ذاكراً. أللهم انزع حب الدنيا ومعاصيها وذكرها وشهوتهامن قلبي. أللهم إنك بكرمك تشكر اليسير من عملي فاغفر لي الكثير من ذنوبي، وكن لي ولياً ونصيراً ومعيناًوحافظاً، أللهم هب لي قلبا أشد رهبة لك من قلبي، ولساناً أدوم لك ذكراً من لساني، وجسماً أقوى على طاعتك وعبادتك من جسمي.
* قبل أن تحاسبوا
تحدث السيد ابن طاوس عليه الرحمة عن آداب آخر يوم من شهر رمضان المبارك فذكرماينفعنا طيلة الفترة الباقية من هذا الشهر الكريم، وفي كل وقت، مبيناً ما توضيحه: من هذه الآداب أن يتأمل المسلم في قائمة جميع أعماله من أول الشهر إلى آخر يوم فيه، فيجلس بين يدي مالك يوم الحساب على التراب وبحسب ما يتيسر له، ويحاسب نفسه محاسبة المملوك الصغير الحقير بين يدي مالكه المطّلع على الكبير من فعله والصغير، فيتأمل في ما كان عليه حاله عند دخول دار ضيافة الله جل جلاله ويتأمل في معرفته بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلّم وعلى آله وبمعرفته بأهل البيت عليهم السلام ومعرفته بمهام تكليفه في دنياه وتكليفه في آخرته ويجمعهما التكليف الشرعي، يتأمل في ذلك ليرى:
1- هل زاد معرفة إلى معرفته؟
هل زادت معرفته بالله تعالى، هل زادت معرفته برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، هل زادت معرفته بأهل البيت عليهم السلام؟
هل زادت معرفته بأحكامه الشرعية؟ هل أصبح مثلاً يهتم بها أكثر، أو تعلم أحكاماً جديدة؟
2- هل زاد حباً لما كان يعرفه؟ هل زاد إقبالاً عليه ونشاطاً في الإلتزام به وميلاً إليه أم أن حاله في التقصير هي الآن على ما كانت عليه في أول الشهر؟
بعد هذا المدخل يذكر السيد عليه الرحمة تفاصيل في المحاسبة فيبيّن أن الشخص يجب أن يتأمل في صفاته النفسية وخصوصياته.
ومن الخصوصيات النفسية التي ينبغي أن يقف عندها:
3- كيف رضاه برضى الله، بتدبير الله؟
أي هل أنا راضٍ بقضاء الله تعالى أم أني ساخط من قضائه؟
إن كت أعتقد أنه أرأف بي من أمي وأبي فينبغي أن أرضى بقضائه.
كيف رضاه بتدبيرالله تعالى له؟ هل هو راضٍ أم ساخط أم أنه بين بين، تارة يرضى وتارة يكره ما يختاره له الله تعالى؟
4– وكيف توكله على الله جل جلاله: هل هو على غاية ما يراد منه من السكون إلى مولاه؟ حقاً، كيف يتصرف العبد في بيت سيده الصغير في هذه الحياة الدنيا؟
والخادم في بيت مولاه كيف يتعاطى مع صاحب البيت، ألا يتوكل عليه في كل شيء؟
هل أنا متوكل على ربي عزَّ وجلّ؟ هل ازددتُ في شهر الله توكلاً أم أني أحتاج في الثقة بالله إلى غير الله من الناس وشؤون الدنيا، أثق بأن الرزق من الله عزَّ وجلّ إلا أني لا أثق برزقي إلا إذا وعدني شخص من الناس أو أصبح المال في جيبي، إن ثقتي بالله –إذاً- تحتاج إلى من يعززها، تحتاج إلى هذا الإنسان، وإلى هذا الشيء الذي هو المال.
5- ثم إن قمة التوكل التفويض، “وأفوّض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد” فكيف هو تفويضي إلى مالك أمري عزَّ وجلّ؟
6- ثم كيف هي مراقبتي لاطلاع الله جل جلاله على سري؟ هل أعيش المراقبة الدائمة، هل ازددتُ مراقبة في هذا الشهر الكريم؟
هل نفعني بقائي في ضيافة الله عزَّ وجلّ كل هذه الفترة الماضية، فجعلني ألتزم الأدب بين يدي ربي؟
7- ثم كيف هو أُنسي بالله في خلواتي والجلوات، في السر والعلن؟
حقاً هل أشعر بالأنس عندما أقرأ كتاب ربي وأسمعه يحدثني؟
هل أشعر بالأنس عندما أقرأ دعاء ومناجاة فتعمر القلب بهحة أني مع أرحم الراحمين؟
8- وكيف ثقتي بوعود الله جل جلاله؟
والثقة التي تقدم الحديث عنها قبل قليل هي مطلق الثقة بالله عزَّ وجلّ، أما التي يجري الحديث عنها الآن فهي ثقة بوعود الله جل جلاله والتصديق بإنجاز عداته.
مثلاً وعد الله تعالى بقبول التوبة، هل أنا واثق بوعد الله تعالى؟
وعد سبحانه باستجابة الدعاء، هل أنا واثق بذلك؟
وعد عزَّ وجلّ أنه من يتوكل عليه فهو حسبه كيف ثقته بهذه الوعود؟
9- وكيف إيثاري لله جل جلاله على من سواه؟ وكيف حبي له وطلبي للقرب منه واهتمامي بتحصيل رضاه، إذا وقفت بين أمرين، أمر فيه لله رضىً وأمر فيه للناس رضىً، أو أمرين، أمر فيه لله رضىً وأمر فيه للنفس رضىً، فأيهما أؤثر؟
هل أؤثر الله تعالى فأطيعه أم أؤثر الناس فأعصي ربي وأطيع الناس؟ أو النفس فأطيع هواها وأعصي مولاها.
10- وكيف شوقي إلى الخلاص من دار الإبتلاء والإنتقال إلى منازل الأمان من الجفاء؟
كيف هو حبي للقاء الله تعالى؟
11- ثم كيف أتعاطى مع التكليف أي ينبغي أن أحاسب نفسي في اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك، حول تعاطيَّ مع التكاليف هل أحرص على التخلص منه أم أني أعتقد ذلك من أفضل التشريف؟
12- ثم كيف هي كراهتي لما كره الله جل جلاله من الغيبة والكذب والنميمة والحسد وحب الرئاسة، وكل ما يشغلني عن مالك دنياي ومعادي؟
* المبالغة في الإلحاح
يبيّن السيد أن على أحدنا أن يستعرض ذلك وأمثاله من ن أمراض الدين فيحمد الله تعالى على كل مرض زال منه ثم يقول: فليكن سروره بزوال مرض الأديان، وما هو سبب في نقص الدين، أهم عنده من زوال مرض الأبدان وأهم من الظفر بالغنى بالدرهم والدينار.
يضيف: وإن رأى شيئاً من أمراضه ما زال باقياً لم ينفع فيه علاج فعليه أن يبكي بين يدي مالك رقبته، ويستعين برحمته على إزالته.
* أيها الأعزاء كما يبذل التجار قصارى جهدهم في آخر أي موسم تجاري خطير، ينبغي أن نبذل قصارى جهدنا في آخر شهر رمضان المبارك، الموسم الأكبر للتجارة الأكبر التي فيها فكاك رقابنا من النار، وتنجي من عذاب أليم.
ينبغي أن يتأمل كلٌّ منا بدقة رأس ماله والربح، وما هي الحصيلة التي سيواجه بها رحلة الحياة بعد شهر الله تعالى، فإن وجد أنها ذات شأن حمد الله عزَّ وجلّ وحرص على المزيد، وإن وجد صفقته خاسرة فلا ييأس فإن أكرم الأكرمين يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، فليحرص إذاً أن يختم شهر الله تعالى وهو مستحق للمغفرة حتى لا يشمله دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلّم على من لم يغفر الله له في شهر رمضان حيث قال صلى الله عليه وآله وسلّم “من انسلخ عنه شهر رمضان ولم يغفر له فلا غفر الله له“.
قال السيد ابن طاوس: فإنها من أصعب الدعوات، فليتب إلى الله جل جلاله على قدر الخطر الذي بين يديه فإن توقفت نفسه عن الصدق في التوبة فليطلب من أرحم الراحمين عفوه الذي عامل به المسيئين، فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راضٍ عنه. إلهي إن لم ترضَ عني فاعفُ عني واغفر لي.
لا أريد أن أخرج من ضيافتك دون أن أحصل على شيء، هل أرجع خائباً محروماً؟ حاشا كرمك إنّ أملي كبير في أن ترضى عني ولكن قد يعفو المولى عن عبده وهو غير راضٍ عنه. إن كنت لم أسعد برضاك فأسعدني بعفوك.
ثم يبيّن السيد أن على العاصي أن يكون طلبه للعفو متناسباً مع معصيته، فليكن طلبه للعفو على قدر ما وقع منه فإن طلب العفو عن الذنب الكبير مختلف عن طلب العفو عن الذنب الصغير، كما أن طلب العفو من الله عزَّ وجلّ مالك الدنيا والآخرة لا بد أن يختلف عن طلب العفو من عبد من عبيده.
ثم يؤكد السيد على التوسل إلى الله عزَّ وجلّ وبرسوله وآله الأطهار صلى الله عليه وآله وسلّم فلعلّ الله تعالى يقبل ببركتهم طلب عبده العاصي ويتم ما في عمله من النقص ويكون العبد من الرابحين.
* دعاء اليوم الثامن والعشرين
أللهم وفر فيه حظي من النوافل واكرمني فيه بأحضار المسائل وقرب فيه وسيلتي اليك من بين الوسائل يامن لا يشغله الحاح الملحين.
الهي حقَّ لمن اقام في ضيافتك شهراً أن يطمع, أما الفرائض فإن طلبها منك أمرٌ مفروغٌ منه ستمن علي بالتوفيق له، وها أنا ذا أطلب منك توفير حظي من النوافل، ومن تقرب اليك بها أحببتَه، وما أسعد من أحببته، وقد بلغ مسامع قلبي حديث حبك لعبادك، ولكني من قباح قباحهم، فهل إلى حبك من سبيل؟
إن جفوا أو واصلوا أو أتلفوا حبهم في القلب باق لايزال فو عزتك لو انتهرتني ما برحت من بابك ولا كففت عن تملقك لما ألهم قلبي من المعرفة بكرمك و سعة رحمتك، إلى من يذهب العبد إلا إلى مولاه وإلي من يلتجئ المخلوق إلا إلى خالقه. إلهي ! لو قرنتني بالأصفاد ومنعتني سيبك من بين الاشهاد ودللت على فضايحي عيون العباد وأمرت بي إلى النار وحلت بيني وبين الأبرار ما قطعت رجائي منك وما صرفت تأميلي للعفو عنك ولا خرج حبك من قلبي”.وإن أدخلتني النار أعلمت أهلها أني أحبك.
أللهم وفقني لاستحضار ما أريد منك، وتلطف بالإجابة واجعل وسيلتي موصلة اليك من بين مشتبك الإلحاح والطلبات. يامن لا يشغله إلحاح الملحين.
* صلاة الليلة التاسعة والعشرين
1- حصة هذه الليلة من الألف ركعة: ثلاثون ركعة بالترتيب المتقدم.
2- عن رسول الله صلى الله عليه وآله:ومن صلي ليلة تسع وعشرين من شهر رمضان ركعتين بفاتحة الكتاب وعشرين مرة قل هو الله أحد، مات من المرحومين ورفع كتابه في أعلى عليين.
3- قال الكفعمي: “ويستحب أن يصلي في كل ليلة من شهر رمضان ركعتين بالحمد“..” والتوحيد ثلاثا، فإذا سلَّم قال: سبحان من هو حفيظ لايغفل، سبحان من هو رحيم لايعجل، سبحان من هو قائم لايسهو، سبحان من هو دائم لايلهو. ثم يقول التسبيحات الأربع سبعاً، ثم يقول: سبحانك سبحانك ياعظيم. إغفر لي الذنب العظيم. ثم تصلي على النبي عشراً. من صلاها غفر الله له سبعين ألف ذنب. “.
أسأل الله تعالى أن يمن علينا بما هو أهله، بخير خلقه المصطفى الحبيب وآله الأطهار، صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين.
والحمد لله رب العالمين 1.
1-مناهل الرجاء / الشيخ حسين كوراني.