نور العترة

ثورة الحسين بين تحريف الهدف ومغالطات المضمون …

ممّا لا شكّ فيه أنّ الثورة الحسينية أثمرت تغييرات مهمة وأساسية في مسيرة الأمة الإسلامية في عصرها والعصور التي تلتها وإلى عصرنا هذا، وسيبقى تأثير هذه الثورة مستمراً مع مرور الأيام طالما أنّ الأسباب التي ثار من أجلها الإمام (عليه السلام) والأهداف التي كان يسعى لتحقيقها لا زالت قائمة لم تتغير، فالسبب هو انتشار الظلم والفساد والانحراف والابتعاد عن الصراط الإلهي المستقيم، والهدف هو الإصلاح وإعادة مسيرة الأمة الإسلامية إلى التزام جادة الحق والعدل، ولهذا نحن نعتبر أنّ كربلاء مستمرة ولم تنتهِ حتى يتحقق الهدف الأساس وهو إزالة الفتنة من الأرض وتحقيق الإصلاح.
ونظراً لفرادة تلك الثورة في تأريخنا الإسلامي الطويل ولخصوصية قائدها ورائدها الإمام الحسين (عليه السلام) الذي كان الصفوة الباقية من أهل الكساء الذين طهّرهم الله وعصمهم وأوجب على الأمة محبّتهم، واعتباراً منها لما يمكن أن يفعله أيّ حاكمٍ يحكم الأمة باسم الإسلام من جرائم ومجازر، فقد كان هناك حرص شديد من أبناء الإسلام المحمدي الأصيل وعلى رأسهم الأئمة المعصومون (عليهم السلام) على ضرورة حفظ تلك الثورة المجيدة لتكون حاضرة بشكلٍ دائم في العقول والقلوب، ولتكون جزءاً لا يتجزّأ من العواطف والمشاعر والأحاسيس ولتصبح كربلاء الحسين (عليه السلام) الحد الفاصل والميزان الدقيق الذي نحاكم على أساسه أيّ واقعٍ نتواجد فيه أو أيّ حكمٍ يحكم حياة الناس.
لهذا نجد أنّ الثورة الحسينية محفوظة في صدور أتباع أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وفي كتب التاريخ الإسلامي العام وفي الكتب المخصّصة للحديث عن مجريات الثورة بشكلٍ دقيق يشمل كلّ التفاصيل حتى الجزئية والصغيرة جداً منها، ولعلّنا لا نغالي إذا قلنا إنّ الثورة محفوظة بطريقةٍ لم يعهدها لا التاريخ الإسلامي فقط، بل التاريخ الإنساني كلّه.
إلّا أنّه مع كلّ ذلك الحرص على حفظ تفاصيل الثورة نجد أنّ هناك نحواً من التحريف والمغالطات تعرّضت لها النهضة الحسينية، والتحريف الذي سنتحدث عنه ليشمل محورين أساسيين:

الأول: التحريف ضمن مجريات الثورة

الثاني: التحريف على مستوى الهدف

وقبل الخوض في التحريف على مستوى مجريات الثورة الحسينية لا بدّ من إلقاء الضوء على بعض المقدّمات التي نعتقد قوياً أنّها السبب في وقوع تلك التحريفات.

أولاً: وصية الأئمة (عليهم السلام) بضرورة الإهتمام بأمر عاشوراء، حيث نجد أنّ كلّ الأئمة (عليهم السلام) قد جعلوا من الثورة الحسينية وإيصال تفاصيلها إلى الناس جزءاً لا يتجزأ من وظائفهم الملقاة على عواتقهم، ويكفي الرجوع إلى المصادر التي تتحدث عن طريقة عيش الأئمة (عليهم السلام) أيام عاشوراء لندرك ذلك بشكلٍ واضحٍ وجلي1.
ثانياً: مقام العصمة للإمام الحسين (عليه السلام) الذي يتنافى مع كلّ المعاني السلبية، فالعصمة هي عبارة عن القدرة الإيمانية الرفيعة الشأن التي لا تسمح للمتصف بها أن يكون فيه أية صفة سلبية كالجبن أو البخل أو غيرهما من المواصفات التي توجد عادة عند من يبلغ درجة العصمة في الإيمان والإلتزام.
ثالثاً: مواساة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليها السلام) وأمير المؤمنين (عليه السلام) وسائر الأئمة (عليهم السلام) وكلّ أهل البيت بذلك لأنّ مواساتهم هي جزء من التعبير عن موالاتهم ومحبتهم كما أمر الله سبحانه وتعالى بذلك بقوله: ﴿ … قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ … ﴾ 2{قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى}، ولمكان عصمتهم وطهارتهم ونزاهتهم من كلّ رجس ودنس كما تقول الآية الأخرى: ﴿ … إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 3.
رابعاً: التأثير في العواطف والمشاعر والأحاسيس لأنّ الإنسان مجبول بفطرته على التأثّر والتفاعل مع الحدث المأساوي الذي يهز الضمائر ويحرّك الوجدان، فكيف والمصيبة هي واقعة بسيد شباب أهل الجنة بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والذي له المكانة وله الحسب والنسب والشأن الرفيع عند الله ونبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) والأمة؟ ومرتبطة بسبي زينب سلام الله عليها أم المصائب التي رأت مصارع الأهل والأحبة والأنصار على أرض الكرب والبلاء وشاهدت قطع رؤوسهم ورفعها على أسنة الرماح من جانب جلاوزة يزيد وجزاريه.
خامساً: أنّ التفاصيل لمجريات الثورة لم تعد كافية لاستيعاب الليالي العشر في ذكرى عاشوراء فكان أن زيدت بعض الوقائع والتفاصيل لتضخيم الحدث وإعطائه مساحة زمنية أكبر على مستوى العرض والتحليل، وبما أنّ الغاية من هذه الزيادة في التفاصيل تهدف إلى الأجر الأكبر والثواب الاكثر فلا مانع من ذلك.
والمبرّر لكلّ تلك الإضافات والمغالطات في مجريات الثورة الحسينية وفق المقدمات التي مكناها هو أنّها لا تدخل في باب البدع المحرّمة لأنّ تلك الإضافات ليست أحكاماً شرعية حتى تكون من إدخال ما ليس من الدين في الدين، بل يراد منها زيادة التأثير والتأثّر في ما حدث على أرض الكرب والبلاء لزيادة التعلّق والإرتباط والمواساة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) ولا شكّ أنّ مواساتهم أمر مرغوب فيه شرعاً ومستحب بحد ذاته.
ونورد هذه الحكاية التي ذكرها المرحوم الميرزا “حسين النوري” وكتبها الشهيد المطهري في كتابه (الملحمة الحسينية) وجاء فيها: (كتب لي أحد العلماء من الهند يشكو كثرة الأكاذيب التي يروّج لها قرّاء التعزية الحسينية في تلك البلاد وقد رجاني أن أعمل شيئاً بهذا الخصوص كأن أكتب كتاباً يساهم في منع استمرار الخطباء من الكذب على المنابر الحسينية) ثمّ يضيف الميرزا النوري قائلاً: (إنّ هذا العالم الهندي يتصوّر أنّ قراء التعزية الحسينية يبدأون بنشر الأكاذيب بعد أن يصلوا إلى الهند، ولا يدري أنّ المياه ملوّثة من رأس النبع، وأنّ مصدر المآتم الكاذبة هي كربلاء والنجف وإيران، أيّ مراكز التشيّع الأساسية نفسها).
ونسرد لكم هذه القضية كنموذج عن التحريف وهي الرواية التالية: (إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) علياً صعد يوماً إلى المنبر ليخطب في الناس، وحصل أن عطش الإمام الحسين (عليه السلام) وطلب الماء فقطع أمير المؤمنين (عليه السلام) خطبته وطلب من الناس أن يأتوا بالماء لابنه الحسين (عليه السلام)، فكان أبو الفضل وهو طفل صغير أول من نهض ليأتي بالماء حيث ذهب إلى أمه وأحضر الماء، وعاد إلى المجلس والماء فوق رأسه وقد تبلّلت ثيابه… إلى آخر القصة). ثمّ تكمل الرواية: (… ولمّا رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا المنظر انسابت الدموع على خديه، ولما سئل عن سبب البكاء؟ أجاب (عليه السلام) تذكّرت كذا وكذا…) يعني تذكّر قضية كربلاء وما يجري على الحسين والعباس (عليه السلام) فيها.
ومن هذه القصة يتبيّن معنا كما يقول الميرزا النوري: (إذا ما صدَّقنا جدلاً صحة هذه القصة فهذا يعني أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يلقي تلك الخطبة في الكوفة إذ أنّه (عليه السلام) لم يصعد إلى المنبر ويخطب إلّا في زمن خلافته، ممّا يعني أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) كان رجلاً يناهز الثالثة والثلاثين من العمر في ذلك الوقت، فهل من المعقول والمنطقي أن يقوم رجل بذلك العمر مثل الإمام الحسين (عليه السلام) ليطلب الماء من أبيه وهو يخطب بالناس ويعظهم؟…).
ومن نماذج التحريف الأخرى قصة ليلى أم علي الأكبر رضوان الله عليه التي لا يدعم وجودها في كربلاء أيّ دليل، حيث طلب منها الحسين (عليه السلام) الدخول إلى الخيمة ونثر شعرها والدعاء لله عزّ وجلّ بأن يعيد إليها ولدها لأنّ دعاء الأم مستجاب.
ومن نماذج التحريف “عرس القاسم” حيث زوَّج الإمام الحسين (عليه السلام) ابنته من ابن أخيه، وكأنّ الإمام (عليه السلام) كان جالساً في بيته أو مدينته مرتاح البال هانىء الضمير وليست عنده أيّة مسؤولية إلهية ورسالية على الإطلاق، كيف يمكن أن نتعقل مثل هذا التصرف من الحسين (عليه السلام) وهو في خضم معركة يقول الأعداء عنها بأنّها قتال أهونه أن تطيح الرؤوس وتقطع الأيدي والأرجل، والحسين (عليه السلام) يقول هناك: (لقد ركز اللعين بن اللعين بين السِّلة والذلة وهيهات منّا الذلة…) أو عندما كان ينادي ضمائر الجنود الأمويين الميتة والمتحجّرة: (هل من ناصرٍ ينصرنا، هل من ذابٍ يذبّ عنّا أو عن حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟)، فكيف نتصوّر إقامة عرس في مثل ذلك الموقف الرهيب الذي ينتظر فيه الحسين (عليه السلام) الموت لحظة بلحظة؟.
ومن نماذج التحريف أنّ رمح هاشم المرقال كان طوله ثمانية عشر ذراعاً مع أنّ هاشماً كان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان ميتاً قبل ثورة الحسين (عليه السلام) بعشرين عاماً، أو أنّ الرمح الذي استعملوه لقطع رأس الإمام الحسين (عليه السلام) بلغ طوله ستين ذراعاً، أو أنّ عدد الجيش الذي قاتل الإمام (عليه السلام) كان عدده مليوناً وستماية ألف جندي، أو أنّ عدد القتلى الذين قتلهم الإمام الحسين (عليه السلام) أو أبو الفضل العباس (عليه السلام) قد بلغ الآلاف بحيث لو جمعنا عدد القتلى من جيش يزيد لزاد عن عدد الجيش كلّه، وهذا يعني أنّ الحسين (عليه السلام) كان من المفروض أن يكون هو المنتصر لا يزيد الفاسق الفاجر.
ولكن مع كلّ هذه التحريفات فالأمر هين وسهلٌ لأنّ مثل هذه الأمور ممّا يمكن حذفها والاستغناء عنها عبر دراسة موضوعية تاريخية يتمّ من خلالها التمييز بين الوقائع الصحيحة المدوّنة بالكامل والمشخّصة في الكتب التاريخية المعتبرة والمحقّقة من جانب علمائنا ومحققينا الأجلاء، ولأنّ مثل هذا التحريف المرتبط بمجريات الثورة لا يشكّل خطراً على النهضة الحسينية بحدّ ذاتها بما كانت تهدف إليه من إصلاحٍ لمسيرة الأمة واتّزان حركتها وضبطها لتسير في الإتجاه الصحيح.
أمّا التحريف على مستوى المضمون الأعمق والحقيقي للثورة الحسينية فهو الأخطر عليها، لأنّ مثل هذا التحريف قد يتلاعب بعقول الناس وأفكار الناس ويذهب بهم بعيداً عن المقاصد والأغراض الشريفة والإلهية للثورة، وهذا النوع من التحريف غالباً ما يقوم به العدو من موقع إكمال معركته مع الطرف المقابل لكي يشوّش الصورة عند الناس ويضيعوا في زحمة الأباطيل والأضاليل التي ينشرها، والثورة الحسينية تعرّضت من جانب الأمويين والمغرضين والمنحرفين إلى هذا النوع من التحريف، ومن النماذج الواضحة التي حفظها لنا التاريخ وفنّدها علماؤنا وبيّنوا زيفها وخداعها وبطلانها نختار ما يلي:
أولاً: تشبيه استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) بصلب عيسى كما يعتقد المسيحيون، وكلنا يعلم أنّ العقيدة المسيحية تقول بأنّ عيسى صُلِبَ ليكون صلبه تكفيراً عن ذنوب أمته وأتباعه، وكذلك الحسين (عليه السلام) قُتِلَ ليكون مقتله تكفيراً عن ذنوب شيعته وأتباعه ومواليه، فمثل هذا الكلام البعيد عن الواقع وعن الصدق والموضوعية كلامٌ باطل لا أساس له في ديننا على الإطلاق، إذ لا معنى محصل ليكون قتل الحسين (عليه السلام) تكفيراً عن ذنوب أتباعه، وتصديق هذا الكلام يستلزم إنكار ما جاء به الله في القرآن الكريم من آيات الوعد والوعيد والجنة والنار والحساب والبعث والثواب والعقاب، ولا أتصور أنّ عاقلاً يقبل بمثل هذا الهراء غير الموجود إلّا في خيالات وأوهام بعض المغالين أو المغرضين.
ثانياً: أنّ هناك أمراً إلهياً صدر للإمام الحسين (عليه السلام) بقتل نفسه من خلال خروجه وثورته ضدّ يزيد، وثورة الحسين (عليه السلام) ليست للإتِّباع والتقليد، فتصرّفه كان من موقع عصمته وهو عالم بما كان يفعل، أمّا نحن غير المعصومين فلسنا بقادرين بل عاجزين عن مجاراة الحسين (عليه السلام) في تصرّفه ذاك وهذا النوع أيضاً من التحريف ممّا يتنافى مع الأوامر الإلهية بالثورة ضدّ الظلم والظالمين، بل إنّ الإسلام يعتبر أنّ عدم الثورة ضدّ الظلم هي عين الهلكة والموت، وكلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ فوق كلّ ذي بر بر حتى يُقتل الرجل في سبيل الله، فإذا قتل في سبيل الله فلا برّ فوقه)، وكلام أمير المؤمنين (عليه السلام): (الحياة في موتكم قاهرين، والموت في حياتكم مقهورين) أو أنّ (الجهاد بابٌ من أبواب الجنة فتحه الله لخاصّة أوليائه…). وعليه فهذا النوع من التحريف لا ينتج إلّا التقاعس والخمول واليأس والإحباط وكلّها معانٍ سلبية تتنافى مع أغراض الإسلام ومقاصده في نشر العدل والحق والرحمة والأخوة والتعاون والوحدة وغير ذلك التي لا سبيل لإقرارها في حياة الناس إلّا بالثورة ضدّ الظلم والطغيان ومحاربة الظالمين والمستكبرين.
ثالثاً: إنّ الحسين (عليه السلام) قد خرج ليوقع الفرقة والإختلاف بين المسلمين، حيث أنّ الأمة كانت متوحّدة، إلّا أنّ الحسين (عليه السلام) بثورته قد قسَّم الأمة بين مؤيّد له ومؤيّد لعدوه يزيد، ولذا نجد أنّ عبيد الله بن زياد عندما أحضروا مسلماً بن عقيل أمامه، خاطبه قائلاً: (لقد كانت المدينة أي “الكوفة” قبل قدومك آمنة مطمئنة وقد جئت إليها لخلق الفتنة وبثّ الفرقة والدعوة إلى التمرّد والعصيان) لكنّ مسلماً ردّ عليه بالقول: (بأنّ مجيئي إلى هذه المدينة لم يكن برغبةٍ مني بل بطلبٍ من أهلها ورسائلهم التي دعتنا إلى المجيء موجودة ثمّ إنّ الناس كتبت في رسائلها أيضاً بأنّ أباك زياداً عندما كان والياً على الكوفة قتل صلحاءها وسلّط أشرارها علينا ولم يترك ظلماً أو إجحافاً إلّا ارتكبه ومارسه ضدّ الناس، ولذلك فإنّهم دعونا لإقامة العدل وقد جئنا لتحقيق هذا الهدف).
هذه النماذج هي جزءٌ أيضاً من التحريف لهدف الثورة الحسينية، إلّا أنّ كلّ هذه الأنواع من التحريف لم تسلم ولم تصمد أمام النقد الموضوعي البنَّاء بالإستناد إلى صريح الآيات القرآنية وأحاديث السنة النبوية ونفس كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) والنصوص التي خلَّدها لنا التاريخ الإسلامي في العديد من الكتب المعتبرة، ولم تستطع كلّ تلك الأنواع من التحريف حول وقائع الثورة أو حول أهدافها ومقاصدها أن تؤثر في أذهان الأمة لتحرّفها عن كربلاء بالمعنى الذي أراده الإمام الحسين (عليه السلام)، وبقيت عاشوراء الحسين (عليه السلام) الرمز الأكبر للمجاهدين والأحرار والأبرار والثائرين، وما أجمل ما قاله الإمام الخميني المقدس سلام الله عليه من: (أنّ كلّ ما لدينا هو من عاشوراء) أو (إنّ خط آل محمد وعلي (عليه السلام) هو خط الشهادة الحمراء) أو أنّ انتصار الثورة الإسلامية ما كان ليكون واقعاً لولا مجالس عزاء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
ونحن أيضاً في لبنان نقول بأنّ المقاومة الإسلامية في لبنان ما كانت لتوجد وتقوى وتصمد وتنتصر لولا اقتداؤها بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ولولا اتّخاذها إياه شعاراً وراية وعلماً ونوراً يهتدون به ويستمدون من عزيمته عزيمة ومن صبره صبراً ومن قوته الإيمانية قوة أرهبت الكيان الغاصب إسرائيل ومرّغت أنفها في الوحول.
إنّ ثورة الحسين (عليه السلام) التي صانها علماؤنا السابقون والحاليون من كلّ أنواع التحريف والتزييف ستبقى المدرسة الخالدة التي يتخرّج منها المجاهدون الأباة “ليوث النهار ورهبان الليل” حتّى يتحقق وعد الله بالنصر التام الكامل على كلّ قوى الكفر والنفاق في العالم، ولتعود الأرض مشرقة بنور ربّها وليعود الإنسان إلى أصالته وإلى ربّه الخالق المعبود.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين4.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى