
قد يتساءل البعض: أليست حركة الهلال وخروجه من المحاق.. وغير ذلك من الأمور التي ترتبط بثبوت الهلال، هي مسائل فلكية؟ فلماذا لا يجوز الاعتماد على الفلكي إذا كان غير ملمٍّ بالفقه؟ ما هي علاقة الفقه بالموضوع؟
فنجيب ـ وبالله التوفيق ـ :
صحيحٌ أن حركة الهلال وخروجه من المحاق ومدَّة بقائه بعد غروب الشمس ومستوى ارتفاعه عن الأفق.. هي مسائل فلكية.. ولكن مع ذلك تبقى مسألة (ثبوت الهلال) مسألة فقهية، وإن كانت هذه المسألة ذات علاقة بالمعطيات الفلكية المذكورة..
توضيح ذلك أننا نتساءل: هل يثبت الهلال شرعاً بمجرد خروج القمر من المحاق؟ من الذي يجيب عن هذا السؤال؛ هل يجيب عنه الفلكي أم يجيب عنه الفقيه؟
سؤال ثان: هل يشترط في ثبوت الهلال أن يرى بالعين المجردة، أم تكفي رؤيته بالتلسكوب؟ من الذي يجيب عن هذا السؤال؛ هل يجيب عنه الفلكي أم يجيب عنه الفقيه؟
سؤال ثالث: هل إذا ثبتت رؤية الهلال في البرازيل (في قارة أمريكا الجنوبية) فذلك كاف لثبوته في اليمن (في قارة آسيا) ؟ من الذي يجيب عن هذا السؤال؛ هل يجيب عنه الفلكي أم يجيب عنه الفقيه؟
إلى غير ذلك من الأسئلة.. والتي لا يحق للفلكي أن يجيب فيها؛ لأننا نتساءل فيها عن وجهة نظر الشريعة الإسلامية وفق مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وبناء عليه: يتضح أن الفلكي الذي ليس له إلمام بالفقه الإسلامي وفق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فإنه لا يصلح أن يكون مرجعاً نعتمد عليه في تحديد أوائل الأشهر القمرية بالصورة الشرعية الصحيحة.
فالذي يصر على الاكتفاء بمرجعية الفلكي غير الملم بالفقه في هذا الموضوع؛ إمَّا أنه إنسان لا علم له بما أوضحناه من دور للجانب الفقهي في الموضوع، فعليه أن يتعلم ويتفقَّه حتى يفهم ويصحِّح موقفه.. وإمَّا أنه يتعمَّد التلاعب بالمسألة لغرض في قلبه المريض والعياذ بالله..
والله ولي التوفيق.
زكريا بركات