✍🏻 زكريا بركات
من السهل أن يتراشق الناس بالأوصاف السلبيَّة.. يقول هذا لذاك ـ مثلاً ـ : ظالم أو أناني.. ويستطيع ذاك أن يصف هذا بالوصف نفسه انطلاقاً من زاويته هو.. وهكذا تختلط الأوراق..
وقد يكون كلا الطرفين على خطأ، وقد يكون أحدهما على خطأ والآخر مظلوم..
ويفقد الإنسان القدرة على التمييز ولا يشعر أنه مخطئ حين تغمره الرغبة في الانتصار لنفسه..!
كما يفقد الشعور بالراحة مادام منشغلاً في النزاع وخوض الصراع..!
وأشد النزاعات إضراراً بالإنسان وسلباً لراحته هي تلك النزاعات التي تضطرم نارُها بينه وبين الذين يعايشهم، كالتي تكون داخل الأسرة أو بين الأقرباء أو بين الأصدقاء..
لذلك علينا أن نفكِّر ـ بجدٍّ ـ في إنهاء هذه الأوضاع السيئة التي تزيد في معاناتنا وهي سبب مهم حتى في كثير من آلامنا الجسدية فضلاً عن معاناتنا الروحية والنفسية..
كثيراً ما يكون الحل هو أن نخرج من زاوية الصراع.. بمعنى أن علينا ألا نتصرف كأننا في حلبة مصارعة..
عليَّ أن أتخلَّى ـ ولو مؤقَّتاً ـ عن فكرة “أنا مظلوم” ؛ لعلَّني أكتشف أنَّ الظلم صدر منِّي أوَّلاً..!
عليَّ أن أتخلَّى ـ ولو مؤقَّتاً ـ عن فكرة “هو سيِّئ” ؛ لعلَّني أكتشف أنَّ الإساءة صدرت منِّي أوَّلاً..!
ربما لا أكون شريراً؛ ولكنني ارتكبت خطأً أدَّى إلى كل ما وقعنا فيه ـ أنا وغيري ـ من شرٍّ..!
قد لا يكون من المتاح أن تُحلَّ القضيةُ لصالحي بشكل كامل.. ولكن؛ أليس حل المشكلة بصورة نسبيَّة مع استرجاع قسط من الراحة وزوال عاصفة القلق والتوتر، هو أفضل من فقدان الراحة بكاملها والبقاء في دوّامة المشاكل؟