محاسن الكلام

الولاية التكوينية ( ٢ )

▫️ثبوت هذه الولاية لأئمّة أهل البيت عليهم السلام:

هناك روايات كثيرة تدلّ على ثبوت مثل هذه الولاية والقدرة للأئمّة الأطهار عليهم السلام, نذكرها ضمن العناوين التالية:

1- عندهم علم الكتاب:
لقد أوردنا فيما سبق الآيات الّتي نقلت قصّة عرش بلقيس وكيف استطاع أن ينقله آصف في طرفة عين بسبب ما عنده من علم الكتاب.
وفي رواية عن أبي جعفر عليه السلام قال: “﴿الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ﴾ ولم يخبر أنّ عنده ﴿عِلْمُ الْكِتَابِ﴾، والمنّ لا يقع من الله على الجميع، وقال لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَ﴾ فهذا الكلّ ونحن المصطفون”8. وغيرها العديد من الروايات المشابهة.

2- يقدرون على معجزات الأنبياء عليهم السلام:
ففي رواية عن أبي بصير (وكان ضريراً) قال: “دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأبي جعفر عليه السلام, وقلت لهما: أنتما ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
قال عليه السلام: نعم.
قلت: فرسول الله وارث الأنبياء علم كلّ ما علموا؟
فقال لي عليه السلام: نعم.
قلت: أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص؟
فقال لي عليه السلام: نعم بإذن الله.
ثمّ قال عليه السلام: أدن مني يا أبا محمّد، فمسح يده على عيني ووجهي، وأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكلّ شي‏ء في الدار.
قال عليه السلام: أتحبّ أن تكون هكذا، ولك ما للنّاس وعليك ما عليهم يوم القيامة، أو تعود كما كنت ولك الجنّة خالصاً؟”. قلت: أعود كما كنت، قال: فمسح على عيني فعدت كما كنت، قال عليّ: فحدّثت ابن أبي عمير، فقال: “أشهد أنّ هذا حقّ كما أنّ النهار حقّ”9.

3- قدرتهم عليهم السلام على ما يريدون:
وهناك الكثير من الروايات تؤكّد أنّ الله تعالى أعطى الأئمّة عليهم السلام قدرة يستطيعون أن يفعلوا من خلالها كلّ ما يريدون. هذه الروايات جاءت بتعبيرات متعدّدة، نذكر منها:
1- حدّثنا الحسن بن أحمد بن محمّد بن سلمة عن محمّد بن المثنّى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: “إنّ الله أقدرنا على ما نريد، ولو شئنا أن نسوق الأرض بأزمّتها لسقناها”10.
2- محمّد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمّد بن حمّاد عن أخيه أحمد بن حمّاد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام قال: “إنّ الله يقول في كتابه ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى﴾. وقد ورثنا نحن هذا القرآن الّذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى، وإنّ في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلّا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله ممّا كتبه الماضون، جعله الله لنا في أمّ الكتاب”11.

والروايات بمجموعها مع ملاحظة اشتمالها على روايات صحيحة السند تدلّ على ثبوت مثل هذه القدرة للأنبياء والأوّلياء وعلى رأسهم النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت‏ عليهم السلام.

وإلى هذه الحقيقة يشير الإمام الخمينيّ قدس سره في كتاب الحكومة الإسلامية حيث يقول: “إنّ للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرّات هذا الكون”12.


  • تفسير فرات الكوفي، فرات بن إبراهيم الكوفي، ص145.
    9- بحار الأنوار، ج46، ص237.
    10- بحار الأنوار، ج46، ص240.
    11- الكافي، ج1، ص226.
    12- الحكومة الإسلامية، الإمام الخميني قدس سره، طباعة مركز الإمام الخميني الثقافي، ص‏56.

الولاية_التكوينية

مدرسةأهل البيت

محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

روابطنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
https://linktr.ee/mahasen_alkalam

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى