نور العترة

المنهج النبوي في بناء الوحدة الاسلامية …

يتقد التحدي الصعب أمام علماء الأمة المستنيرين الذين يوسعون اليوم من مساحات الاشتغال بما هو خارج خط القسمة المذهبية المعهودة بين المسلمين. تحدٍ يحفر في سر الهواجس التي يمكث المسلمون داخل دوائرها، وفي سر الأسئلة التي تتجمع ملامحها على أرض مملوءة بركام هائل من الخلافات والنزاعات والتوترات التي تترمد الروح عند استحضارها، خصوصاً عندما يتم استدراك السنوات القريبة الماضية.<img alt="

حقاً إن هؤلاء العلماء الآتين من مناشىء وبيئات متنوعة يستفحل السخط على من شذ منهم وعلا فوق رواسب الغريزة والعصبيات، إن هؤلاء العلماء يقتربون شيئاً فشيئاً على ما يمكن اعتباره جواباً عن سؤال كبير حيّر الأمة وأقعدها في وحول البله والعطالة. لماذا يشاء جعل الخلاف بين المسلمين في موقع النص القطعي الصدور والدلالة! وجعل الوحدة في موضع الاجتهاد المفتوح على التأويل والتخريب!.
امتياز من يجتمع اليوم على اسم الوحدة أنه يُحسن التلبث على صيغة ومشروع يتبدى المقبل الإسلامي من خلالهما وضاءً ومشرقاً وبهياً كما كان في زمن التأسيسات النبوية الأولى التي ما زال معظم المسلمين بعيدين عن التعامل معها في كثير من أبعادها وشواهدها، مكتفين ومحتفظين فقط بصورة المراقب عن بعد على تاريخ نبيهم وسيرته، من دون أن ينخرطوا في عمق تلك التجربه الثورية لتعديل شروط وجودهم وإمكاناتهم، في حاضر يتكاثر فيه ديانو التفرقة، ومن ادعى لنفسه نسباً قرآنياً وفقهياً وعقيدياً وحديثياً ولا يضطلع في أناء الليل وأطراف النهار إلا بحديث فيه نصيب وافٍ من إنماء الصفة الخاصة المغايرة، وما يباعد المسلمين بعضهم عن بعض ويُركبهم مركب التكفير والعنف. ومستقبل ينثني على حروب العدالة التي تبشر بالديمقراطية على أعتاب الدم والنفط!، و”نضال” السوق! وعولمة الظلم بأشكال جديدة تطل على شبكة النزاعات والمصالح الاستكبارية.
وبين ما أفضى ويفضي إليه هذا الاستمرار في سيْريَّات العنف بين المسلمين في أكثر من منطقة ساخنة، تتوجه الرغبة والإرادة لإحالة الحالة الإسلامية بكل مكوناتها إلى مشهدها الأول ومصادرها النبوية الأولى، بغية تظهير معالم الوحدة واستدعائها من عصر الأمس إلى عصر اليوم. فنحن بحاجة في سياق بناء وتكوين واقعنا الإسلامي الحالي للتعامل مع مجموعة من المفردات الاعتقادية والسلوكية والمعرفية في أعلى مستويات الاستيعاب والتجرد.
فإن ما حل بالمسلمين من فقدان للمناعة الداخلية، وتقهقر مستمر، وهزيمة تتلو هزيمة، وغيبوبة عن المعطيات الحضارية الحديثة يؤكد أن أزمة المسلمين أزمة ثقيلة تستوجب النظر في عقليتنا نحن المسلمين وفي ثقافتنا وفقهنا وأخلاقنا وفي كل المناحي التي ترتبط بحياتنا الخاصة والعامة.
وإذا كان أمر المسلمين اليوم يتوقف على اجتذاب النهج النبوي والأخذ به كما هو معتقدنا، فإن هذا الاجتذاب لا يعني استجرار الماضي تأويلاً وتفسيراً وتصحيحاً فقط، بل يعني حضور هذا النهج في إبداع الحلول وصنع الحياة الحرة الكريمة للإنسان. ويعني أيضاً أن الاسلام سيكون خارج التأطير الضيق، وخارج النص البراغماتي الذي يستخدم للدفاع عن شخصية تاريخية أو حالة تاريخية بمعزل عن ميزان الحق والعقل. وإذا كان هذا مفهوماً فإن هذه الورقة تحاول الإضاءة على أهم المبادىء والمتكآت التوحيدية في مشروع النبي محمد (ص).

أولاً: الوحدة في العبادة

إن من أسمى الطرق لتربية الانسان وتزكيته وتخليته من سوداوية الجهل والشرك، وتنويره بالأنوار الملكوتية والهداية الإلهية، هي العبودية الخالصة لله تبارك وتعالى. وقد تصدى رسولنا الأكرم محمد (ص) من ضمن أهدافه الرسالية الكبرى لمهمة أساسية وهي توجيه الناس نحو عبادة الله الواحد الأحد. وعمل على تخليصهم من شوائب الشرك والانحراف في العبادة. ومن أجل أن يعرفهم مبلغهم استثار فيهم كل المرتكزات الفطرية والدلائل العلمية والبراهين العقلية لإثبات وحدانية الله ومنبع الوجود والغاية من خلق البشر. وأرسى قواعد التوحيد عبر منظومة واسعة من الشعائر العبادية التي تربط العبد بربه وتسيّره في مدارج الكمال. وعلى الرغم من تنوع أساليب العبادة وتعدد مجالاتها وتوسع أبعادها إلا أن الأبرز فيها ذاك الدافع الجماعي حين يحتشد المؤمنون في زمان واحد وفي ميدان واحد ونحو هدف واحد وباتجاه نقطة واحدة بانسجام واتساق كما هو الحال في الصلاة والصيام والحج. بتعبير موجز أن التوحيد في العبادة يُبرىء الإنسان من ملوثات ومؤثرات الشرك والانحراف، ويضعه في خط الهداية والصلاح والاطمئنان النفسي والكمال الذاتي.
وضمن هذا المنحى قدم رسولنا الأعظم محمد (ص) أطروحة متكاملة جمع فيها الفطرة والعلم والعقل وما يتحرك في أفق الوحي والغيب، ليجيب على أسئلة الإنسان حول الكون والحياة والإيمان والله، بما يحقق ثبات حركة الإنسان المسلم والمجموعة المسلمة بعيداً عن التردد والتخبط والفراغ والحيرة.

ثانياً: الوحدة في القيادة

تشكل مسألة القيادة في الإسلام شأناً حاسماً تتوقف عليها حياة المسلم ومصيره في النشأتين الدنيوية والأخروية. بل حياة الإنسان كله، لأن القائد الإسلامي ينظر ضمن سعة حاكميته إلى كل الأفراد مهما تنوعت أصولهم النسبية والعرقية والدينية بمقتضى مسؤوليته وواجبه الشرعي.
وقد اشتملت قيادة الرسول الأكرم محمد (ص) على حشد هائل من المرتكزات والمفاهيم النظرية والاختبارات والتطبيقات العملية في شتى الحقول والمجالات التي لم يسبق لأمة أن حصلت عليها بمثل هذا العمق والوضوح والشمول.
فنبي الرحمة محمد (ص) بسط على نحو الكفاية كل ما يمكنه ضمان سلامة حياة الإنسان واستقامته ونظافته وشرّع كل ما يقع في طريق تكامل الإنسان من الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات والمباحات، وما يطلق فكره في أسرار الفطرة، ويحرك شعوره في دنيا العدل والرحمة، وما يبلغه صلاحه وهدايته وسعادته من خلال منظومة المبادىء والقيم والتكاليف والحقوق التي تتجه لعلاقة الإنسان مع ربه ونبيه وقائده وأهله ومجتمعه وكل ما له دخالة بأبعاد الحياة الإنسانية المادية والروحية. فلقد منحت العناية الإلهية رسولنا الأكرم مرجعية متفردة ومتوحدة، تتطلع إليها الأنظار، وتتطاول إليها الأعناق، وتهفو إليها القلوب، وتنشدُّ إليها العقول، وهي الملهمة والباعثة والمحركة وهي القدوة والأسوة الحسنة التي ترجى وتقتدى وتتبع لسعادة وخلاص الإنسان.
على مثل هذا السياق نتنبه أن القيادة المرجعية المحورية الجاذبة العالمة التي تتجمع فيها كل صفات الجمال والخير والخلق والشجاعة والحكمة هي المطلوبة والمبتغاة عقلاً، لتوقف مسائل الدين والدنيا عليها، فقيادة المجتمع البشري ليست من الأمور التي يمكن إيكالها إلى أي كان. وإذا كان من خللٍ وجهلٍ وتخلفٍ وتعصب وتشرذم وتنافر وتناحر يعيشه المسلمون اليوم هو بسبب تخليهم عن الشروط والمواصفات والمعايير الأخلاقية والإدارية والسياسية التي يجب أن يتحلى بها كل رئيس وقائد وزعيم مسلم بمعزل عن الاجتهادات الفقهية التي تطال شكل نظام الحكم وآلياته.

ثالثاً: الوحدة في المجتمع

دفع الرسول المصطفى محمد (ص) المجتمع المسلم الذي وُفق للعيش في كنفه، دفعه للتطلع نحو القيم والمُثل والكمال في أسمى مراتبه، وأراد له التخلص من الميول والرغبات المادية الدنيوية التي تُقعد المسلم في وحول الغريزة الحيوانية والنزعة الفردية الذاتية، ليضمن من خلال ذلك السعادة والعدالة والخير للمجتمع ويحقق احتياجاته ومتطلباته في أرقى وأجلى صورها.
وقد وضع الرسول جملة من المبادىء الضرورية في إطار عمله لبناء مجتمع متماسك مترابط متواد متراحم. وهذه المبادىء لا تتحدد في بيئة معينة وبجغرافيا خاصة وإنما هي صالحة لكل بيئة ولكل زمان ومكان.
فقد أمدّ الرسول (ص) المجتمع بالأفكار والقيم والأهداف التي تجعله دائماً في طور النمو والتطور والتحضر. مجتمع يتحرك بكل حماسة وحرارة وحيوية من أجل مرضاة الله تبارك وتعالى، وفي سبيل أن يكون أفراده كتلة متراصة متآخية متكاتفة مشّعة بالعلم والإيمان والنور.
وإذا أردنا بعجالة أن نشير إلى بعض المعالم المميزة في هذا المجتمع فنقول:
1. مجتمع يقوم على الاعتصام بحبل الله ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا … ﴾ 1.
فطريقة الدين الإسلامي وحقيقته تقوم على ارتباط العبد بربه على نحو دائم وتام تحصيلاً لرضاه.
2. مجتمع يقوم على الأخوة ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ … ﴾ 2.
3. مجتمع يقوم على التعاون في طرق الخير والبر ﴿ … وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ … ﴾ 3.
4. مجتمع تقوم فيه الفوارق على أساس التقوى والإيمان والعمل الصالح لا على أساس الامتيازات الدنيوية والاعتبارات الإجتماعية ﴿ … إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ … ﴾ 4.
5. مجتمع يحث أفراده على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ … ﴾ 5.
6. مجتمع يدفع أفراده للتعالي والسمو والمنافسة في دروب الطاعة والجهاد ﴿ … وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ 6.
7. مجتمع يقوم على العدل ﴿ … اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ … ﴾ 7.
8. مجتمع يرفض العدوان ﴿ … وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ 8.
9. مجتمع يأبى الضيم والهوان ﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ … ﴾ 9.
10. مجتمع متكافل ﴿ … وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ … ﴾ 10.
11. مجتمع واثق بالمستقبل ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ 11.
12. مجتمع متآلف ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ 12.
13. مجتمع صابر ومدافع عن حريم الدين ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ 13.
14. مجتمع يقاتل في سبيل الله ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ 14.
15. مجتمع متسامح لا يفرض على أفراده اعتناق دين الاسلام بالقسر والإجبار ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ 15.
16. المجتمع الإسلامي مجتمع عالمي مفتوح على كل الأجناس والأعراق والألوان ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ 4.
17. مجتمع يسير على منهج الإسلام ويحتكم لشريعة السماء ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ 16.
18. مجتمع تقوم أساس محاوراته ومجادلاته على الحكمة والموعظة الحسنة ﴿ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ … ﴾ 17.
إن حديثنا يجب أن يكون قد أوحى إلى حيث وصلنا منه، أن الوحدة كانت تامة الحضور في حركة الرسول (ص)، وأثرها كان جلياً في مجال العبادة والسياسة والإدارة والإقتصاد والاجتماع والحرب والسلم وغيرها من المجالات حيث الاضطلاع بعبء تعدادها في هذه الورقة متعذر.
وليس من المنطقي ولا الصالح القول أن الوحدة في عقيدة النبي (ص) أرجحية اجتماعية وسياسية استحسنها النبي وقد انقضى عهدها، أو هي استثناء جرى في وسط حقل شديد الانفعال والتأثر بأسئلة الزمان والمكان، وبظروف العيش وطبيعة العلاقات القبائلية التي تكرس التفاوت الإجتماعي، وإن مآل المسلمين اليوم يأبى التوحد لأن خطوط الانقسام لا ترتضي لنفسها الالتقاء عند نقطة جامعة. عندها نكون قد ضربنا ما هو من مرتكزات الإسلام ألا وهو الأسوة الحسنة في رسول الله والسيرة النبوية التي تتصف بالديمومة والثبات (حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة).
من حيث المبدأ فإن ما ذكرناه من الثوابت سواء كان الالتزام بها ميسوراً أم مستعصياً في أعوامنا هذه، فهو ما ينبغي الانطلاق والإفادة منه. ما يدعو للتأسف والالم أننا كمسلمين لم نحترم ما تواطأ وأجمع عليه علماؤنا الكبار في شأن بعضنا البعض. باتت حياة المسلم من المسلم تقف عند مجرد الآمان من الشريك الآخر. لم تعد الحياة حياة واحدة، بل تجاور حذر، واختلاط سريع العطب.
والحال أيضاً أن ما يُشتكى منه، أن التباين الفقهي بدل أن يكون في إطار التنوع المغني والاجتهاد المثري استوى سبباً ومصدراً للعنف المذهبي والتجريح الكلامي والقطيعة الاجتماعية.
فما تزال العلة هي إياها، أي قلة الاعتبار والعمل بما جاء به رسول الله (ص) فصار المسلمون ضداً لأنفسهم، وبات النزاع لا السلام أساساً في علاقاتهم. وهذا الأخير جذر يفاقم حدته هذا الانهمام إلى الاستعداء في سبيل الغلبة والسيطرة. في مساقات موهومة غير مأمونة العواقب الدنيوية والأخروية على كل مسلم ينحى هذا النحو.
ليس مرمانا من بعد هذا إلا القول إنه لا يمكن الإغضاء عن مسألة هي في أساس وجود المسلمين وصلاحهم ونمائهم وصدارتهم، ولا يمكن أن يكون هناك استنهاض لأوضاعهم خارج إطار المنهج النبوي بأبعاده كافة، فلننظر إلى ما انتهت إليه حقيقة السيرة والسنة النبوية لا ما آلت إليه سبحة نزاعات الملوك والأمراء والرؤساء والتي جرَّت ما نحن لسنا بمنجا منها إلا إن آثرنا الاعتصام بحبل الله المتين18.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى