إسئلنا

المنشار والقاضي…

قال ابن شهر آشوب: رَوَوْا أَنَّ امْرَأَتَيْنِ تَنَازَعَتَا عَلَى عَهْدِهِ 1 فِي طِفْلٍ ادَّعَتْهُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا وَلَداً لَهَا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ، فَغُمَّ عَلَيْهِ 2 وَ فَزِعَ فِيهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ 3.
فَاسْتَدْعَى الْمَرْأَتَيْنِ وَ وَعَظَهُمَا وَ خَوَّفَهُمَا، فَأَقَامَتَا عَلَى التَّنَازُعِ.
فَقَالَ عليه السلام: “ائْتُونِي بِمِنْشَارٍ”.
فَقَالَتَا: مَا تَصْنَعُ بِهِ؟!
قَالَ: “أَقُدُّهُ بِنِصْفَيْنِ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا نِصْفُهُ”.
فَسَكَتَتْ إِحْدَاهُمَا، وَ قَالَتِ الْأُخْرَى: اللَّهَ اللَّهَ يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ سَمَحْتُ لَهُ بِهَا.
فَقَالَ: “اللَّهُ أَكْبَرُ، هَذَا ابْنُكِ دُونَهَا، وَ لَوْ كَانَ ابْنَهَا لَرَقَّتْ عَلَيْهِ وَ أَشْفَقَتْ”.
فَاعْتَرَفَتِ الْأُخْرَى بِأَنَّ الْوَلَدَ لَهَا دُونَهَا، وَ هَذَا حُكْمُ سُلَيْمَانَ فِي صِغَرِهِ 4.

  • 1. أي عهد عمر بن الخطاب.
  • 2. أي خفي عليه الجواب و لم يهتد إلى حل.
  • 3. أي الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.
  • 4. مناقب آل أبي طالب (عليهم السلام):  2 / 367 ، للعلامة المُحدِّث رشيد الدين محمد بن شهر آشوب المازندراني، المولود سنة: 489 هجرية بمازندران/إيران، و المتوفى سنة: 588 هجرية بحلب/سوريا، طبعة مؤسسة العلامة للنشر، قم/إيران، سنة: 1379 هجرية.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى