{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنفُسِهِمْ(١٦٤)}
آل عمران
النعمة الإلهية الكبرى:
في هذه الآية يدور الحديث حول أكبر النعم الإلهية، ألا و هي نعمة «بعثة الرسول الأكرم و النبي الخاتم» صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو في الحقيقة إجابة قوية على التساؤل الذي خالج بعض الأذهان من الحديثي العهد بالإسلام بعد «معركة أحد» و هو: لماذا لحق بنا ما لحق، و لماذا أصبنا بما أصبنا به؟ فيجيبهم القرآن الكريم بقوله: لَقَدْ مَنَّ اَللّٰهُ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ أي إذا كنتم قد تحملتم كلّ هذه الخسائر، و أصبتم بكلّ هذه المصائب، فإن عليكم أن لا تنسوا أن اللّه قد أنعم عليكم بأكبر نعمة، ألا و هي بعثه نبي يقوم بهدايتكم و تربيتكم، و ينقذكم من الضلالات و ينجيكم من المتاهات، فمهما تحملتم في سبيل الحفاظ على هذه النعمة العظمى و الموهبة الكبرى، و مهما كلفكم ذلك من ثمن، فهو ضئيل إلى جانبها، و حقير بالنسبة إليها.
ثمّ إن اللّه سبحانه يقول: مِنْ أَنْفُسِهِمْ أن إحدى مميزات هذا النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم هو أنه من نفس الجنس و النوع البشري، لا من جنس الملائكة و ما شابهها، و ذلك لكي يدرك كلّ احتياجات البشر بصورة دقيقة، و لا يكون غريبا عنها، غير عارف بها، و حتّى يلمس آلام الإنسان و آماله، و مشكلاته و مصائبه، و متطلبات الحياة و مسائلها، ثمّ يقوم بما يجب أن يقوم به من التربية و التوجيه على ضوء هذه المعرفة.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (ناصر مکارم شیرازي) الجزء ٢،الصفحة ٧٦٥.
__
المبعث النبوي الشريف
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT