مقالات

الغيب الرباني والسر الالهي هو الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

هل ياترى أن القرآن الكريم الذي جاء هدى ونوراً للمهتدي من ظلمات الكفر والجور وفيه تبيانٌ لكل شيء .. يسكت عن حدثٍ مهمٍ كظهور الإمام الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وقيام حكومته ؟

كلا فقد أخبر القرآن الكريم عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وأصحابه ودولته العالمية في مواضع عديدة وآيات متعددة وسنذكر بعضها:

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: ((ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ *  الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ))  (البقرة:1-3) قال:(المتقون شيعة علي (عليه السلام) والغيب فهو الحجة الغائب) وشاهد ذلك قول الله تعالى (( وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ))  (يونس:20).

وروي عنه (عليه السلام) ايضا في قول الله تعالى: (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة: 3) قال: (من أقر بقيام القائم أنه الحق) .

وفي كفاية الأثر بسنده عن جابر الأنصاري في حديث طويل ذكر عن رسول الله ((صلى الله عليه واله وسلم)) حيث قال : ثم يغيب عنهم إمامهم فإذا عجل الله خروج قائم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً…. ثم قال: طوبى للصابرين في غيبته طوبى للمتقين محجتهم أولئك وصفهم الله في كتابه وقال:(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)(البقرة: 3) وقال: ((أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (المجادلة: 22) .

وورد أيضاً في قوله تعالى((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) (البقرة: 3) في تفسير القمي عن الإمام الباقر (عليه السلام)  قال: هم المتقون الذين يؤمنون بالغيب وهو البعث والنشور وقيام القائم والرجعة).

ولذلك فإن الإقرار والايمان بإمامة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من الضروريات التي ركز عليها القرآن وإنه الغيب الذي وصفه الله تعالى في كتابه وبينّ أوصاف الصابرين في غيبته والمنتظرين له .

ومن الآيات التي أمرنا الله تعالى بها بالمرابطة مع إمام زماننا وإتباعه قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران: 200) حيث جاء في تفسيرها عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: (اصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا إمامكم المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) يا جابر إن هذا الأمر من أمر الله وسر من سر الله مطوي عن عباد الله فإياك والشك فيه فأن الشك في أمر الله عز وجل كفر)

– وعن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام)أتبقى الأرض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس إليه؟ قال: (إذا لا يعبد الله لا تخلوا الارض من عالم منا ظاهر يفزع الناس اليه في حلالهم وحرامهم وإن ذلك لمبين في كتاب الله قال الإمام الباقر (عليه السلام) في بيان معنى قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران 200)(يا أيها الذين آمنوا اصبروا على دينكم، وصابروا عدوكم، ورابطوا إمامكم، واتقوا الله فيما أمركم به وافترض عليكم).

نلاحظ من خلال هذه الآيات أن الله يأمرنا بالتسليم والإنقياد إليه والمرابطة معه كما ورد في (إكمال الدين) عن الإمام محمد التقي (عليه السلام) أنه قال: (إن الإمام بعدي إبني علي أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي والإمام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه ثم سكت فقلت له: يا بن رسول الله فمن الامام بعد الحسن؟ فبكى (عليه السلام) بكاءً شديداً ثم قال: إن من بعد الحسن القائم بالحق المنتظر فقلت له: يا بن رسول الله لم سمي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره وإرتداد أكثر القائلين بإمامته فقلت له: ولم سمي المنتظر؟ قال: لأن له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكذب بها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون).

جعلنا الله وإياكم من الثابتين ومن المسلمين إليه تمام التسليم وبذلك نكون من الناجين والمرحومين بشفاعتهم والعارفين بهم وبحقهم وأخيرا وليس آخرا إلتمس الدعاء من القرّاء الكرام راجياً المولى جل شأنه أن يجعلنا من أنصار صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
علي عادل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى