▫️
«كان الرسول وما تمتع به من مقام وشأن وعظمة غير غافل عن عبادته، كان يبكي منتصف الليل ويدعو ويستغفر. في إحدى الليالي تفقدت أم سلمة الرسول فلم تجد، ذهبت تبحث عنه، فوجدته مشغولاً بالدعاء، حيث كانت الدموع تنهمر من عينيه وهو يستغفر ويقول: اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)[2] .
بكت أم سلمة فتوجه الرسول إليها وسألها عن سبب وجودها، فتوجهت إليه قائلة: يا رسول الله، أنت عزيز عند الله وذنوبك مغفورة – (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)[3] ، فلماذا تبكي؟ ولماذا تردّد: اللهم ولا تكلني إلى نفسي؟ قال: «وما يؤمنني»[4]، من الذي يحفظني إذا غفلت عن الله؟ هذا درس لنا. إن الدرس الكبير الذي علمنا إياه الرسول هو عدم نسيان الله، والاعتماد على الله، والطلب منه في يوم العزة وفي يوم الذلة، وفي اليوم الصعب، وفي يوم الراحة، وفي اليوم الذي يحاصر فيه العدو الإنسان، وفي اليوم الذي يُفرض فيه العدو – بكل عظمته – على الإنسان وعلى وجوده. تتجلى قيمة والد فاطمة عند الله في العبودية، مع الإشارة إلى أن فاطمة هي مبدأ فضائل المعصومين ومنبعها، حيث إنها وأمير المؤمنين قطرات من بحر وجود الرسول. أشهد أن محمداً عبده ورسوله، في البداية كانت عبوديته ثم رسالته، وفي الأساس (إنما) أعطي مقام الرسالة له – وهو مقام شامخ – بسبب العبودية».
مقتبس من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله في خطبة الجمعة 1991/9/27
(2) تفسير القمي،
ج 2، ص 75.
(3) سورة الفتح، الآية 2
(4) تفسير القمي،
ج 2، ص 75.
__
ربيع الأول١٤٤٦
#النبي الأعظم
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT