التعليممقالات

الظلم.. حرمته.. انواعه.. اثاره …

قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: (الدّواوين ثلاثة: فديوان لا يغفر الله منه شيئاً، وديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، فأمّا الدّيوان الذي لا يغفر الله منه شيئاً فالإشراك بالله عز وجل، قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ … ﴾ 1، وأمّا الدّيوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً قط فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه، وأمّا الدّيوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فمظالم العباد بينهم، القصاص لا محالة)2.
وقال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام»: (ألا وإنّ الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، قال الله سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ … ﴾ 1، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص هناك شديد، ليس هو جرحاً بالمدى ولا ضرباً بالسياط، ولكنه ما يستصغر ذلك معه)3.
وقال الإمام محمد بن علي الباقر «عليه السلام»: (الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأمّا الظلم الذي لا يغفره فالشرك، وأما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله، وأما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد)4.
يعرّف الظلم بأنّه وضع الشيء في غير موضعه، فالمشرك بالله ظالم، لأنّه جعل الشرك مكان التوحيد، والعاصي ظالم لأنّه جعل المعصية مكان الطاعة. وفي الرّوايات الشريفة المذكورة قسّم الشرك إلى ثلاثة أنواع، أحدها الظلم الذي لا يغفره الله، وهو الشرك بالله سبحانه وتعالى، قال تعالى عن لسان لقمان ضمن موعظته لابنه: ﴿ … يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ 5. والشرك بالله يقع في مقامات عديدة، فيكون في مقام الذات الإلهية، باعتقاد تعدد هذه الذّات، وأنّ لهذا الكون أكثر من إله، ويكون في الصفات، باعتقاد أنّ لله عزّ وجل صفاتاً زائدة على ذاته، قال الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» في إحدى خطبه: (وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصّفات عنه، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، وشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصّفة، فمن وصف اللَّه سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثنّاه، ومن ثنّاه فقد جزّأه، ومن جزّأه فقد جهله)6.
ويكون في الأفعال باعتقاد وجود فاعل آخر مع الله له الاستقلاليّة في التأثير في هذا الكون وفي الأمور والأفعال، ويكون في الطاعة باعتقاد أنّ هناك من تجب طاعته مع الله كطاعته سبحانه ممن لم يأمر الله بطاعته وامتثال أمره، ويكون في مقام العبادة باعتقاد أنّ هناك من تجب عبادته مع الله أو من دون الله، فمن يؤمن بوجود إله أو آلة مع الله، وبأن لله عزّ وجل صفاتاً زائدة على ذاته، أو من يعتقد بأنّ الموت والحياة والرّزق وغيرها من الأفعال المختصّة بالله صادرة عن غيره وبدون إذنه سبحانه، وأنّ هناك أحداً تجب طاعته كطاعة الله ممن لم يأمر الله بطاعته، وأنّه شريك مع الله في الطاعة، وأنّ هناك من تجب عبادته غير الله أو مع الله، فمثل هذا الشخص الذي يعتقد بهذه العقائد أو بعضها يكون مشركاً بالله سبحانه وتعالى، وبالتالي فهو ظالم لأنّه جعل الشرك مكان التوحيد، وهذا النوع من الظلم لا يغفره الله إلاّ أن يتوب العبد منه في هذه الحياة الدّنيا.
والثاني من أنواع الظلم هو ظلم العبد لنفسه بارتكابه المعاصي والذنوب الصغيرة منها والكبيرة، من ترك صلاة، وصوم، وحج مع الاستطاعة، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرّحم، والغيبة، والنّميمة، والكذب، والبهتان، واحتقار المؤمنين والاستهزاء بهم، وقذف المحصنات، والامتناع عن دفع الحقوق الشرعية، من زكاة وخمس، وغير ذلك من المخالفات الشرعية التي يرتكبها العباد بعدم الائتمار بالأوامر الإلهية، والانتهاء عن النواهي الإلهية.
فعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: (كتب رجلٌ إلى أبي ذرٍّ «رضي الله عنه»: يا أبا ذر، أطرفني بشيءٍ من العلم، فكتب إليه: إنّ العلم كثيرٌ ولكن إن قدرت أن لا تسيء إلى من تُحبُّهُ فافعل. قال: فقال له الرّجل: وهل رأيت أحداً يسيء إلى من يحبّه؟! فقال له: نعم، نفسك أحبُّ الأنفس إليك، فإذا عصيت الله فقد أسأت إليها)7.
وهذا النوع من الظلم قابل للغفران، شريطة أن لا تكون الكبيرة كفراً أو شركاً، لأنّه سبحانه لا يغفر لكافر كفره ولا لمشرك شركه إلاّ بالتوبة والعود من الكفر والشرك إلى الاعتقاد به سبحانه وتوحيده.
نعم هناك بعض الذّنوب لها جهتان، جهة تتعلق بحق الله سبحانه وتعالى بالتجريء عليه في أمره أو نهيه، وأخرى تتعلق بحقّ النّاس فيما إذا كان الذنب اعتداءاً على الغير ماديّاً أو معنوياً، فتدخل في جهتها الأولى في هذا النّوع من الظلم، وفي جهتها الثانية في النّوع الثالث التالي من أنواع الظلم.
وهل غفران الذنوب من هذا القسم مشروط بالتّوبة؟ بمعنى أنّها لا تغفر إلاّ إذا تاب العبد منها.. أم أنّها قابلة للغفران بدون التوبة لمن شاء الله أن يغفرها له من عباده تفضلاً منه سبحانه؟
الظاهر هو الثّاني، وذلك لأنّ الذنوب جميعها قابلة للغفران بالتّوبة بما فيها الكفر والشّرك، فلا فرق بين الذنوب من القسم الأوّل والذّنوب من هذا القسم، فلا يكون على ذلك للتفكيك بين القسمين وجه.
وإلى هذا ذهب المفسّرون في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ … ﴾ 1، قال العلامة الطبرسي: (وبيان وجه الاستدلال بهذه الآية على أن الله تعالى يغفر الذنوب من غير توبة، أنه نفى غفران الشرك، ولم ينف غفرانه على كل حال، بل نفى أن يغفر من غير توبة، لأنّ الأمة أجمعت على أنّ الله يغفر بالتوبة، وإن كان الغفران مع التوبة عند المعتزلة على وجه الوجوب، وعندنا على وجه التفضل، فعلى هذا، يجب أن يكون المراد بقوله ﴿ … وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ … ﴾ 1 أنه يغفر ما دون الشرك من الذنوب بغير توبة لمن يشاء من المذنبين غير الكافرين، وإنّما قلنا ذلك، لأنّ موضوع الكلام الذي يدخله النفي والاثبات، وينضم إليه الأعلى والأدون، أنْ يخالف الثاني الأول، ألا ترى أنه لا يحسن أن يقول الرجل: أنا لا أدخل على الأمير إلاّ إذا دعاني، وأدخل على من دونه إذا دعاني، وإنمّا يكون الكلام مفيداً إذا قال وأدخل على من دونه وإنْ لم يدعني)8.
ثم تعرّض العلاّمة الطبرسي إلى الجواب على إشكال يورد في المقام وهو أنّه على هذا القول – أنّ الذنوب غير الكفر والشرك قابلة للغفران بدون شرط التوبة – هو إغراء بفعل المعصية، فقال دفعاً لهذا الإشكال: (ولا معنى لقول من يقول من المعتزلة إنّ في حمل الآية على ظاهرها، وإدخال ما دون الشرك في المشيئة، إغراء على المعصية، لأنّ الإغراء إنّما يحصل بالقطع على الغفران، فأمّا إذا كان الغفران متعلّقاً بالمشيئة فلا إغراء فيه، بل يكون العبد به واقفاً بين الخوف والرجاء، على الصفة التي وصف الله بها عباده المرتضين، في قوله تعالى: ﴿ … يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا … ﴾ 9 و ﴿ … يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ … ﴾ 10. وبهذا وردت الأخبار الكثيرة من طريق الخاص والعام، وانعقد عليه إجماع سلف أهل الإسلام)8.
ثمّ تعرّض أيضاً للرّد على الإشكال القائل بأنّ في غفران ذنوب بعض العباد دون البعض الآخر ميلٌ منه سبحانه وتعالى ومحاباة، وهو غير جائز عليه، فقال:(ومن قال: إنّ في غفران ذنوب البعض دون البعض، ميلاً ومحاباة، ولا يجوز الميل والمحاباة على الله، وجوابه: إنّ الله متفضل بالغفران، وللمتفضل أن يتفضل على قوم دون قوم، وإنسان دون انسان، وهو عادل في تعذيب من يعذبه، وليس يمنع العقل ولا الشرع من الفضل والعدل)8.
وردّاً على من خصّ قوله: ﴿ … وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ … ﴾ 1 بالصّغائر، أو بما وقعت التوبة منه، قال: (ومن قال منهم: إن لفظة ﴿ … مَا دُونَ ذَٰلِكَ … ﴾ 1، وإن كانت عامة في الذنوب التي هي دون الشرك، فإنما نخصها ونحملها على الصغائر، أو ما يقع منه التوبة، لأجل عموم ظاهر آيات الوعيد، فجوابه: إنّا نعكس عليكم ذلك، فنقول: بل قد خصصوا ظاهر تلك الآيات لعموم ظاهر هذه الآية، وهذا أولى لما روي عن بعض السلف أنه قال: «إنّ هذه الآية استثناء على جميع القرآن» يريد به والله أعلم جميع آيات الوعيد، وأيضاً فإن الصغائر تقع عندكم محبطة، ولا تجوز المؤاخذة بها، وما هذا حكمه، فكيف يعلق بالمشيئة، فإن أحداً لا يقول إنّي أفعل الواجب إن شئت، وأرد الوديعة إن شئت)8.
وأمّا النّوع الثالث من أنواع الظلم، فهو ظلم العباد بالاعتداء عليهم ماديّاً أو معنويّاً كالاعتداء على الغير بقتله، أو ضربه، أو شتمه، أو سبّه، أو بهته، أو اغتيابه، أو بخسه حقوقه، أو مصادرة أمواله، أو انتهاك عرضه، وما شابه ذلك من أنواع الظلم وصنوفه مما يدخل تحت هذا القسم، ومنه ظلم الإنسان لأبنائه بإهمال تربيتهم تربية صحيحة، وإغفالِ توجيههم إلى وجهة الخير والصلاح، والتعامل معهم بالتعسف والقسوة والعنف، والتضييق عليهم في النفقة.. ومنه عدم قيام الرجل بالواجبات التي أوجبتها الشريعة الإسلامية عليه تجاه زوجته، فمن لا يلتزم بالحقوق الواجبة عليه تجاه زوجته يكون ظالماً لها، وكذلك المرأة التي لا تلتزم بما عليها من حقوق تجاه زوجها، فإنّها تكون ظالمة لزوجها.. ومنه ظلم المرء لوالديه بعدم مراعاته ما عليه من حقوق لهما، كبرهما والإحسان إليهما.. وهذا النّوع من الظلم هو الظلم الذي لا يدعه الله سبحانه وتعالى، فإمّا الاسترضاء والعفو أو القصاص.
وحذّرت الشريعة الإسلامية من ظلم الآخرين، وزجرت عنه أشدّ الوجر، فيجب على المرء الاجتناب عنه لما له من آثار سلبية خطيرة وعظيمة في العوالم الثلاثة «عالم الدّنيا، وعالم البرزخ، وعالم الآخرة»، قال تعالى: ﴿ … وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ 11، وقال: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ 12، وقال: ﴿ … وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ 13، وقال: ﴿ … إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ 14، وقال الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام»: (الظلم في الدّنيا بوار، وفي الآخرة دمار)15.
وقال «عليه السلام» وهو يتبرأ من الظلم: (والله لأن أبيت على حسك السعدان مُسَهَّداً، أو أجر في الأغلال مصفداً، أحب إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيءٍ من الحطام، وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البِلى قُفُولُها، ويطول في الثرى حلولها)16.
وقال «عليه السلام»: (والله لو أعطيت الأقاليم السّبعة بما تحت أفلاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلُبُها جُلْبَ شعيرة ما فعلته)17.
ومن آثار الظلم في عالم الدّنيا أنّه سبب لزوال النّعم، قال الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام»: (بالظلم تزول النعم)18.
وقال «عليه السلام»: (الظلم يُزِلُّ القدم، ويسلب النّعم، ويُهلك الأمم)19.
وقال «عليه السلام»: (ليس شيءٌ أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نِقْمَتِهِ من إقامة على ظلم؛ فإنّ الله سميع دعوة المضطهدين «المظلومين»، وهو للظالمين بالمرصاد)20.
وأنّه موجبٌ لنقصان عمر الظالم، فعن الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام»: (من ظلم قصم عمره)21.
إضافة إلى الكثير من المصاعب والمصائب والمضائق التي يصيب الله بها الظالم في هذه الحياة الدّنيا كعقاب له على ظلمه، ومنها تأثيره على نفس الظالم، حيث تصاب نفس الظالم بالكدر والظلمة والرّين، قتقسوا نفسه وتنعدم فيها الرّحمة، وهذا ما يوحيه الخبر المروي عن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» وهو قوله: (إياكم والظلم، فإنّه يُخْرِبُ قلوبكم)22.
ومن آثاره السلبية في عالم البرزخ – وهي الفترة من يوم الموت وإلى وقت الحشر – أنّ العبد يكون في هذا العالم عرضة إلى العذاب والعقاب الإلهي، فعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: (البرزخ: القبر، وفيه الثواب والعقاب بين الدّنيا والآخرة)23.
فمن كانت أعماله في الدّنيا صالحة تنعّم في قبره، وأمّا من كانت أعماله غير صالحة كما إذا كان قد مارس الظلم لعباد الله كان قبره حفرة من حفر النيران، فعن النبي «صلى الله عليه وآله» أنّه قال: (القبر روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النيران)24.
وأمّا آثار الظلم في عالم القيامة، فهو بئس الزّاد ليوم المعاد. قال النبي «صلى الله عليه وآله»: (وإيّاكم والظلم، فإنّ الظلم عند الله هو الظلمات يوم القيامة)25.
وعنه «صلى الله عليه وآله» قال: (إنه ليأتي العبد يوم القيامة وقد سرته حسناته، فيجيء الرجل فيقول: يا رب ظلمني هذا، فيؤخذ من حسناته فيجعل في حسنات الذي سأله، فما يزال كذلك حتى ما يبقى له حسنة، فإذا جاء من يسأله نظر إلى سيئاته فجعلت مع سيئات الرجل، فلا يزال يستوفى منه حتى يدخل النار)26.
وعنه «صلى الله عليه وآله» قال: (من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال، فليستحللها من قبل أن يأتي يوم ليس هناك درهم ولا دينار، فيؤخذ من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه، فيتزايد على سيئاته)27.
وفي رواية أنّه «صلى الله عليه وآله» قال: (أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع، قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيقعد فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا، أخذ من خطاياهم فطرح عليه، ثم طرح في النار)28.
وعلى الصراط عقبة لا يجتازها عبد وفي عنقه مظلمة لأحد، فإمّا أن يعفو عنه أو يقتص منه، وهي من أصعب العقبات التي يواجهها العبد في يوم القيامة، فعن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: (بين الجنة والعبد سبع عقاب، أهونها الموت، قال أنس: قلت: يا رسول الله فما أصعبها؟ قال: الوقوف بين يدي الله عزّ وجل إذا تعلق المظلومون بالظالمين)29.
وعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال في قول الله عزّ وجل: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ 30: (قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة)4 31.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى