نص الشبهة:
يقول احمد الكاتب: «وتبعا لمفهوم (الأولوية) قالت أجيال من الشيعة الأوائل، وخاصة في القرن الاول الهجري: “ان عليا كان اولى الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفضله وسابقته وعلمه، وهو افضل الناس كلهم بعده واشجعهم و اسخاهم و اورعهم وأزهدهم. واجازوا مع ذلك امامة ابي بكر وعمر وعدوهما اهلا لذلك المكان والمقام، وذكروا ان عليا سلم لهما الامر ورضي بذلك وبايعهما طائعا غير مكره وترك حقه لهما، فنحن راضون كما رضي المسلمون له، ولمن بايع، لا يحل لنا غير ذلك ولا يسع منا احدا الا ذلك، وان ولاية ابي بكر صارت رشدا وهدى لتسليم علي ورضاه”. بينما قالت فرقة اخرى من الشيعة: “ان عليا افضل الناس لقرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولسابقته وعلمه ولكن كان جائزا للناس ان يولوا عليهم غيره اذا كان الوالي الذي يولونه مجزئا، أحب ذلك او كرهه، فولاية الوالي الذي ولوا على انفسهم برضى منهم رشد وهدى وطاعة لله عزوجل، وطاعته واجبة من الله عزوجل “. وقال قسم آخر منهم: “ان امامة علي بن الي طالب ثابتة في الوقت الذي دعا الناس واظهر امره”. و قد قيل للحسن بن الحسن بن علي الذي كان كبير الطالبيين في عهده وكان وصي ابيه وولي صدقة جده: «ألم يقل رسول الله: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال: بلى ولكن ـ والله ـ لم يعن رسول الله بذلك الامامة والسلطان، ولو اراد ذلك لأفصح لهم به. وكان ابنه عبد الله يقول: “ليس لنا في هذا الامر ما ليس لغيرنا، و ليس في احد من اهل البيت امام مفترض الطاعة من الله، وكان ينفي امامة اميرالمؤمنين انها من الله. مما يعني ان نظرية النص وتوارث السلطة في اهل البيت فقط، لم يكن لها رصيد لدى الجيل الاول من الشيعة، ومن هنا فقد كانت نظرتهم الى الشيخين ابي بكر وعمر نظرة ايجابية، اذ لم يكونوا يعتبرونهما “غاصبين” للخلافة التي تركها رسول الله (صلى الله عليه وآله) شورى بين المسلمين ولم ينص على أحد بالخصوص. وهذا ما يفسر أمر الامام الصادق لشيعته بتوليهما.
الجواب:
أقول: والنوبختي يقول أيضا: وهناك أجيال من الشيعة الأوائل يقولون: ان عليا مفروض الطاعة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا يجوز لهم غيره.
وان الصادق (عليه السلام) كان يندد بالحسن بن الحسن بن الحسن.
الرد على الشبهة
اقول:
يقال للاستاذ الكاتب ان المقولة التي نقلتها ونسبتها إلى أجيال من الشيعة الأوائل إنما هي مقولة أوائل البترية من الزيدية.
وفي قبال مقولتهم مقولة شيعة أوائل أيضا تبعا لمفهوم أولوية الاختصاص كانوا يقولون: «ان علي ابن أبي طالب إمام ومفروض الطاعة من الله ورسوله بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجب على الناس القبول منه والأخذ منه ولا يجوز لهم غيره، من أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصى الله لما أقامه رسول الله علما لهم وأوجب إمامته وموالاته وجعله أولى بهم منهم بأنفسهم، والذي وضع عنده من العلم ما يحتاج إليه الناس من الدين والحلال والحرام وجميع منافع دينهم ودنياهم ومضارها وجمع العلوم كلها جليلها ودقيقها واستودعه ذلك كله واستحفظه إياه، وانه استحق الإمامة ومقام النبي (صلى الله عليه وآله) لعصمته وطهارة مولده وسبقه وعلمه وشجاعته وجهاده وسخائه وزهده وعدالته في رعيته، وان النبي (صلى الله عليه وآله) نص عليه وأشار إليه، باسمه ونسبه، وعينه وقلد الأمة إمامته وإقامة ونصبه لهم علما، وعقد له عليهم إمرة المؤمنين، وجعله وصيه وخليفته ووزيره في مواطن كثيرة، اعلمهم ان منزلته منه منزلة هارون من موسى، إلا انه لا نبي بعده، وإذ جعله نظير نفسه في حياته، وانه أولى بهم بعده، كما كان هو (صلى الله عليه وآله) أولى بهم منهم بأنفسهم».
قال النوبختي والاشعري: «فلم تزل هذه الفرقة ثابتة قائمة لازمة لإمامته وولايته على ما ذكرنا ووصفنا إلى ان قتل صلوات الله عليه» 1.
وقد المح الاستاذ الكاتب إلى قول هذه الفئة من الشيعة في الفصل الثاني من الجزء الأول ولكنه سماها بـ (الفئة السبئية) وقال عنها «أنها جماعة قليلة من الشيعة في عهد الإمام علي وان الإمام نفسه قد رفض مقولتهم وزجرهم» (ص 25) وسيأتي التعليق عليه.
2. أما ما نسبه إلى الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام) من كلام فهو جزء رواية رواها ابن عساكر تحت ترجمة الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام) غير أنها للحسن بن الحسن بن الحسن.
قال الفضيل بن مرزوق: سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن يقول لرجل من الرافضة «ولو كان الأمر كما تقولون ان الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر والقيام على الناس بعده، ان كان علي لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرما في ذلك ان ترك أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يقوم فيه كما أمره أو يعذر فيه إلى الناس.
فقال الرافضي ألم يقل رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (من كنت مولاه فعلي مولاه).
قال أم والله، ان لو يعني رسول الله بذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس لأفصح لهم بذلك كما افصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت وقال لهم أيها الناس ان هذا ولي أمركم بعدي فاسمعوا له وأطيعوا» 2.
والحسن بن الحسن بن الحسن أخو عبد الله بن الحسن هو الذي قال فيه الصادق (عليه السلام) كما في خبر الاحتجاج للطبرسي: «ان الحسن لو توفي بالزنا وشرب الخمر كان خيراً مما توفي عليه».
وفي خبر الاحتجاج أيضا عن ابن أبي يعفور قال: «لقيت أنا والمعلى الحسن بن الحسن فقال يا يهودي فاخبرنا بما قال جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال: هو والله أولى باليهودية منكما ان اليهودي من شرب الخمر» 3.
وقد روى ابن عساكر عن فضيل بن مرزوق قال: «سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة: والله ان قتلك لقربة إلى الله عز وجل، فقال له الرجل: انك تمزح ! فقال: والله ما هذا بمزاح ولكنه مني الجد» 4.
وفيه أيضا عن فضيل بن مرزوق قال: «سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة: والله لئن أمكننا الله منكم لنقطعن أيديكم وأرجلكم ثم لا تقبل منكم توبة» 5.
وقد روى ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن الحسن بن الحسن روايات تكشف عن وحدة موقف بينهما من الرافضة.
فقد روى عن أبي بكر بن عياش عن سليمان بن قرم قال: «قلت لعبد الله بن الحسن في أهل قبلتنا كفار؟ قال نعم، الرافضة.
وروى عن أبي خالد الأحمر قال سألت عبد الله بن الحسن عن أبي بكر وعمر فقال صلى الله عليهما ولا صلى على من لم يصل عليهما».
وروى عن عمار بن زريق عن عبد الله بن الحسن قال: «ما أرى رجلا يسب أبا بكر وعمر تيسر له توبة أبدا».
وروى عن شبابة عن حفص بن قيس قال: «سألت عبد الله بن الحسن عن المسح على الخفين؟ فقال امسح فقط مسح عمر بن الخطاب، فقلت إنما أسألك أنت أتمسح؟ قال ذلك اعجز لك حين أخبرك عن عمر وتسألني عن رأيي فعمر كان خير مني وملء الأرض مثلي، قلت يا أبا محمد ان ناساً يقولون ان هذا منكم تقية فقال لي ونحن بين القبر والمنبر: اللهم ان هذا قولي في السر والعلانية فلا تسمعن قول أحد بعدي، ثم قال هذا الذي زعم ان عليا كان مقهوراً وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمره بأمر فلم ينفذه فكفى بهذا إزراء على علي (عليه السلام) ومنقصة ان يزعم قوم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمره بأمر فلم ينفذه» 6.
وروى الصفار في بصائر الدرجات عن علي بن سعيد وكان عند الصادق (عليه السلام) «ان رجلا قال له: جعلت فداك ان عبد الله بن الحسن يقول ليس لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام) بعد كلام: أما تعجبون من عبد الله يزعم ان أباه علي لم يكن إماما ويقول انه ليس عندنا علم، وصدق والله ما عنده علم ولكن والله وأهوى بيده إلى صدره ان عندنا سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيفه ودرعه وعندنا والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله وانه لإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط علي بيده» 7.
قال العلامة التستري رح: «ونقل البحار عن (الإقبال) تصديه للاعتذار لآبائه بني الحسن ولهذا (اي لعبد الله بن الحسن) فأورد كتاب الصادق (عليه السلام) إليه تسلية له عند حمله وأهل بيته ذاكرا في عنوان المكتوب (إلى الخلف الصالح والذرية الطيبة من ولد أخيه وابن عمه) ثم أورد المكتوب وقال اشتملت هذه التعزية على وصف عبد الله بالعبد الصالح والدعاء له ولبني عمه بالسعادة وهذا يدل على ان جماعة المحمولين كانوا عند مولانا الصادق معذورين وممدوحين ومظلومين وبحقه عارفين، وقد يوجد في الكتب انهم كانوا للصادق مفارقين وذلك محتمل للتقية لئلا ينسب اظهارهم لإنكار المنكر إلى الأئمة ثم ساق أخبارا كثيرة مؤيدة لما ذكره من عذرهم ومعرفتهم واعتراف عبد الله بان ولده ليس هو المهدي الموعود وتصديقه للصادق (عليه السلام) بان المهدي من ولده ونقل رواية عن الصادق عن أبيه عن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) أنها سمعت أباها يقول (يقتل منك أو يصاب منك بشط الفرات ما سبقهم الأولون ولا يعدلهم الآخرون) وهؤلاء المقتولون منهم عبد الله وهو رأسهم وشيخ بني هاشم. قال (المصنف) 8 كلما أمعنت النظر في أخبار المدح والقدح لم اهتد إلى وجه جميع».
وقال العلامة التستري (رحمهم الله) ايضا: «بل أخبار القدح مستفيضة وأخبار المدح شاذة ومن طرق الزيدية، وقرر القادحة القدماء فرواها محمد بن الحسن الصفار ومحمد بن يعقوب الكليني ونظرؤهما عن الائمة ساكتين عن تأويلها، والتاريخ أيضا يعضدها، ولم تنحصر الأخبار بما نقل بل لو أريد الاستقصاء لطال الكلام، وقد رويت عنه أمور منكرة فوق عدم استبصاره ففي خبر انه قال للصادق (عليه السلام) ان الحسين كان ينبغي له إذا عدل ان يجعلها في الاسن من ولد الحسن، وروى الطبري في ذيله بإسناده عن سليمان بن قرم قال قلت لعبد الله بن الحسن أفي قبلتنا كفار قال نعم الرافضة، وقال ابن قتيبة روى عبد الله بن الحسن يوما يمسح على خفيه فقال مسح عمر ومن جعله بينه وبين الله فقد استوثق» 9.
3: قوله: «ومن هنا فقد كانت نظرتهم ـ أي اهل البيت ـ الى الشيخين ابي بكر وعمر نظرة ايجابية إذ لم يعتبروهما غاصبين للخلافة…، وهذا يفسر امر الامام الصادق (عليه السلام)لشيعته بتوليهما».
اقول: ان كان يريد بـ (اهل البيت) الائمة المعصومين فقد اخطأ القول فيما نسب اليهم، وذلك لان موقفهم (عليهم السلام) منهما هو موقف ابيهم علي (عليه السلام) وجدتهم الزهراء (عليه السلام).
اما موقف ابيهم علي (عليه السلام) فقد اتضح من خلال اقواله التي نقلناها عنه فيما مضى كقوله (عليه السلام) في خطبته المعروفة بالشقشقية «اما والله لقد تقمصها ابن ابي قحافة وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحا… وطفقت ارتئي بين ان اصول بيد جذاء او اصبر على طخية عمياء… فرأيت ان الصبر على هاتا احجى» وقوله (عليه السلام) «اللهم اني استعديك على قريش… فنظرت فاذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد الا اهل بيتي فضننت بهم عن المنية… وصبرت من كظم الغيظ على امر من العلقم وآلم للقلب من حز الشفار» وقوله (عليه السلام) «لو وجدت اربعين ذوي عزم لناهضت القوم» ولازم هذه الأقوال انهما اغتصبا حقه، وكان يرى استرجاع حقه بالقوة لو كانت له قوة.
اما موقف جدتهم الزهراء (عليه السلام): فهو واضح من خلال ما ثبت عنها انها غضبت عليهما ثم اصرت على ابراز غضبها هذا عليهما حتى بعد موتها حيث اوصت ان لا يشهدا جنازتها وان لا يصليا عليها وان تدفن ليلا حرصا على تحقيق ذلك، وقد نفذ علي (عليه السلام) وصيتها ودفنها ولم يؤذن ابا بكر بدفنها.
روى البخاري عن الزهري عن عروة عن عائشة «ان فاطمة (عليه السلام) وجدت على ابي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت… دفنها زوجها علي (عليه السلام) ليلا ولم يؤذن بها ابا بكر وصلى عليها» 10.
قال العيني وابن حجر في شرح البخاري 11: «قوله: (ليلا) أي في الليل وذلك بوصية منها لارادة الزيادة في التستر».
اقول:
ليس الامر كذلك بل حرصا على ان لا يشهداها ويصليا عليها بقرينة ان عليا (عليه السلام)لم يُعلِمْ ابا بكر بها.
وفي دلائل الامامة للطبري عن ابي بصير عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما دخلا عليها قالا لها: كيف انت يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت بخير والحمد لله. ثم قالت لهما: اما سمعتما النبى (صلى الله عليه وآله) يقول فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد اذى الله؟ قالا: بلى، قالت: والله لقد آذيتماني فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما» 12.
وفي رواية زرارة عن الباقر (عليه السلام) «ان زيداً لما قال له سالم بن ابي حفصة وكثير النوا وابو الجارود انهم يتولون ابا بكر وعمر ويتبرءون من اعدائهم قال لهم زيد ويلكم أتتبرءون من فاطمة؟ بترتم امرنا بتركم الله فيومئذ سموا البترية» 13.
وقد سئل الرضا (عليه السلام) عن الشيخين فقال: «كانت لنا امة بارة خرجت من الدنيا وهي عليهما غضبى ونحن لانرضى حتى ترضى» 14.
اما ما نسب الى الباقر والصادق (عليه السلام) من روايات الترضي والتولي فهي من باب التقية في العهد الاموي اما ما نسب الى علي (عليه السلام) فهي روايات موضوعة عليه في العهد العباسي نرجىء بحثها الى فرصة قادمة 15.
- 1. 07:10 ص.
- 2. مختصر تاريخ دمشق ج6 / 329 ـ 333، تاريخ دمشق ج13 وقد خلط ابن عساكر في الروايات بين الحسن بن الحسن بن علي والحسن بن الحسن بن الحسن بن علي، ولعل الخلط من الناسخ.
- 3. قاموس الرجال ترجمة الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام) وترجمة الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام)، قال التستري رح والمراد بشربه الخمر النبيذ الذي هو خمر عند ائمتنا (عليهم السلام) ويحله غيرهم.
- 4. مختصر تاريخ دمشق ج6 / 331.
- 5. مختصر تاريخ دمشق ج6 / 332.
- 6. تاريخ دمشق ج27 ترجمة عبد الله بن الحسن بن الحسن ص 373 ـ 376.
- 7. بصائر الدرجات ص 253 ومثله في 156،160.
- 8. يريد العلامة المامقاني (رحمهم الله) صاحب كتاب تنقيح المقال.
- 9. قاموس الرجال ترجمة عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي (عليه السلام).
- 10. صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر، وباب قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) (لا نورث)، وصحيح مسلم كتاب الجهاد والسير، ومشكل الآثار ج1: 48، وتاريخ الطبري ج3: 208.
- 11. عمدة القاري ج17 / 259، فتح الباري 9 / 34.
- 12. بحار الأنوار ج43 / 170.
- 13. قاموس الرجال ج4 / 599.
- 14. ألقاب النبي و عترته ضمن مجموعة نفيسة ص44، والطرائف لابن طاووس ص252.
- 15. شبهات و ردود: الحلقة الثالثة: الرد على الشبهات التي أثارها كتاب أحمد الكاتب حول إمامة أهل البيت: الفصل الأول: المورد الثاني عشر.