مقالات

السيد الشريف الرضي…

هو أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي ، المعروف بالشريف الرضي ، ولد ببغداد سنة : 359 و توفي بها سنة : 406 هجرية .
و الجدير بالذكر أن السيد الشريف الرضي رضوان الله تعالى عليه نال شرفاً عظيماً بجمع ما أختاره من خطب و رسائل و حِكَم و مواعظ الامام أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب أسماه ” نهج البلاغة ” فأصبح ذكره خالداً كما و نال شهرة واسعة بواسطة هذا الكتاب العظيم.

أسرته

إنحدر السيد الشريف الرضي من أسرة عريقة و شريفة ، يرجع نسبها إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام ، حيث يتصل نسبه من جهة الأب 1 بالإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام ، و من جهة الأم بالإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام .
و قد ترعرع السيد الرضي في هذه الأسرة الكريمة برعاية خاصة من أبيه الذي كان علماً من الأعلام و نقيباً للأشراف حتى أصبح علماً من أعلام الأمة ، و لقد حُكي أنّ الشيخ المفيد 2 رأى‏ في‏ منامه‏ كأنّ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام دخلت عليه و هو في مسجده بالكرخ ، و معها ولداها الصغيران الحسن و الحسين عليهما السلام ، فسلّمتهما إليه و قالت له : ” يا شيخ علّم ولديّ هذين الفقه ” ، فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك اللّيلة الّتي رأى فيها الرؤيا ، دخلت عليه في المسجد السيّدة فاطمة بنت الناصر 3، و معها ولداها السيّدان الرضي و المرتضى ، و قالت له : ” هذان ولداي قد أحضرتهما لتعلّمهما الفقه ” ، فبكى الشيخ المفيد ، و قصّ عليها الرؤيا ، و تولّى تعليمهما الفقه حتّى أنعم اللّه عليهما ، و فتح لهما من أبواب العلوم و الفضائل ما اشتهر عنهما ، ما اشتهر في آفاق الدنيا 4.
و كان السيّد الرضي عالمـًا عبقريًّا و فقيهاً متميزاً و أديباً لامعاً و شاعراً كبيراً ، قام بتأسيس مدرسة في بغداد و إهتم بتربية طلبة العلوم الإسلامية فتخرجت من مدرسته العلماء و الادباء .

من أساتذته

  1. أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان النحوي، المعروف بالسيرافي.
  2. أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي النحوي.
  3. أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري.
  4. أبو الفتح عثمان بن جنّي الموصلي .
  5. أبو يحيى عبد الرحيم بن محمّد، المعروف بابن نباتة.
  6. أبو عبد الله محمّد بن النعمان البغدادي، المعروف بالشيخ المفيد.
  7. أبو الحسن علي بن عيسى الربعي النحوي البغدادي.
  8. أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي.

من تلامذته

  1. الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي.
  2. الشيخ أبو عبد الله محمّد بن علي الحلواني.
  3. القاضي أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة.
  4. أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي.
  5. القاضي السيّد أبو الحسن علي بن بندار بن محمّد الهاشمي.
  6. الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى النيسابوري.
  7. أبو الحسن مِهيار بن مرزويه الديلمي.

من تأليفاته

  1. نهج البلاغة.
  2. خصائص الأئمة.
  3. تلخيص البيان عن مجازات القرآن.
  4. مجازات الآثار النبوية.
  5. حقائق التأويل في متشابه التنزيل.
  6. معاني القرآن.
  7. ديوان شعر.

وفاته

توفي السيّد الشريف الرضي قدس سره في السادس من المحرّم سنة : 406 هـجرية و عمره 47 عاماً ، و دفن في داره الكائنة في محلّة الكرخ ببغداد بجوار موقد الامامين الكاظمين عليهما السلام.
هذا و ذكر كثير من المؤلّفين نقل جثمانه إلى كربلاء المقدّسة بعد دفنه في داره بالكرخ ، فدفن عند أبيه أبي أحمد الحسين بن موسى ، و يظهر من التاريخ أنّ قبره كان مشهوراً معروفاً في الحائر المقدّس.

  • 1. والده أبو أحمد ، الحسين ، الملقّب بالطاهر ذي المناقب ، كان من الشخصيّات المرموقة و علم من الأعلام ، و كان نقيباً للأشراف و أميراً للحاج ، و كانت له مناصب أخرى .
  • 2. الشيخ المفيد : هو الشيخ محمد بن محمد النُعمان المُلقَّب بالشيخ المُفيد ، المولود سنة : 336 هجرية ببغداد ، و المتوفى بها سنة: 413 هجرية ، عُرف بابن المعلّم واشتهر بالمفيد إمّا لأنّ الإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف لقّبه به كما نصَّ عليه ابن شهر آشوب ، أو أنَّ شيخه عليّ بن عيسى الرمّانيّ لقّبه به لمناظرة جرت بينهما.
  • 3. فاطمة بنت الناصر الصغير أبي محمد الحسن بن أبي الحسين بن أحمد صاحب جيش أبيه الناصر الكبير أبي محمد الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي السجاد زين العابدين بن الحسين السبط الشهيد ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام ، و هي والدة الشريفين السيدين العلمين الرضي والمرتضى ، توفيت في ذي الحجة سنة 385 و كانت من جليلات النساء و فضلياتهن .
  • 4. أنظر : كتاب المزار- مناسك المزار ( للمفيد ) : المقدمة ، طبعة مؤتمر ألفية الشيخ المفيد سنة : 1413 هجرية قم/إيران .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى