منع تنظيم “داعش”، الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، في الموصل الخاضعة لسيطرته شمال العراق، وذلك على غرار فتاوى جماعة الوهابية الذين يعتبرون الإحتفال “بدعة” فيما يحتفل جميع المسلمين من السنة وأتباع أهل البيت عليهم السلام سنوياً بالمولد النبوي الشريف ويعتبرونه أمر مقطوع بمشروعيته.
وقال أحد شيوخ المساجد في مدينة الموصل، لشبكة “رووداو” الإعلامية، أن “تنظيم داعش، أبلغ جميع المساجد في المدينة، بعدم الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف”.
وأضاف الشيخ الذي رفض الكشف عن إسمه، أن “تنظيم داعش يعتبر الإحتفال بذكرى المولد النبوي، من البدع التي دخلت الإسلام …”.
مفتي السعودية يحرم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ويعتبره “بدعة”
ونقل موقع “رصد 24” في 22 يناير 2013، عن صحيفة المدينة السعودية بتاريخ 12/3/1431هـ الموافق: 25/2/2010م، ان المفتي العام بالسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ يحرم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ويقول : “إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة لا أصل لها، وتساءل …”.
مفتي الجمهورية المصرية يعتبر الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف (ص) من أفضل الأعمال وأعظم القربات
ونقل موقع مصريات عن الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية قوله ان الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات لأنه تعبير عن الفرح والحب له ومحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان وقد صح عن أنه قال: “والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده”.
وحكم الاحتفال بالمولد النبوي هو الاحتفاء به. والاحتفاء به أمر مقطوع بمشروعيته لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه فعرف الوجود بأسره باسمه ومبعثه وبمقامه وبمكانته فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحجته.
ويشير د. على جمعة الى أن سلفنا الصالح قد درج منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفاء بمولد رسول الله باحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار في الرسول محمد .
كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير والحافظ بن دوحي الأندلسي والحافظ بن حجر.
ويضيف ان أصل الاجتماع لاظهار شعائر الاحتفال ليلة المولد مندوب وقربة لان ولادته أعظم النعم علينا والشريعة حثت على إظهار شكر النعم وهذا ما رجحه ابن الحاج في المدخل حيث قال: لان في هذا الشهر منَّ الله علينا بسيد الأولين والآخرين فكان يجب أن يراد فيه من العبادات والخير وشكر المولى على ما أولانا به من النعم العظيمة.
ومما سبق ذكره من أقوال الأئمة وغيرهم وتبين أن هذا هو حال الأمة من القرن الخامس الهجري نرى استحباب احياء ليلة المولد موافقة للأمة والعلماء وأن يكون الاحتفاء بالمولد النبوي بما ذكر من تلاوة القرآن والذكر وإطعام الطعام وألا يتطرق إليه مظاهر مذمومة كالرقص والطبل ولا غبرة بمن شذ عن هذا الاجماع العملي للأمة وأقوال هؤلاء الأئمة. وليس ذلك الاحتفال بكثير على النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة.
الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف عند اتباع أهل البيت عليهم السلام لا تختلف عن أهل السنة
وقال الطاهر الهاشمي عضو المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في مصر لـ«الشروق»، إن الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف عند الشيعة لا تختلف عن أهل السنة، مضيفا: «لا يوجد خلاف بين السنة والشيعة على المولد النبوى، هذا مجمع عليه ولا توجد طقوس معينة لدى الشيعة تختلف عن أهل السنة».
وأكد الهاشمى أن الشيعة يوزعون الحلوى لإدخال السرور على أهل بيتهم، وأن الكثير منهم يحتفلون بتزويج أولادهم خلال المولد لما له من نفحات مباركة، كما يحرصون على أن يذكروا سيرة النبي وتاريخ مولده.
وتابع الهاشمى: «الناس جميعهم أقروا بالاحتفالات بالمولد النبوى ما عدا الوهابية، وهم وعلماؤهم يحرمون الاحتفالات بالمولد النبوى، ولا شك أن الاحتفال كل عام يعتبر صحوة إسلامية روحانية عالية القدر، تذكرنا بالرحمة المهداة والسراج المنير».