يوجد في سامراء سرداب أثري في العتبة العسكرية المقدسة من جهتها الغربية، يدعى بسرداب الغيبة، وقد حاك أعداء الشيعة الأساطير عن هذا السرداب ونسبوا إلى الشيعة أنّهم يقولون إنّ الإمام المهدي قد غاب فيه وأنّه سيخرج منه، وكل هذا زوراً وبهتانا، فلا يعتقد الشيعة إلاّ أنّه سرداب دار الأئمّة، الذين عاشوا فيه وولد آخرهم في هذا الدار. وإن وجود هذا السرداب في دارهم هذه أمر طبيعي، لأنها في العراق، وكل دوره في السهل الرسوبي – عدا المناطق الشمالية منه – تحتوي سرداباً يأوي إليه أهل الدار في أشهر الحر التي تتميز بها اغلب أشهر السنة في العراق. قال الشيخ ذبيح الله المحلاتي: (ليس اشتهار هذا السرداب بسرداب الغيبة لأن الحجة (عليه السَّلام) غاب فيه كما زعمه من يجهل التاريخ، بل لأن بعض الأولياء تشرف بخدمته وحيث إنه مبيت الثلاثة من الأئمة ومعبدهم طوال المدة وحظي فيه عدة من الصلحاء بلقائه صار من البقاع المتبركة فينبغي إتيانه بخضوع وخشوع وحضور قلب والوقوف على بابه والدعاء) (مآثر الكبراء 1/288) ط الثانية سنة 1388 هـ. لذا فوجود السرداب في دار الأئمة المذكور أمرٌ طبيعي في دور كل أهل العراق، للسكن فيه خلال تلك الأشهر، والتعبد والنوم، وإثارة الشبهة حول أمر بديهي في العراق مثل وجود هذا السرداب، لهو أمر يثير السخرية والعجب في آن واحد. ويقول الشيخ النوري في (كشف الأستار ص43) سنة 1318 هـ بهذا الصدد: (واختص ذلك المكان بمزيد شرافة واحترام وتقبيل والتبرك به… فلما رأت سدنته رغبة المؤمنين إلى زيارة تلك البقعة جعلوا يأخذون تراب ذلك المكان ويعطونه الزائرين بإزاء دراهم معدودة، فأدى ذلك أن حفر تلك البقعة مقدار درجتين، ثم تصدى إلى طمها العلامة الكبير الشيخ عبد الحسين الطهراني (رضي الله عنه)، ثم حفرها بعض السدنة لمقاصدهم الخاصة وسموها بئر صاحب الزمان… ومع ذلك فقد جعلوا الآن قبة تحت الرخام بمقدار أن يدخل الكف فيه لأخذ التراب، وربما وضعوا التراب فيها من الخارج لإعطائه الزائرين الذين لا يعلمون حقيقة التراب). وللسرداب باب خشبي جميل باقٍ من عهد الحاكم العباسي الناصر لدين الله وقد عمله في سنة 606 هـ، أي أنّه مضى على صنعه أكثر من سبعة قرون. قال السيد الجلالي في مزارات اهل البيت: وقد رأيت الباب المذكور ولا تزال قائمة وبها آثار الحريق والكتابة بخط كوفي قرأت منها أسماء المعصومين الأربعة عشر (عليهم السَّلام) وقد نشرت مديرية الآثار العراقية رسالة بعنوان (باب الغيبة) في سنة 1938 هـ وأوردت النص المذكور كاملاً (النص المكتوب على الباب ) في ص7. وقد تأثر الباب في التفجير الإرهابي الذي طال العتبة العسكرية المقدسة في 22/2/2006م وقـُلع من مكانه، ولكن بحمد الله أنقذه المؤمنون وتم حفظه في مكان آمن.
المصدر: http://www.askarian.iq