زواج المتعة زواج شرعي صرح به القرآن الكريم حيث قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ … فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً … ﴾ 1 .
و لا شكَّ في أنَّ صحابة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و المسلمون تزوجوا متعة عملاً بهذه الآية سنوات عديدة حتى نهى عن ذلك عمر بن الخطاب باجتهاده الشخصي و عاقب عليها فخاف الناس و تركوها، و رغم إدعاء البعض بأن آية المتعة قد نُسخت، لكن الصحيح أنها لم تُنسخ لا بالقرآن و لا بالسُنة.
فقد أخرج البخاري عن عمران بن حصين، قال: نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ولم ينزل قرآن يحرمها ولم ينه عنها حتى مات ( صلى الله عليه و آله ) قال رجل برأيه ما شاء. 2 .
و أخرج الإمام أحمد في مسنده من طريق عمران القصير، عن أبي رجاء، عن عمران الحصين، قال : نزلت آية المتعة في كتاب الله تبارك و تعالى، و عملنا بها مع رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فلم تنزل آية تنسخها ولم ينه عنها النبي حتى مات ( صلى الله عليه و آله ) 3 .
هل استمتع النبي ( صلى الله عليه و آله ) و الأئمة ( عليهم السلام )؟
لم يذكر التاريخ شيئاً يدل على أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قد تزوج متعة، و كذلك الأمر بالنسبة إلى الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام )، و على أي حال، فإن عدم ثبوت الإستمتاع بحقهم لا يؤثر في مشروعية زواج المتعة بعد وجود آية صريحة في القرآن الكريم بشأن هذا النوع من الزواج، و بعد وجود أحاديث تُثبت مشروعيتها، و أيضاً بعد وجود أدلة تثبت عمل الصحابة بآية المتعة و الأحاديث الواردة بشأنها، و بناءً على هذه الأدلة نجد الصحابة قد تمتعوا في حياة النبي ( صلى الله عليه و آله ) و كذلك بعد مماته حتى منعهم الخليفة عمر بن الخطاب عنها.
- 1. القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 24 ، الصفحة : 82 .
- 2. البخاري: الصحيح: 6/27، تفسير قوله تعالى: “فمن تمتع بالعمرة إلى الحج” .
- 3. مسند أحمد 4: 436.