مقالات

الرد على الاعتداءات الصهيونية…

بسم الله الرحمن الرحيم

يسألونك: لماذا لا تقصفون؟

في أجواء “طوفان الأقصى”، يتساءل بعض الناس ـ منتقدين ومعترضين ـ : لماذا لا تتدخَّل إيران وتدافع عن غزَّة؟
لماذا لا يستخدم أنصـ الله ـار ترسانتهم وصواريخهم بعيدة المدى؟
لماذا لا يتدخل حـ الله ـزب ويفتح الجبهة الشمالية؟
لماذا تكتفي فصائل المقاومة العراقية بالتهديد؟
يحاولون من خلال هذه الأسئلة التشكيك في مصداقية محور المقاومة، وإجابةً عن هذه الأسئلة نقول ـ وبالله تعالى نصول ـ :

أوَّلاً: هذا النوع من الأسئلة يتضمَّن دلالة واضحة باعتقاد السائلين بأنَّ محور المقاومة هو المعنيُّ بالردِّ والدفاع عن فلسطين، فهذه شهادة بأنَّ الحقيق بالدفاع هي إيران وأنصـ الله ـار وحـ الله ـزب وبقية فصائل المقاومة، كما يتضمَّن هذا النوع من الأسئلة إدانة للسائلين ومن ينتمون إليهم (دول الانبطاح) بأنهم غير معنيين بما يجري إلَّا في حدود البحث عن ثغرات لنقد محور المقاومة وفصائله ومن ينتمون إليه؟ وهذه نقطة مهمة تدل على تفوُّق محور المقاومة وسموِّه، وسقوط المنبطحين حتى في نقدهم وطعنهم في محور العزَّة والكرامة.

ثانياً: هذا النوع من الأسئلة يشتمل على قُبح أخلاقي؛ لأنه من قبيل (تقولون ما لا تفعلون) ، فالسائلون يتحدَّثون عن فضيلةٍ هم وأولياء أمورهم فاقدون لها، بل معارضون لها. وهذا من مساوئ الأخلاق ومن موجبات مقت الله تعالى.

ثالثاً: إنَّ قرار التدخُّل في العمليَّات العسكرية ذات التعقيد الكبير والحساسية العالية، يتم بتنسيق بين أركان محور المقاومة وقادته، وهم خبراء الميدان وأبطاله، وهم الذين يتَّخذون قرار التدخُّل، ويحدِّدون الزمان والأسلوب والشروط.. وليس من شأن الصغار والسلبيين أن يتدخَّلوا وينتقدوا، وليس من شأننا ـ نحن جمهورَ المقاومة ـ أن نجيب، فتوجيه هذه الأسئلة إلينا ـ في حدِّ ذاته ـ يتضمن تطاولاً وإساءةً للأدب وقلة للعقل من قبل السائلين.

رابعاً: من المحتمل جدًّا أنَّ هناك تنسيقاً حاصلاً بين أركان محور المقاومة وقادته، كما لاحظنا في كلمة سيد المقاومة في اليمن يوم 10 أكتوبر 2023 ، وأن قيادات المحور قد تحرَّكت بالفعل، ولكن بشكل يصعب على العدو وعملائه رصدُه وتعقُّبه، وهذا يعني أن الأسئلة المطروحة من قبل أطفال رياض الانبطاح هي أسئلة مبنية على التخمين والظنون، لا على معطيات قطعيَّة، وهذا ما يسقط قيمتها.

خامساً: قد تبيَّن من خلال قراءة دقيقة لمجريات الأحداث والتقارير والأخبار منذ بداية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023 أنَّ هناك خطوات مدروسة يعمل على أساسها قادة المحور، وأن تدخلهم يخضع لمعادلات محسوبة تضمن أكبر قدر من الردع والنصر، وهذا ما لا يفهمه أطفال رياض الانبطاح..

سادساً وأخيراً: إذا أراد أصحاب هذه الأسئلة أن يفهموا شيئاً ـ ومن المستبعد أن يفهموا ـ فعليهم أن يراقبوا قلق العدو من التنسيق بين أركان المحور وقادته، وخوفه من توسع رقعة الحرب بدخول بقية أركان المحور في القتال.. فإذا كان سادة الاستكبار يعيشون هذا القلق والخوف وهم يظنون أن محور المقاومة لم يشارك بعد، فبأي حق يعترض أطفال عملائهم على عدم تحرُّك المحور؟!
أيها الأذكياء الصغار؛ إن محور المقاومة مخيف ومرعب لأوليائكم وأولياء أوليائكم، حتى وهم يتصورون أنه لم يتحرك بالفعل.. وهذا ـ لوحده ـ يكفي للتدليل على خطورة الدور الذي يلعبه محور الكرامة في المنطقة.
قال الله تعالى: (‌وَلِلَّهِ ‌الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) المنافقون: 8 .

والحمد لله رب العالمين.

✍🏻️ زكريَّا بركات
11 أكتوبر 2023

https://chat.whatsapp.com/GaqaJFFGf23GppIuC0IMcm

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى