نور العترة

الخمس في مكة لعلي…

نص الشبهة: 

ذكرت نصوص المناشدة: أن علياً «عليه السلام» كان دون كل أحد يأخذ هو وفاطمة «عليهما السلام» الخمس في مكة. فقد قال «عليه السلام» لأهل الشورى التي جعلها عمر وسيلة لإيصال عثمان إلى الخلافة: «نشدتكم بالله، أفيكم أحد كان يأخذ الخمس مع النبي «صلى الله عليه وآله» قبل أن يؤمن أحد من قرابته غيري، وغير فاطمة؟! قالوا: اللهم لا» (ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج3 ص90 وراجع ص95 وفي هامش ص88 و 89 مصادر كثيرة لحديث المناشدة، وراجع: مناقب الخوارزمي ص225 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص315 وفرائد السمطين ج1 ص322. وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص432 و 435 ونهج السعادة ج1 ص131 و 139 وكنز العمال ج5 ص725 وينابيع المودة ج2 ص344 وكتاب الولاية لابن عقدة ص177 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص30 وج15 ص685 وج31 ص324 وراجع: الأمالي للطوسي ص333 و 667 وبشارة المصطفى ص243 والطرائف لابن طاووس ص413 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص379 ومناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه الأصفهاني ص128 و 131 والدر النظيم ص331 وبناء المقالة الفاطمية ص412 وغاية المرام ج5 ص78 وج6 ص6 وسفينة النجاة للتنكابني ص362. وراجع أيضاً: الضعفاء الكبير ج1 ص211 وليس فيه كلمة: «قبل أن يؤمن أحد من قرابته» واللآلي المصنوعة ج1 ص362.). ولعلك تقول: لماذا لم يعط حمزة أو جعفر من الخمس؟! فإنهما كانا مسلمين آنئذ؟!

الجواب: 

بما تقدم: من أن إسلام جعفر وحمزة قد تأخر عن مطلع البعثة إلى مدة طويلة، ربما إلى ما بعد انذار العشيرة الأقربين. وسيأتي بعض الحديث عن ذلك حين الكلام عن مناشدات أمير المؤمنين «عليه السلام» لأهل الشورى، فلعل الخمس كان يعطى لعلي «عليه السلام» قبل اسلام حمزة، وجعفر..

ولا يصح أن يجاب بأنه: لعل حمزة لم يكن بحاجة إلى الخمس، وكذلك جعفر، على أنه قد ورد أن أبا طالب لم يكن بحاجة إلى المال آنئذٍ أيضاً، وقد كان هو ينفق على بني هاشم في الشعب.
إلى جانب أموال خديجة، التي كان يستفاد منها في هذا المجال.. ويكون حمزة وجعفرغنيين بما كان يقدمه لهما ابو طالب، أو خديجة أو كانا غنيين بالاستقلال..
نعم، لا يصح هذا الجواب، فإن علياً «عليه السلام» يصرح بأنه قد أخذ هو وفاطمة الخمس قبل أن يسلم أحد من قرابة الرسول حتى جعفر «رضوان الله عليه».
وهذا دليل على تأخر إسلام جعفر وحمزة إلى ما بعد ولادة الزهراء «عليها السلام»، أي بعد البعثة بخمس سنين. إلا أن يقال: المراد أنه هو أخذ الخمس من النبي «صلى الله عليه وآله»، ثم لما ولدت فاطمة صارت هي الأخرى تأخذ من الخمس.
أما بالنسبة لمصدر هذا الخمس أن فيمكن أن يكون هو النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه، أو من الركاز، أو غيرها.
كما أن خديجة التي كانت تملك أموالاً طائلة، وقد أسلمت في أول البعثة، يمكن أن تكون قد خمست أموالها، واستفاد علي «عليه السلام» من هذا الخمس آنئذٍ 1.

  • 1. الصحيح من سيرة الإمام علي عليه السلام أو (المرتضى من سيرة المرتضى)، السيد جعفر مرتضى العاملي، المركز الإسلامي للدراسات، سنة 1429 هـ. ـ 2009 م.، الطبعة الأولى، الجزء الثاني.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى