نص الشبهة:
يقول عالم الشيعة محمد كاشف الغطاء عن عليّ ( عليه السلام ) : «وحين رأى أنّ الخليفتين قبله بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجيوش ، وتوسيع الفتوح ، ولم يستأثرا ولم يستبدّا، بايع وسالم» فلماذا يتهمهما الشيعة بالكفر والرِّدة؟
الجواب:
الكلام الذي قاله الشيخ محمد كاشف الغطاء مأخوذ عن كلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في نهج البلاغة وقد أشرنا إليه سابقاً ، أكثر من مرّة ، حيث يقول ( عليه السلام ) : حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الاِْسْلاَمِ ، يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دِينِ مُحَمَّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الاِْسْلاَمَ وَأَهْلَهُ أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً ، تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلاَيَتِكُمُ 1.
فعلى هذا فأقصى ما تدل عليه الخطبة أنّ الإمام حينما وقف إلى جانب الخليفتين حفاظاً على روح الإسلام وقوامه ، تقديماً للأهم على المهم.
ولا يعتبر ذلك تصحيحاً لخلافتهم وتأييداً للطريقة الّتي وصلوا بها إلى الحكم.
فقول كاشف الغطاء: «بايع» بمعنى أنّه لم ينازعهما الأمر وأنّ الإمام (عليه السلام) قد لجأ إلى طريق السلم ولذلك قال: «بايع وسالم» 2 .
- 1. نهج البلاغة : الكتاب رقم 62 .
- 2. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته، السؤال 121 .