جاء في إِحْيَاءِ عُلُومِ الدِّينِ عَنِ الْغَزَالِيِ أَنَّ عُمَرَ قَبَّلَ الْحَجَرَ 1 ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ وَ لَوْ لَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُقَبِّلُكَ لَمَا قَبَّلْتُكَ!
فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام: “بَلْ هُوَ يَضُرُّ وَ يَنْفَعُ”.
فَقَالَ: وَ كَيْفَ ؟!
قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ عَلَى الذُّرِّيَّةِ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كِتَاباً ثُمَّ أَلْقَمَهُ هَذَا الْحَجَرَ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِلْمُؤْمِنِ بِالْوَفَاءِ، وَ يُشْهِدُ عَلَى الْكَافِرِ بِالْجُحُودِ”.
قِيلَ: فَذَلِكَ قَوْلُ النَّاسِ عِنْدَ الِاسْتِلَامِ: اللَّهُمَّ إِيمَاناً بِكَ، وَ تَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ، وَ وَفَاءً بِعَهْدِكَ.
هَذَا مَا رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ 2.
- 1. أي الحجر الأسود.
- 2. مناقب آل أبي طالب (عليهم السلام): 2 / 363 ، للعلامة المُحدِّث رشيد الدين محمد بن شهر آشوب المازندراني، المولود سنة: 489 هجرية بمازندران/إيران، و المتوفى سنة: 588 هجرية بحلب/سوريا، طبعة مؤسسة العلامة للنشر، قم/إيران، سنة: 1379 هجرية.