وَرَدَتْ كلمة الجلابيب في القرآن الكريم فقد قال عزَّ مِنْ قائل : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ 1 .
و الجلابيب جمع جِلْباب و هو ثوب واسع أوسع من الخمار و دون الرداء حسب ما أشارت اليه مصادر اللغة العربية، و كانت المرأة المسلمة تتخذ الجلباب كحجاب شامل ترتديه فوق ثيابها و تغطي بها رأسها بحيث تلوي الجلباب على رأسها و ترسل بقيته على صدرها بل و على بدنها بحيث تغطي ثيابها أيضاً 2 .
فقد كانت المسلمات في أول الإسلام يخرجن من بيوتهن سافرات متبذلات على عادة الجاهلية، فطلب سبحانه من نبيه الكريم في هذه الآية أن يأمرهن بالستر و الحجاب، و الأمر يدل على الوجوب فيكون الحجاب واجبا .. أجل، لقد خرج من هذا العموم الوجه و الكفان لقوله تعالى: «و لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر».
ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ بالعفة و الصون، فإن الحجاب يحجز بين المرأة المتحجبة و بين طمع أهل الفسق و الريب (فلا يؤذين) بالمعاكسات و النظرات الفاسقة وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً يغفر عما سلف، و يرحم من تاب و أناب. 3 .
و العباءة الفضفاضة التي تتخذها النساء المتحجبات في عدد من بلدان الخليج و العراق و ايران في العصر الحاضر هي أشبه شيء بالجلباب المذكور في الشريعة الاسلامية فينبغي للمؤمنات التَّحَجُّبُ به و تفضيله على غيره من أنواع الحجاب رغم جواز التحجب بغير الجلباب كما هو واضح.
- 1. القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 59 ، الصفحة : 426 .
- 2. انظر: مجمع البحرين: 2/24. و أنظر أيضاً: التحقيق في كلمات القرآن الكريم للاستاذ حسن المصطفوي: طبعة طهران.
- 3. أنظر: تفسير الكاشف: 6 / 241 ، للعلامة الفقيد الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله).