بسم الله الرحمن الرحيم
رُوي عن الإمام محمَّد الجواد (عليه السلام) أنه قال: “لو سكتَ الجاهلُ ما اخْتلفَ الناسُ”.
المصدر: كشف الغمة للإربلي (ت 693 هـ) 2 : 349 . وعنه المجلسي في “بحار الأنوار: 75 : 81 الباب 16 برقم 75 .
بيانٌ: لكلِّ علمٍ أناسٌ درسوه واكتسبوا التخصُّص والتعمُّق فيه.. وحين يتكلَّم أهلُ العلم في مجال تخصُّصهم ـ سواءٌ كان دينيّاً أو دنيويّاً ـ يُسهمون في خدمة المجتمع وتطوُّر الإنسان واستقامة مساره.. ولكن الذين لا يملكون العلم والاختصاص كثيراً ما يحاولون التطفُّل بالكلام في ما لا يعلمون ولا يفقهون.. وحينئذ يتسبَّبون في تشويش أذهان الناس وإيجاد أفكار غير صحيحة وسلوكيات خاطئة.. فيلزم أن يعي الجميع أهمِّية احترام التخصُّص العلمي في كلِّ مجال واحترام أهل العلم والتخصص والرجوع إليهم في اختصاصاتهم.. فتدخُّل غير الطبيب في مجال الطب كثيراً ما يضرُّ بصحَّة الإنسان، كما إنَّ تدخُّل غير علماء الدين في الفقه وغيره من العلوم الإسلاميَّة كثيراً ما يضرُّ بسلامة الفكر الديني والاستقامة لدى الناس.. وقد رُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: “اعْصِ الجاهلَ تسلَمْ”. [غرر الحكم، ص74 برقم 1124] ، وعنه (عليه السلام) : “صمتُ الجاهل سِتْرُه”. [غرر الحكم، ص216 برقم 4255] ، فالمطلوب من الجاهل أن يبقى ساكتاً، وإذا تكلَّم فلا ينبغي لعاقل أن يطيعه، فإنَّ طاعة الجهلة هي سبب حصول الخلاف بين الناس وسقوطهم في الأخطاء وحرمانهم من الارتقاء.
والله وليُّ التوفيق.