ومن أقبح صور ظلم الصحابة بعضهم لبعض ما وقع من الزبير بن العوام في حقِّ الإمام علي عليه السلام، فقد صحَّح الحاكمُ والذهبيُّ – من علماء مدرسة الخلفاء – حديثاً في المستدرك أنبأ فيه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الزبيرَ بن العوام بأنه يقاتل الإمام عليًّا ظلماً بغير حقٍّ، ولفظ الحديث: تقاتله وأنت له ظالم. وذكَّره الإمامُ عليًّ عليه السلام بالحديث، فتذكَّر ولم ينكر وزعم أنه نسيه، ومع ذلك لم ينسحب من القتال ولم يتراجع عن ظُلمه.. وقُتل الزبير في حرب الجمل ظالماً معتدياً، ومع ذلك زعموا أنه في الجنة وأنَّ الذي قتله في النار..! وهذا فيه ما فيه من الدلائل التي لا تخفى على اللَّبيب.
فائدة:
قال الحافظ الذهبي في مقدمة كتابه “الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يُوجب رَدَّهُم” ص23 ط. دار البشائر الإسلامية – بيروت:
“فبعض الصحابة كفَّر بعضهم بتأويل ما”.
وحكاهُ عنه الحافظُ الغماري في “إرغام المبتدع الغبي” ص39 .
