البيت المعمور جاء ذكره في القرآن الكريم مرة واحدة و أقسم به الله عَزَّ و جَلَّ قائلاً: ﴿ … وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ *وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ﴾ 1 .
و لقد إختلفت الأقوال في تعيين المراد من البيت المعمور، و ها نحن نذكر أهمها في ما يلي:
البيت المعمور هو الكعبة المشرفة
البيت المعمور هو إسم لبيت الله الحرام أي الكعبة المشرفة، فهي معمورة بوفود الحجاج و المعتمرين اليها و الطواف حولها و أداء مناسكهم في رحابها الطاهرة.
البيت المعمور بيت في السماء
البيت المعمور بيت في السماء الرابعة أو السابعة أو السادسة بحيال الكعبة الشريفة و هو الضُّراح 2 و هو قبلة أهل السماء، و فيه تتعبد الملائكة كل يوم، و به نزل القرآن الكريم جملة واحدة في شهر رمضان، ثم منه نزل القرآن على النبي محمد صلى الله عليه و آله نجوماً خلال عشرين سنة.
و لما عرج النبي صلى الله عليه و آله إلى السماء صلى في البيت المعمور و صلت خلفه الانبياء و الملائكة.
البيت المعمور في الاحاديث الشريفة
عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 3 عليه السلام، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى … ﴾ 4 ، وَ إِنَّمَا أُنْزِلَ فِي عِشْرِينَ سَنَةً بَيْنَ أَوَّلِهِ وَ آخِرِهِ ؟
فَقَالَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: ” نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ثُمَّ نَزَلَ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً ” 5.
و عَنْ زُرَارَةَ وَ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ 6 عليه السلام أنَّهُ قَالَ: “لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله إِلَى السَّمَاءِ فَبَلَغَ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ وَ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَأَذَّنَ جَبْرَئِيلُ وَ أَقَامَ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله وَ صَفَّ الْمَلَائِكَةُ وَ النَّبِيُّونَ خَلْفَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله” 7.
- 1. القران الكريم: سورة الطور (52)، من بداية السورة إلى الآية 4، الصفحة: 523.
- 2. الضُّراح، بالضمّ: بيت بحذاء العرش، و قيل أنه هو البيت المعمور.
و قال الجوهري: «الضُّراح، بالضمّ: بيت في السماء، و هو البيت المعمور. عن ابن عبّاس».
و قال ابن الأثير: «و يروى: الضريح، و هو البيت المعمور، من المضارحة، و هي المقابلة و المضارعة، و قد جاء ذكره في حديث عليّ و مجاهد. و من رواه بالصاد فقد صحّف». راجع: الصحاح، ج 1، ص 386؛ النهاية، ج 3، ص 81 (ضرح).
و رُويَ أن الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثمّ لا يعودون إليه أبدا. - 3. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- 4. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 185، الصفحة: 28.
- 5. الكافي: 2 /628، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني، المُلَقَّب بثقة الإسلام، المتوفى سنة: 329 هجرية، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة: 1365 هجرية/شمسية، طهران / إيران.
- 6. أي الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)، خامس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- 7. الكافي: 3 / 302.