1ــ حسينيون حقّاً ؟
عندما يهلّ محرم الحرام، يتغيّر كل شيء.. نلبس ثياباً سوداء، وتتوشّح جدران المساجد والحسينيات والمدارس، بل والبيوت والأسواق بالسواد، وتتغيَّر برامج الحياة العادية.. فالمجالس الحسينية تعم كل مكان، صباحاً، عصراً، وليلاً، الجميع يسعى لحضور مجلسٍ ما والبكاء على الحسين وأهل بيته عليهم السلام، الشعائر الحسينية تتصاعد وتيرتها حتى يوم عاشوراء حيث تملأ معالم الحزن كل مكان وتتعطل برامج الناس العادية ليوم أو يومين، ويشتغل الجميع بإظهار الحزن والأسى على حادثة الطف الأليمة، كلٌّ بطريقته الخاصة، وهكذا تستمر الشعائر الحسينية حتى تصل ذروتها مرة أخرى في يوم الأربعين (20 صفر) حيث يجتمع الملايين من داخل العراق وخارجه لزيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام .
ولكن يبقى سؤال كبير يواجهنا جميعاً: هل تكفي كل هذه المظاهر والشعائر ـ دون الحاجة لشيء آخر ـ في أن نكون حسينيين حقاً؟
هل هذه الممارسات تكفي وحدها لكي تؤهّلنا للإستضاءة بنور الحسين وهو مصباح هدى، والإلتحاق بموكب سيد الشهداء وهو سفينة نجاة؟
لكي نكون حسينيين حقاً علينا أن نسير في الحياة على نهج الإمام الحسين عليه السلام، ونهج الإمام الحسين هو الإلتزام بكل حدود الله وموازين الشريعة وأحكام الدين في كل شؤون الحياة.
إنّ ممارسة الشعائر الحسينية وزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، هي المقدمة والخطوة الأولى للدخول في نادي المؤمنين الذين يخشون الله ويطيعونه ويطيعون الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم والأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام. جعلنا الله وإياكم من الحسينيين المؤمنين حقاً.
2ــ علاقتنا بالحسين عليه السلام
لم يكن الإمام الحسين عليه السلام مجرّد قائد عسكري كبير أو بطل مغامر حتى نتغنّى بقصص مواجهاته الحربية أو مغامراته العسكرية. إنه إمام مفترَض الطاعة.
والعلاقة بيننا وبين الإمام ليست علاقة عاطفية في حدود الحب والمودّة فقط، بل هي أكبر من ذلك بكثير، إنها علاقة المأموم بالإمام، علاقة التابع بالمتبوع، علاقة الرعيّة بالقائد. وهذه العلاقة لا تكتفي بالشعائر والشعارات والمظاهر فقط، إنّما هذه الامور تشكّل القشرة الظاهرية للعلاقة، بينما الجوهر هو السير على خطى الإمام، فإذا كان الإمام يسير باتجاه، بينما حياتك تسير باتجاه آخر، فهو ليس بإمامٍ لك وأنت لستَ من شيعته.
إنّ شيعة الحسين عليه السلام هم الذين يعرفون خطّ الحسين في الحياة بكل أبعادها.. خط الحسين في الفكر والعقيدة، في العبادة والتقرّب إلى الله، في العلاقات الاسرية والإجتماعية، في السوق والإقتصاد، وفي السياسة والإعلام..
فالمؤمن المنتمي للحسين عليه السلام، لا يكذب، ولا يرابي، ولا يغشّ، ولا يؤذي الناس، ولا يأكل الحرام، ولا يخضع للطاغوت، ولا يتعامل مع أعداء الله، ولا يدعم إقتصادات أعداء الأمة، ولا يعمل عملاً إلا فيه رضا الله تعالى، كما يتجنّب كل محارم الله. جعلنا الله وإياكم من شيعة الحسين عليه السلام.
3ــ لكي لا نكون عبيد الدنيا
يصف الإمام الحسين عليه السلام جيش يزيد بن معاوية الذي إحتشد لقتاله بأنهم عبيد الدنيا. يقول عليه السلام: «الناس عبيد الدنيا، والدين لَعْقٌ على ألسنتهم، يحوطونه مادرّت به معائشهم، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلَّ الديانون.»
عبيد الدنيا هم الذين يتعاملون مع الدين كمجموعة مظاهر بلاروح، وممارسات بلا جوهر، ويعملون بأحكام الشريعة مادامت لا تتعارض مع مصالحهم ومنافعهم، أما إذا واجهوا الصعوبات والتحديات فإنهم يتركون الدين.
عبيد الدنيا، يستجيبون لمتطلبات الدنيا قبل أن يفكروا في الآخرة والعُقبى.
عبيد الدنيا، يقدمون مصالحهم ومنافعهم على الأخلاق في التعامل مع الآخرين.
عبيد الدنيا، يهتمون باكتساب المال دون الإهتمام بأنه من حلال أو حرام.
عبيد الدنيا، قد يصلّون، ولكن صلاتهم لاتنهاهم عن الفحشاء والمنكر.
وقد يصومون، ولكن لا يعرفون من صيامهم غير الجوع والعطش.
عبيد الدنيا، يهرعون وراء حطام الدنيا مهما كلَّفهم الأمر، حتى ولو خسروا بذلك دينهم..
عبيد الدنيا هم أصحاب يزيد الذين ساهموا في قتل الحسين الشهيد عليه السلام وآل بيته وأنصاره.
ولكن ليس اؤلئك فحسب، بل نحن معرَّضون أيضاً أن نكون من عبيد الدنيا، ولذلك فالمطلوب منا ــ ونحن نعود من زيارة الإمام الحسين عليه السلام ــ أن نراجع أنفسنا ونهج حياتنا لنعرف هل نحن من عبيد الدنيا أم من عباد الرحمن المخلصين؟ هل نحن من شيعة الحسين عليه السلام حقاً،أم بالكلام والظاهر فقط؟ جعلنا الله وإياكم من عباده الصالحين واوليائه المخلصين.
4ــ بين الحق والباطل
في أحد لقاءات الإمام الحسين عليه السلام مع أصحابه وأهل بيته، خاطبهم الإمام قائلاً:
«ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، لِيَرْغَبَ المؤمن في لقاء ربّه مُحقّاً، فإنّي لا أرى الموت إلاسعادة والحياة مع الظالمين إلابرما.»
في هذه الكلمة القصيرة يذكِّر الإمامُ أصحابه ويُذكِّرنا بقيمة أساسية تستحق التضحية من أجلها، وهي قيمة: العمل بالحق واجتناب الباطل.
والحياة كلها خليط من الحق والباطل.. وهنا تكمن فتنة الإنسان وامتحانه. فعلى المؤمن أولاً أن يعرف الحق والباطل في الحياة ويميّز بينهما، وأفضل ميزان للتفريق بين الحق والباطل هو: كتاب الله وسنّـة الرسول وعترته صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
وعلينا نحن المؤمنين ــ دائماً ولكن بالأخص في مواسم الإمام الحسين ــ أن نلتفت إلى ممارساتنا وأعمالنا وأقوالنا وسلوكياتنا في الحياة، هل هي على الحق أم نابعة من الباطل؟
علينا البحث عن الحق في كل شيء: في الفكر والعقيدة، في القول والعمل، في العلاقات الإجتماعية، في السياسة والإقتصاد، في اكتساب المال وجمع الثروة، في الدراسة وطلب العلم، وهكذا في كل مجال من مجالات الحياة.
والحق ـ في كل شيء ـ هو ما يكون وفق حدود الله وأحكامه. هو كل ما قال به الرسول (ص) وأهل بيته الأطهار.
والباطل هو كل ما يخالف أحكام الشريعة وآيات الكتاب وأحاديث السنة الشريفة.
علينا إذن، أن نقرأ الكتاب والسنّة ونتدبَّر فيهما لكي نعرف الحق والباطل، فنتمسَّك بالأول ونتجنّب الأخير. وفقنا الله وإياكم لذلك.
5ــ عباد الرحمن
إذا كان الإمام الحسين عليه السلام يصف أعداءه بأنهم «عبيد الدنيا، والدين لَعْقٌ على ألسنتهم» فإنّ اولياءه هم عباد الرحمن الذين يتقون الله في كل كبيرة وصغيرة ويتجنبون محارمه.
وإذا كنا نعلن الولاء للحسين عليه السلام ولنهجه الرسالي الرباني فلابد أن نعرف صفات عباد الرحمن حتى نكون منهم ولا نكون من عبيد الدنيا.
ـ عباد الرحمن يعيشون الآخرة بكل وجودهم ويعتبرون الدنيا مزرعة الآخرة.
ـ المال عند عباد الرحمن ليس هدفاً بذاته، بل وسيلة التقرّب إلى الله بإنفاقه في الطريق الصحيح، وبالتقوّي به على عبادة الله وطاعته، وأداء حقوق الناس والأمة.
ـ عباد الرحمن يقدِّمون عبادة الله من الصلاة والصيام والحج وأداء الخمس والزكاة وغيرها على الإهتمامات الدنيوية والماديّة.
ـ عباد الرحمن يخشون الله ولا يخشون الناس، وخشية الله تعني: الإلتزام بكل أوامر الله تعالى والعمل بفرائضه والإجتناب عن نواهيه.
ـ عباد الرحمن يُؤثِرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ويرفضون الأنانية والذاتية.
أصحاب الحسين عليه السلام كانوا من عباد الرحمن. وأصحاب يزيد كانوا من عبيد الدنيا. أمّا نحن، فأين نقف؟
طبعاً لا نريد أن نكون من عبيد الدنيا ومع أصحاب يزيد، فلنكن من عباد الرحمن، ولنغيِّر أنفسنا وواقعنا إلى الأفضل، ولنقترب إلى الله وإلى دينه وأحكامه ونلتزم بِحدوده، والله المستعان.
6ــ بحبل الله نعتصمُ
ممارسة الشعائر الحسينية وزيارة الإمام الحسين عليه السلام ــ سواء في محرم وصفر أو طوال السنة ــ من المندوبات، وليست الشعائر الحسينية الإ تعبيراً عن الولاء الكامن في نفوسنا.
وبالطبع فإنّ الولاء العاطفي والنظري فقط لا يكفي، بل لابد أن يتحوّل الولاء إلى عمل، وأن ينعكس في كل مجالات حياتنا اليوميّة، فالموالي لأهل البيت لابد أن يسير في حياته على نهج أهل البيت، ومن أبرز معالم هذا النهج هو الألفة بين المؤمنين والموالين، هو الاتحاد والتعاون بينهم، هو التعاضد والتكافل حتى يكونوا يداً واحدة على من سواهم، وحتى تكون كلمتهم هي المسموعة، وقد أمرنا الله تعالى في كتابه الحكيم أن نعتصم بحبله فقال: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا» وقال سبحانه: «وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».
ولكن للأسف الشديد، نلاحظ أحياناً أنّ النزاع يدبّ بين بعض الممارسين للشعائر الحسينية، فعزاء يختلف مع عزاء آخر، وحسينية تتباغض مع حسينية مجاورة، وموكب يتنازع مع موكب ثان.
وهذا ما لا يرضاه الحسين عليه السلام منا، ولايرضاه الله والرسول والمؤمنون. علينا أن نتعاون ونتعاضد حتى ولو اختلفت آراؤنا حول بعض مفردات الشعائر الحسينية ، أو حول أمور أخرى في عالم السياسة وغيرها. فالمهم هو أن نكون جميعاً على درب الحسين عليه السلام وأن نتحرك في إطار نهجه الرباني القويم.
إنّ التنازع والإختلاف ضعف وفشل وانهزام. وإنّ التفرقة هي الثغرة التي يدخل عبرها العدو علينا، وحينذاك لا ينفع الندم. وفّقنا الله وإياكم للإعتصام بحبله والتمسّك بنهج رسوله وأهل بيته الطاهرين.
7ــ الايمان والولاء
أرأيت إذا آمن الإنسان بالله تعالى بلسانه ولكنه رفض أن يعمل الصالحات كما يطلب الله منه.. هل هو على الصراط المستقيم؟ وهل إيمانه كامل؟.
بالطبع لا. فادّعاء الايمان الذي لا يتبعه العمل بأوامر الله تعالى لا ينفع شيئاً، إذ الجزاء الحسن في الآخرة هو لمن آمن وعمل صالحاً واتقى، وفي القرآن الكريم اكثر من 70 آية تقرن بين الايمان والعمل والتقوى، وأكثر هذه الآيات تتحدث عن الجزاء في الآخرة:
ـ والذين آمنوا وعملوا الصالحات اؤلئك أصحاب الجنة.
ـ وبشّر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات.
ـ أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اجورهم.
ـ والذين آمنوا وعملوا الصالحات سند خلهم جنّات.
ـ وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم.
إذن فالجنة للذين قرنوا إيمانهم بالعمل الصالح. أمّا من آمن بلسانه فقط ولم يعمل صالحاً فليس من المعلوم أن تكون الجنة مأواه.
وهكذا الولاء للإمام الحسين عليه السلام بل لكل أهل البيت، إن لم يكن معه الإتّباع والمشايعة العملية فليس له قيمة كبيرة.
الولاء يكون مهماً وذا قيمة إذا كان معه إتّباع الإمام، والسير على نهجه في الحياة.
وفي هذه الأيام حيث مواسم الإمام الحسين ونحن نهتم بإظهار الولاء بأشكال مختلفة، علينا أن نكمِّل ذلك بالعمل الصالح الذي يرضاه منّا الحسين، فلا يجتمع الولاء مع المعصية.
لا يكون موالياً للحسين عليه السلام مَن يرابي، ويلعب القمار، ويترك الصلاة، ويستمع الأغاني، ويؤذي جاره، ويأكل أموال اليتامى ظلماً، ولا يؤدي حقوق الله، ولا يُطهِّر ماله بالخمس والزكاة، ولا يغض بصره عن النظر إلى الحرام. و… و…
الموالي حقاً هو من يعمل بكل وصايا الإمام التي هي نابعة من كتاب الله وسنّة الرسول، ويلتزم بنهجه المناهض للظلم والفساد. جعلنا الله واياكم من الموالين الحقيقيين.
8 ــ مَنْ قَاتَلَ الحسين (ع)؟
في يوم عاشوراء، وعلى أرض كربلاء إصطفّت جبهتان: جبهة الإمام الحسين (ع) وجبهة يزيد بن معاوية.
وإذا كان قدوم الجيش الاموي إلى مقاتلة الحسين عليه السلام بدافع الحصول على حطام الدنيا، والفوز ببعض الدينار والدرهم، والحصول على بعض المغانم السياسية، أو بسبب الخوف والخشية من الطاغوت.. فإنّ مجيء الإمام الحسين عليه السلام بأهل بيته وخيرة أصحابه كان بهدف الدفاع عن الحق، وتعرية الباطل، وكشف الزيف والانحراف الذي كانت السلطات الأموية تشوّه الدين والرسالة بهما.
ورغم أنّ المعسكرَيْن كانا متقاربين في المظاهر، فكلاهما من المسلمين، وممن ينتمي لدين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أنهما كان يختلفان في الجوهر:
1ـ كان أصحاب الحسين يقرؤون القرآن ويعملون به، بينما كان أعداؤه يكتفون بالقراءة السطحية وينبذون العمل به.
2ـ كان أصحاب الحسين يطيعون الله، بينما كان أعداؤه يطيعون الشيطان.
3ـ كان أصحاب الحسين يلتزمون بحدود الله وأحكامه، بينما كان أعداؤه يعطِّلون حدود الله..
4ـ كان أصحاب الحسين يحيون السنن، بينما كان أعداؤه يطفئون السنن.
5ـ كان أصحاب الحسين يضحّون بالمال والنفس في سبيل الله، بينما كان أعداؤه يستأثرون بالفيء ويأكلون اموال المسلمين ظلماً..
ونحن الموالون للحسين عليه السلام، علينا أن نجتهد لكي نقترب أكثر فأكثر إلى جبهة أصحاب الحسين، ونبتعد عن مواصفات أعدائه. وفقنا الله وإياكم لذلك.
9ــ خلود الحسين (ع)
لانجد في تاريخ الأمم أية حركة إصلاحية أو ثورة تغييرية خلدت عبر الزمن، كما هو الحال بالنسبة لنهضة الإمام الحسين (ع).
إنّ راية الحسين (ع) ظلّت خفّاقة رغم كل محاولات الطمس والتشويه، وهي تُلهم المجاهدين والرساليين والمصلحين في كل مكان وزمان وفي كل أمة، ليس في شيعته فقط، بل حتى في غير شيعته من المسلمين، بل وحتى في غير المسلمين من أتباع الديانات الأخرى.
وسبب هذا الخلود والتألّق هو أنّ ماحدث في كربلاء لم يكن مجرّد مواجهة عسكرية بين فئتين متصارعتين من أجل السلطة والمكاسب السياسية، بل كان صراعاً بين كل الحق عبر التاريخ، وكل الباطل عبر الزمن.. بين وارث الأنبياء وورثة الجاهلية الجهلاء.. بين وارث آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وخاتم المرسلين محمد (ص) وبين ورثة قابيل ونمرود وفرعون وقارون وشدّاد وأبرهة وأبي جهل وأبي لهب وأبي سفيان.. بين كل القيم الرسالية وبين كل الرذائل الجاهلية المقيتة..
فالحسين (ع) خالد بخلود خطه وقيمه ورسالته، وعلينا نحن أنصار الحسين في هذا الزمن أن نسعى جاهدين للإنتماء لخط الحسين (ع) والمحافظة على قيمه والدفاع عن رسالته.
إنتماوُنا للحسين (ع) ينبغي أن يتجلّى في واقع حياتنا العملية، وأن ينعكس في كل خطوة خطوة من سلوكنا اليومي، جعلنا الله وإياكم من أنصار الحسين حقاً.
10ــ دروس عاشوراء
لقد ضُرِّج الحسين الشهيد بدمائه الطاهرة في يوم عاشوراء، واستجاب لنداء ربه، ونصر دين جدّه لكي ننعم نحن وكل الأجيال السابقة واللاحقة بنعمة الدين والرسالة بلا زيف ولا تحريف.
لقد ضحّى الإمام الحسين بنفسه وبخيرة أنصاره وأهل بيته لكي تبقى كلمة الله عالية وتصل إلينا وإلى كل البشرية إشراقتها السنيّة.
وعلينا نحن ـ أيها المؤمنون والمؤمنات ـ أن نأخذ من عاشوراء الحسين روح التصدي للإنحراف والفساد.. أن نعتنق قيم عاشوراء، في الإصلاح والتغيير نحو الأفضل مهما كلفنا ذلك من ثمن.
فهل ما نملك من أرواح وأزواج وأولاد وأموال هي أغلى مما قدمه الإمام الشهيد قرباناً من أجل قيم الرسالة.. من أجل القرآن والصلاة؟.
علينا أن نستوعب دروس عاشوراء ونطبقها في حياتنا.. وعلينا أن نعلِّم أبناءنا هذه الدروس التي تشكل خير ضمانة لأجيالنا في الحفاظ على هويتهم وأصالتهم في مواجهة التحديات الثقافية التي نواجهها اليوم.
دروس عاشوراء تؤكد على قيم التوحيد، وطاعة الله وعبادته، وطاعة الرسول وأئمة الهدى، وعلى الصبر والإستقامة والسير الدائم على الصراط المستقيم. جعلنا الله واياكم من العاشورائيين.