نور العترة

الإمامة…

عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: مَرَرْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ 1 فَلَمَّا رَآنِي سَبَّنِي وَ سَبَّ الْبَاقِرَ عليه السلام، فَجِئْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ 2عليه السلام، فَلَمَّا بَصَرَنِي قَالَ: “يَا جَابِرُ- مُتَبَسِّماً- مَرَرْتَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَبَّكَ وَ سَبَّنِي”؟
قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا سَيِّدِي، فَدَعَوْت اللَّهَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ لِي: “أَوَّلُ دَاخِلٌ يَدْخُلُ عَلَيْكَ هُوَ”. فَإِذَا هُوَ قَدْ دَخَلَ، فَلَمَّا جَلَسَ‏ قَالَ لَهُ الْبَاقِرُ عليه السلام: “مَا جَاءَ بِكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ”؟
قَالَ: “أَنْتَ الَّذِي تَدَّعِي مَا تَدَّعِي”3؟!
قَالَ لَهُ الْبَاقِرُ عليه السلام: “وَيْلَكَ، قَدْ أَكْثَرْتَ”.
فَقَالَ: “يَا جَابِرُ”.
قُلْتُ: لَبَّيْكَ.
قَالَ: “احْفِرْ فِي الدَّارِ حَفِيرَةً”.
قَالَ: فَحَفَرْتُ.
ثُمَّ قَالَ: “ائْتِنِي بِحَطَبٍ فَأَلْقِهِ فِيهَا”.
قَالَ: فَفَعَلْتُ.
ثُمَّ قَالَ: “أَضْرِمْهُ نَاراً”.
فَفَعَلْتُ.
ثُمَّ قَالَ: “يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ، قُمْ فَادْخُلْهَا وَ اخْرُجْ مِنْهَا إِنْ كُنْتَ صَادِقاً”.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قُمْ فَادْخُلْ أَنْتَ قَبْلِي.
فَقَامَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام وَ دَخَلَهَا، حَتَّى لَمْ يَزَلْ يَدُوسُهَا بِرِجْلٍ، وَ يَدُورُ فِيهَا حَتَّى جَعَلَهَا رَمَاداً رِمْدِداً 4 ثُمَّ خَرَجَ فَجَاءَ وَ جَلَسَ، وَ جَعَلَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ وَ الْعَرَقُ يَنْضَحُ‏ مِنْ وَجْهِهِ.
ثُمَّ قَالَ: “قُمْ قَبَّحَكَ اللَّهُ، فَمَا أَقْرَبَ مَا يَحِلُّ بِكَ كَمَا حَلَّ بِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَ بِوُلْدِهِ”‏ 5.

  • 1. يطلق عليه عبد اللّه المحض، لاَنّ أباه هو الحسن بن الحسن السبط، و أُمّه فاطمة بنت الحسين السبط، فهو منسوب إلى رسول اللّه، من كلا الطرفين (بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني، ج7، ص 347 ـ 350).
  • 2. أبو جعفر كنية الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام خامس أئمة أهل البيت عليهم السلام.
  • 3. لم يكن عبد الله بن الحسن بن الحسن معترفاً بإمامة الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام، و كان ينظر إلى الامامة أنها زعامة سياسية.
  • 4. الرّماد الرمدد: المتناهي في الاحتراق و الدّقّة (لسان العرب).
  • 5. دلائل الامامة: 242، لمحمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي الصغير، المتوفى في القرن الخامس الهجري، الطبعة الاولى سنة: 1413 هجرية مؤسسة البعثة قم/ايران.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى