باسم الإسلام العظيم ، حبيب القلوب ، وطبيب النفوس ، وهدى البصائر ، ونور الضمائر ودليل العقول ودين الحياة . .
باسم هذا الدين أحييكم ـ أيها الأحبة ـ ويسعدني أن تتاح لي الفرصة لأتحدّث إليكم ، فأجد آذاناً مرهفة للسمع ، و اذهاناً متفتّحة للوعي ، وقلوباً معدّة للالتفات ، وبصائر شيّقة للهدى ، و إرادات مطوّعة للتطبيق والعمل .
إنها أصداء الإيمان تتجاوب في نفوس المؤمنين ، وتملأ آفاقهم ، وتعبّد جوارحهم وجوانحهم . .
وإنها جواذب الإسلام و محبباته تفعل فعلها في قلوب المسلمين وتولّه مشاعرهم وضمائرهم ، وتشدّهم بالعظماء من قادته وأولياء أمره .
ومن الله استمد لي ولكم مزيداً من التوفيق ، ومزيداً من الإيمان ، ومزيداً من هذا الحب الذي يعرّفنا حلاوة الإسلام ، وحلاوة الإخلاص فيه ، وحلاوة العمل له .
ركيزة العبادة في الإسلام
ولأمر ـ أجهل مأتاه على وجه التحقيق ـ ألقي في روعي أن أتحدث إليكم عن العبادة في الإسلام .
والعبادة في الإسلام موضوع عميق الجذور ، فسيح النواحي . متشعّب الوجوه والفروع .
والركيزة الأصيلة التي يقوم عليها موضوع العبادة في الإسلام هي الركيزة الذاتية التي يقوم عليها وجود الإنسان ، و وجود كل شيء يحتويه هذا الملكوت العظيم .
إن الإنسان ليؤمن ـ حق الإيمان ـ ، ويوقن ـ حق اليقين ـ انه هو ـ وجميع ما في هذه الطبيعة من حيّ ، وجميع ما في هذا الكون من شيء ـ كائن حادث . . و إذن فلابد له ، ولجميع هذه المكوّنات من علة قادرة أوجدته بعد العدم ، و أكملته بعد النقص ، ورفعته بعد الضعة : ﴿ … أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ … ﴾ 1.
إن الإنسان ليؤمن بذلك حق الإيمان ، و لا يرتاب به ولا يجادل في ثبوته ، إذا كان ممّن يحترم عقله . .
أما الذين يتخوّنون عقولهم ، ويتنكّرون لِفطَرهم ، فينكرون هذه البديهيّات ، فلا قيمة لهم في موازين العقول :
﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ 2.
. . لابد له ولجميع المكوّنات معه من علّة موجدة ، قادرة حكيمة عليمة . . وهو وجميع الموجودات معه آثار لهذه العلّة . . معلولون لها مربوبون ، تُنشئهم كما تشاء ، وتحييهم ثم تميتهم متى شاءت وتفنيهم . .
عباد مربوبون مملوكون ينقادون لأمرها ويخضعون لتدبيرها و لا خيرة لهم معها ولا أمر ، و لا نفع بأيديهم و لا ضر .
هذه هي الركيزة الأصيلة لموضوع العبادة في الإسلام .
لابدّ للإنسان أن يخضع ، ولا يملك إلا أن يخضع ما دام عبداً مملوكاً لبارئه ، ولا يقدر على شيء إلا بإذنه ، و لا يزداد ولا ينتقص الا بأمره .
ولا بدّ للإنسان أن يخضع ، ولا يملك إلا أن يخضع اعترافاً بآلاء ربّه الذي أتّم عليه النعمة ، وظاهر عليه الرحمة . .
هكذا يقول له العقل الواعي ، وهكذا تقول له الفطرة السليمة . .
والعبادة لله ناموس كوني عام يخضع له كل شيء ، ولا يفلت منه شيء :
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ …﴾ 3.
هذا هو حكم العقل بوجوب العبادة ، وهذا هو حكم الفطرة ، ثم هذا هو حكم الطبيعة وقانونها الشامل الذي لا يشذ عنه شيء . .
فما بال بعض الناس يريد أن يخرج على النواميس الثابتة ؟! . وإلى أين يا تُرى ينتهي به السري ؟! .
العبادة وسيلة تربوية
والعبادة في الإسلام وسيلة من وسائل التربية للإنسان ، ومنهج من مناهج التهذيب لروحه وأخلاقه وطباعه .
نعم ، وهي أقوى الوسائل فعلاً ، وأبلغها أثراً إذا أقيمت على وجهها الصحيح .
إنّ الإنسان لن يصلح ، ولن يستقيم ، ثم لن يثبت على صلاحه واستقامته ، الا إذا استشعر أنه دائم الصِلة بالله العظيم ، دائم المثول بين يديه ، وأن قوله وفعله وسرّه وجهره بعين الله ، وتحت رقابته . لن يخلو منها لحظة أبداً ، ولن يحتجب عنها بحجاب ، وأن الله موفّيه حسابه على ذلك .
إنّ الإنسان لن يصلح ، ولن يستقيم إلا إذا استشعر هذه الصّلة الدائمة بالله ، وهذه الرقابة الشديدة منه ، ليكون حيّ الضمير ، شديد الرقابة على نفسه ، دقيق المحاسبة لها على ما تقول وما تعمل ، وما تأخذ وما تترك ، وما تُسرّ وما تُعلن .
والعبادة في الإسلام هي النقاط التي تصل العبد بربه ، وتشعره بالصلة الدائمة به ، وتزوّده بالقوة المتصلة ، والمدد المستمر منه ، الذي يزوده عبر الطريق ، وطوال الحياة . .
. . هي النقاط التي يتصل بها الإنسان بمصدر الخير والقوة والعزة . . الذي لا ينقطع مدده ، ولا يفنى عطاؤه ، كما يتّصل المصباح المعتم بأحد مفاتيح القوة الكهربية ، فيشع ويضيء ، ويبقى مشعاً مضيئاً ما دام متصلاً بمبدأ النور ، وما دام صالحاً مستعداً لقبول هذا العطاء .
محور العبادة في الإسلام
﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ 4.
هذا هو المحور الذي يدور عليه معنى العبادة في الإسلام ، والأساس الذي يقوم عليه بناؤها ، والنبع الذي يصدر عنه رواؤها ، و يستمدّ منه صفاؤها . والشرط الذي تناط به صحّتها ، ويتوقّف عليه عطاؤها . .
. .أن يأتي العبد بالعمل لله رب العالمين ، متقرّباً اليه بامتثال ما أمر ، متجبّباً له بالانتهاء عما زجر ، مخلصاً له في العمل ، مخلصاً له في القصد ، مُخلصاً له في التوجه . .
﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ 5.
. . أن يأتي العبد بالعمل لله وحده وحده ، ليؤدّي بذلك وظيفة العبودية ويوفّي بعض حقوق الربوبية ، وهذا معنى قول الفقهاء الأكابر ( شرّف الله مقاماتهم وأجزل كراماتهم ) : العبادة مشروطة بالقربة ، فلا تصحّ إلا بقصدها ، ولا تجدي إلا برفدها ، ولا ترتفع إلا بمدّها .
والآيتان الكريمتان قد جعلتا ذلك مبدأً عاماً للمسلم ، فالله وحده مقصده وغايته في كل عمل يُصدره ، أو قول يفوه به ، أو حركة يجريها . . حتى محياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له في شيء من ذلك .
مناهج الإسلام كلها عبادة
و معنى ذلك : أن الإسلام كلّه منهج عبادي من ألفِه إلى يائه ، بجميع تنظيماته وتشريعاته ، تصل العبد بربّه ، وتُشعره برعايته ومدده ، و ترفده بعونه الذي لا ينقطع ، وعطائه الذي لا ينفد . .لا فرق بين منهج و منهج . .
فالمسلم لا يخطو خطوة ، و لا يُعطي و لا يُمسك ، و لا يسير و لا يقف إلا لله رب العالمين الذي شرع هذا الدين ، ونهج هذا السبيل المبين .
فالعامل الذي يراقب الله في عمله ، ويدين لله في كسبه ، ويتقرّب إلى الله في هذا العمل وهذا الكسب لا يزال في عبادة مادام مشغولاً بذلك .
والزارع الذي يُطبّق حكم الله في فعله ، ويراقبه في أمانته ، ويمتثل أمره في ذلك ، لا يزال في عبادة ما دام مشغولاً بذلك .
والتاجر الذي يدير أمواله على مناهج الله ، ويستدرّ أرباحها وفق تعاليمه ، ويُخلص لله في عمله وفي نيته لا يزال في عبادة مادام كذلك .
وهكذا في كلّ عمل ، وفي كلّ مجال ، وفي كل حركة ، وفي كل سكون ، فمناهج الإسلام ونظمه التي أقامها لتنظيم الحياة ، وتقويم الصلات كلها مناهج عبادة تصل العبد بربه ، وتمدّه بعونه و ترفده بعطائه ، ولكن العبادات هي النقاط الكبرى التي تضاعف المدد وتعزّز القوة ، وتقوّي الصلة بالله ( تعالى ) .
الوضوء
إن العبد ليقوم إلى الصلاة ، فيأمره الله بأن يغسل وجهه و يديه و يمسح برأسه و قدميه :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ … ﴾ 6.
إن الله ـ سبحانه ـ جعل الوضوء مدخلاً للصلاة . . وفي الحديث عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :
( قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : افتتاح الصلاة الوضوء و تحريمها التكبير و تحليلها التسليم ) 7 .
فماذا تعني هذه الأفعال ؟ ، وما جدواها وهو يتأهب للقيام بين يدي رب العالمين ؟
إن الوضوء يتضمن من المعنى ما يؤهّله لأن يكون مدخلاً لهذا العمل العظيم . . إنه ليس مجرد غسل أعضاء و مسح أطراف ، ولكنه إعداد روح وتهيئة نفس للدخول إلى حظيرة القدس . .
إنه ليس مجرد تنظيف جوارح ، ولكنه تطهير مشاعر و جوانح ، والحضور بين يدي الله ( جل و علا ) يفتقر إلى نفس نقيّة الباطن و المشاعر أكثر من حاجته إلى جسد طاهر الأعضاء والظواهر .
الوضوء إعداد روح وتهيئة نفس ، للدخول الى حظيرة القدس ، كما هو طهارة بدينة يمتثل العبد بها أمر خالقه ، ويتهيأ لمناجاته .
وفي الأثر عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، كان إذا حضرت الصلاة وقام للوضوء اصفرّ وجهه ، وتغيّر حاله ، وارتعدت فرائصه ، فقيل له : مالك يا ابن رسول الله ، فقال ( عليه السلام ) : ( إني أريد الوقوف بين يدي جبار السماوات و الأرض ) .
إن المؤمن إذا حضرت صلاته ، و قام إلى وضوئه ، وهمّ بغسل أعضائه تذكّر الذنوب التي اكتسبتها هذه الأعضاء ، فخجل و الحّ عليه الخجل من الله فندم ، و تذكّر قدرة الله ( تعالى ) عليه ، وحاجته الشديدة إليه فتاب . . فكان وضوؤه طهوراً لروحه كما هو طهور لبدنه .
. . إن المؤمن ليغسل وجهه ، فيتذكّر الذنوب التي اكتسبتها عيناه ولسانه ، وسائر الجوارح التي اشتمل عليها وجهه ، فيستغفر الله ـ سبحانه ـ منها ويتوب .
ثم يغسل يديه فيتذكر ما اجترحتاه من المآثم ، و ما ارتكبتاه من الجرائم ، فيستغفر الله منها ويتوب .
ثم يمسح رأسه وقدميه فيتذكر خطايا سعى إليها بفكر ، أو مشى نحوها بقدم فيستغفر الله منها ويتوب . فيخرج من وضوئه طاهر الظاهر والباطن ، نقيّ العلانية والسريرة . طيّب الجوارح والمشاعر ، مستعدّا للمثول بين يدي الله ، والاقتباس من نوره . والاقتباس من نفحاته .
. . هذا هو المعنى الكبير الذي أراده الشارع لما أوجب الوضوء للصلاة ، وجعله أهم الشرائط والمقدمات .
أما الصلاة
و الصلاة . . ما الصلاة ؟! . .
ما تعني بقيامها وقعودها وركوعها وسجودها وتلاوتها وأذكارها ؟! . .
الصلاة هي فرد العبادة الأتمّ ، ومثالها الأهم ، وركنها الأعظم . . وقد رفعت في الإسلام مكاناً عليّاً ، وحلّت بين عباداته و قرباته مقاماً سنيّاً . . فكانت عمود الدين8 ، و خير العمل 9 ، و سبب الفلاح والنجاح ، ومعراج المؤمن ، وقربان كل تقي 10 ، وسلّم كل سعادة ، و مصدر كل خير ، ومفتاح كل بر 11 وحطة كل خطيئة ، وكفارة كل جريرة 12 ، وهي شفيعة الأعمال التي إن قبلت قبل ما سواها وإن ردّت ردّما سواها 13 .
إن الصلاة تعني أنها إسلام كامل لله ( تعالى ) ، وخضوع شامل لإرادته و انقيادة تامّ لأمره ، فلا يأتي العبد إلا ما أمر ، ولا يرتكب ما زجر ، فأي شيء يبقى من الصلاح والاستقامة إذا وفي العبد بعبده ؟ . .
الصلاة هي الوسيلة العظمى لتربية الروح ، و ترقية النفس ، وطبعها على خلال الخير ، ورفعها عن مهاوي السوء ، وسقطات الهوى . .
﴿ … وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ 14.
أرأيتم ـ أيها الأحبة ـ ؟ ، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وأي معنى للاستقامة والتهذيب غير اجتناب الفحشاء والمنكر ؟ . .
وأي وسيلة للتربية والتهذيب وتقويم الأخلاق والطباع أقوى من هذه الوسيلة إذا أقيمت على وجهها الصحيح ؟! .
حتى ورد في المنقول عن بعض اطباء العقول :
( إذا أردت أن تعلم أن صلاتك مقبولة عند الله أم لا فانظر هل نهتك عن الفحشاء والمنكر أم لا ) .
إن قبولها عند الله مضمون لها إذ هي أدّت وظيفتها ، ونجحت في مهمّتها ، فهذبت الروح ، وأحيت الضمير ، وأعلت النفس ، وأيقظت المشاعر ، وارتدع الإنسان معها أن يرتكب فحشاء أو يأتي منكراً ، أو يصرّ على إثم ، وارتفع أن يقوده هوى ، أو يُسلم زمامه إلى شهوة عابرة أو يمد يده في صفقة خاسرة .
و إنما تكون للصلاة هذه الخصائص إذا كانت ـ بحقٍ صلة للعبد بربّه ، يعيش بها في رحابة ، و يقبس من نوره ، ويتمتع بقربه و يلتذّ بحبّه ، ويرتقي إلى ذلك الجو الطّهور المليء بالقدس والنور . .
و إنما تكون للصلاة هذه الخصائص إذا استكملت شرائطها وأفعالها كافة ، واستوفت من السنن والآداب ميزانها ، وأحرزت من الإخلاص لله و الإقبال عليه ما يشدّها إليه .
و إنما تكون للصلاة هذه الخصائص إذا أمعن العبد يقبس من معانيها ، واتخذها سلّماً إلى الغاية الرفيعة التي يبتغيها .
إن المؤمن ليرقى بصلاته إلى درجات المقرّبين ، و يسمو إلى منازل الصدّيقين ، والصلاة هي السلّم لهذا الرقيّ . . ألم يرد عن الطاهرين المطهرين ( عليه السلام ) : إنها معراج المؤمن ، وقربان كل تقي .
إنها مضامير سبقٍ مفتوحة ، وبعدها ربح أو خسار ، ونجاة أو بوار ، وهزيمة أو انتصار ، فطوبى للسابقين الذين أحزروا الربح ، و ضمنوا لأنفسهم النجاة ، وسجلّوا النصر ، وفازوا بالفتح وارتفعوا إلى الغايات .
فهل آن لنا أن نفيد من هذه المناهج التربوية العظيمة التي وُضعت لإسعادنا ؟ .
وهل آن لنا أن نؤدي عبادات الله ( تعالى ) كما أمر ، ولا نأتي بها أفعالاً مجردة من المعنى ، وقالباً خالياً من الروح ، وقشراً خاوياً من اللبّ ، فتصبح اعمالاً جامدة يؤتى بها للعادة ، لا نُسُكاً حيّاً يؤتى به للعبادة ؟! .
وهل آن لنا أن نفي لله بعهدنا ليفي لنا بما وعد ؟ . .
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ 15.
هذه تساؤلات أترك الإجابة عليها لأعمالنا في المستقبل إن شاء الله تعالى ـ ومن الله التوفيق 16 .
- 1. القران الكريم: سورة ابراهيم (14)، الآية: 10، الصفحة: 256.
- 2. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 179، الصفحة: 174.
- 3. القران الكريم: سورة الحج (22)، الآية: 18، الصفحة: 334.
- 4. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 162 و 163، الصفحة: 150.
- 5. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 11 و 12، الصفحة: 460.
- 6. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 6، الصفحة: 108.
- 7. وسائل الشيعة ج 1 ص 256 .
- 8. وسائل الشيعة ج 2 ص17 .
- 9. المصدر المتقدم ص 25 .
- 10. ن . م ص 30 .
- 11. ن . م ص 21 .
- 12. ن . م ص 22 .
- 13. ن . م . ص 22 .
- 14. القران الكريم: سورة العنكبوت (29)، الآية: 45، الصفحة: 401.
- 15. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 186، الصفحة: 28.
- 16. كتاب : من أشعة القرآن للشيخ محمد أمين زين الدين العنوان رقم (10) .