بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: زكريا بركات
26 محرم 1446 هـ
حديث «عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليٍّ، لن يفترقا حتَّى يَرِدَا عليَّ الحوضَ» هو حديث نبوي مشهور، رواه الفريقان، وصحَّحه غير واحد من أهل العلم.
فممَّن رواه من علماء مدرسة الخلفاء: الطبراني في معجميه الصغير والأوسط، والحاكم في المستدرك.
وصرَّح الحاكم بصحته في المستدرك، والذهبي في التلخيص، والصنعاني في التنوير، وحسَّنه العلائي في إجمال الإصابة. وضعَّفه الوهَّابية وأمثالهم ممَّن في قلوبهم زيغ.
اعتراف الصنعاني بدلالة الحديث على عصمة الإمام عليٍّ عليه السلام:
قال الصنعاني في «التنوير شرح الجامع الصغير» (7/ 335) : «هذا الحديث من أدلَّة العصمة لأنَّ من لازم القرآن ولازمه القرآن لا يأتي معصيةً؛ إذ لو أتاها لفارقه القرآن، والحديث يشهد بأنَّه لا فراق بينهما، فالحديث من أجلِّ أدلَّة فضائله وأدلَّة علمه بتأويله؛ فإنه لا يلازم [القرآن] إلَّا من عرف معانيه، وقد ثبت أنَّ ابن عباس أكثرُ الصحابة علماً بالتأويل، وقد قال: ما أخذتُ في تفسيره ـ أي القرآن ـ فعن عليٍّ رضي الله عنه، وقد أخرج الدارقطني أنَّ عمر سأل عليًّا عن مسألة فأجاب، فقال: أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن ونظائر هذا كثيرة جداً» . انتهى.
أقول: وعبارة “من أدلَّة” فيها دلالة على أنَّ هذا ليس هو الدليل الوحيد على العصمة.
والصنعاني من كبار علماء مدرسة الخلفاء المعبَّر عنهم بـ “أهل السنَّة والجماعة”.
والحمدُ لله ربِّ العالمين.