نص الشبهة:
مسألة العصمة . . إذا كانت واضحة فلماذا نرى التباين والاختلاف في آراء العلماء ؟ (الشيعة) إنهم يقولون إنه يجوز الإسهاء مثلاً ؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإن القائل بالإسهاء يقول : إنه يعتقد بالعصمة بجميع تفاصيلها وشؤونها ، وأن تجويز الإسهاء ليس من موارد الخلاف في شأن العصمة ، حيث إنه يقول بأن المعصوم لا تخرجه عصمته عن دائرة القدرة الإلهية ، فإذا وجدت مصلحة للتدخل الإلهي ، مثل أن يمنع الناس من الغلو بالنبي أو المعصوم ، فإنه تعالى يفعل ذلك . . بعد أن يظهر لهم بما لا يقبل الريب : أن هذا فعل إلهي مباشر فيه ، ويعرّفهم بأن سهوه هذا ليس لأجل خلل في عصمته . .
وهذا القول هو الذي ذهب إليه الصدوق ، ورده الشيخ المفيد عليه ، ولعله قد خشي أن يتوهم الناس في كل فعل يصدر عن المعصوم : أنه قد صدر في حال إسهاء الله تعالى له ، وبتصرف رباني به ، وذلك حين لا تتوفر عناصر كافية لتعريف الناس بالفرق بين موارد السهو ، وموارد الإسهاء . . وبذلك يكون الخلاف في الناحية التطبيقية . .
وأما أصل العصمة بمعناها المعروف عند الشيعة ، وبشمولها للخطأ ، والسهو ، والنسيان ، وغير ذلك من شؤون وحالات ، فلم يختلف عليها الشيخ المفيد مع الشيخ الصدوق ، كما هو ظاهر .
هذا . . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1 . .
- 1. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة العاشرة » ، المركز الإسلامي للدراسات ،الطبعة الأولى ، 1424 هـ ـ 2004 م ، السؤال (574) .