إنّ لله تعالى حقيقة واحدة، و تعتبر صفاته الذاتية كلّها مفاهيم تعبّر عن مصداق واحد، هو الله تعالى.
و المقصود من القول: بأنّ “العلم” نفس الذات، و “القدرة” نفس الذات هو: أنّ مصداق “العلم” و مصداق “القدرة” في الله تعالى واحد رغم مغايرة مفهوم “العلم” لمفهوم “القدرة”، و لا إشكال في إطلاق مفاهيم متعدّدة على مصداق واحد، فالله تعالى حقيقة واحدة، و تعتبر صفاته الذاتية كلّها مفاهيم تعبّر عن مصداق واحد، هو الله تعالى.
ثم ان المقصود من القول بأنّ علمه تعالى عين ذاته: أنّ مصداق “العلم” و مصداق “الذات” واحد، و ليس المقصود: أنّ مفهوم “العلم” و مفهوم “الذات” واحد، فلا يصح استعمال مفهوم “العلم” بدل مفهوم “الذات” فيما لو كان المقصود الإشارة إلى مفهوم “الذات” لأنّ ما يفهم من “العلم” غير ما يفهم من “لفظ الجلالة”.
مضافاً إلى أنّ “العلم” مصدر، و لا يصح في اللغة أن ينادى المسمّى بالمصدر، بل الصحيح أن ينادى المسمّى بالاسم، فالصحيح أن نقول: يا عليم يا قدير و يا حي اغفر لي و ارحمني.