العلاّمة الشيخ مهدي فقيه إيماني
التصريحات العمرية دالّة على أولوية الإمام عليّ (عليه السلام) للخلافة
أشرنا في مقدّمة الكتاب بأ نّنا لو أغمضنا الطرف عن جميع الأدلّة والبراهين القرآنية والحديثية والتاريخية الّتي فيها الدلالة التامّة على أولوية الإمام عليّ(عليه السلام)للخلافة وولاية الأمر بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، أو أ نّنا افترضنا عدم صلاحية تلك الأدلّة للاستدلال بها على ذلك، لكانت هذه الاعترافات والتصريحات ومرويّات الخلفاء ـ سواءاً الّذين تقدّموا على الإمام عليّ(عليه السلام) أو أُولئك الّذين حكموا بعد أن استشهد عليّ(عليه السلام) ـ الّتي رووها بحقّ عليّ(عليه السلام) وأقرّوا بها كافية في اثبات الخلافة لعليّ(عليه السلام) دون غيره. وانّه الخليفة الحقّ والجامع لجميع المواصفات الضرورية واللازمة لخلافة النبيّ ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
وذلك لأنّ هذه الأخبار الّتي تروى لنا اعترافات أبي بكر وعمر وعثمان وتصريحاتهم ـ سواءاً كانوا أصحاباً لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أو خلفاء لأتباعهم ـ فإنّها حجّة قاطعة ودليل قوي وبرهان جلي يمكن لأيّ مسلم ومؤمن أن يستدلّ بها على معرفة الإمام الحقّ والخليفة الواقعي لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يعني أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
وأضف على ما مرّ عليك ـ أيّها الطالب للحقّ ـ انّ هذه التصريحات والاعترافات الّتي وردت على لسان عمر بن الخطّاب بما تتناسب وموضوع أفضلية الإمام عليّ(عليه السلام) وأولويّته لأمر الخلافة كاشفة عن نقاط الضعف والحالة السلبية الّتي كانت موجودة في سائر أعضاء الشورى العمري.
ونذكر لك ـ أيّها الخبير ـ نماذج من ذلك وندع الحكم والقضاء إليك:
روى العلاّمة ابن أبي الحديد: أنّ عمر قال لأصحاب الشورى ـ الّذين عيّنهم هو بنفسه لانتخاب الخليفة من بعده ـ : روحوا إليَّ، فلمّا نظر إليهم: قد جاءنيواحد منهم يهزّ عفريته، يرجو أن يكون الخليفة ـ ثمّ خاطبهم واحداً واحداً كاشفاً عن سلبيّاتهم ـ .
فقال: أمّا أنت ـ يا طلحة ـ ، أفلست القائل إنّ قبض النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أنكح أزواجه من بعده، فما جعل الله محمّداً(صلى الله عليه وآله وسلم)أحقّ ببينات أعمامنا منّا، فأنزل الله تعالى فيك:(وَمَا كَانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللّهِ وَلا أنْ تَـنْكِحُوا أزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أبَداً… ) [١] .
وأمّا أنت ـ يا زبير ـ فوالله ما لان قلبك يوماً ولا ليلة، وما زلت جلفاً جافياً!!
وأمّا أنت ـ يا عثمان ـ فوالله لروثة خير منك [٢] !!!
وأمّا أنت ـ ياعبدالرحمن ـ فإنّك رجل عاجز تحبّ قومك جميعاً!!
وأمّا أنت ـ يا سعد ـ فصاحب عصبية وفتنة!!
وأمّا أنت ـ يا عليّ ـ فوالله لو وزن إيمانك بإيمان أهل الأرض لرجحهم!!!
فقام الإمام عليّ(عليه السلام) مولّياً يخرج ـ وذلك اعتراضاً واستنكاراً على عمر ـ ، لأ نّه قرن عليّاً(عليه السلام) وهو الجامع للإيمان كلّه باُناس ليس فيهم من الفضيلة شيء يذكر، ولكن عمر رسم مخطّطاً لاستخلاف من هو أخسّ وأردأ من الروثة رتبة كما وصفه عمر حتى لا تصل الخلافة إلى صاحبها الأحق بها.
فقال عمر: والله إنّي لأعلم مكان رجل لو ولّيتموه أمركم لحملكم على المحجّة البيضاء.
قالوا: من هو؟
قال: هذا المولّي من بينكم.
قالوا: فما يمنعك من ذلك؟
قال: ليس إلى ذلك من سبيل.
وفي خبر ثان رواه البلاذري في تاريخه: انّ عمر لمّا خرج أهل الشورى من عنده قال: إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطريق.
قال عبدالله بن عمر: فما يمنعك منه، يا أميرالمؤمنين؟
قال: أكره أن أتحمّلها حيّاً وميّتاً [٣] .
وروى هذا الخبر أيضاً ابن حجر عن البخاري [٤] .
وفي خبر آخر رواه ابن أبي الحديد وقع حوار بين ابن عبّاس وبين عمر بن الخطّاب: فوصف عمر عليّاً(عليه السلام) بأنّ فيه دعابة، ووصف طلحة بالتكبّر والتفاخر، وعبدالرحمن بأ نّه ضعيف لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته، والزبير بأ نّه شكس لقس ـ أي سيّء الخلق ـ وسعداً بأ نّه صاحب سلاح ومقنب. وعندما سأل ابن عبّاس عمراً عن عثمان أوّه عمر ـ ثلاثاً ـ ثمّ قال: والله لئن وليها ليحملنّ بني أبي معيط على رقاب الناس ثمّ لتنهض العرب اليه.
ثم بعد أن سكت هنيئة قال: أجرؤهم والله إن وليها أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم لصاحبك ـ يعني عليّ(عليه السلام) ـ أما إن ولي أمرهم حملهم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم [٥] .
٦ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) يهدي إلى الكتاب والسنّة
روى ابن أبي الحديد عن العلاّمة أبي العبّاس أحمد بن يحيى الثعلب في أماليه حوار عمر بن الخطّاب وابن عبّاس فقال: وبعد أن ذكر عمر المثالب والمطاعن والسلبيات الخلقية والاجتماعية والقيادية لكلّ واحد من أعضاء الشورى الّذي رتّبه هو بنفسه، ولمّا وصل إلى ذكر عليّ(عليه السلام) قال: إنّ أحراهم أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم لصاحبك ـ يعني عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ـ والله لئن وليها ليحملنّهم على المحجّة البيضاء والصراط المستقيم [٦].
وحقيق بنا في هذا المقام أن نتساءل: ما هو السبب الباعث إلى أن يشكّل الخليفة عمر بن الخطّاب تلك الشورى السداسية بينما هو بنفسه يسطّر مثالب وسلبيات كلّ واحد منهم عدا عليّ(عليه السلام) فإنّه قد أطراه وذكره مادحاً إيّاه بالخير والهداية؟
ومن ثَمَّ ما هو الدافع الّذي دفع عمر إلى رسم ذلك المخطّط حتى يؤول أمر الخلافة بعده إلى عثمان وقد وصفه بتلك الأوصاف الّتي قرأتها؟
قال عبدالله: ولمّا طعن قال عمر لأهل الشورى: لله درّهم، إن ولّوها الأصيلع!! كيف يحملهم على الحقّ ولو كان السيف على عنقه.
فقلت: أتعلم ذلك منه ولا تولّيه؟
قال: إنْ لم أستخلف فأتركهم فقد تركهم من هو خير منّي [٧] .
وهكذا روى ابن عبدالبرّ عن ابن عبّاس قال: بينا أنا أمشي مع عمر يوماً إذ تنفّس نفساً فظننت أ نّه قد قبضت أضلاعه ـ تقطّعت ـ فقلت: سبحان الله! والله ما أخرج منك هذا إلاّ أمر عظيم.
فقال: ويحك ـ يابن عبّاس ـ ما أدري ما أصنع باُمّة محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم).
قلت: ولِمَ وأنت بحمد الله قادر على أن تصنع ذلك مكان الثقة؟
قال: إنّي أراك تقول: إنّ صاحبك أولى الناس بها ـ يعني عليّاً(عليه السلام) ـ .
قلت: أجل، والله إنّي لأقول ذلك في سابقته وعلمه وقرابته وصهره.
قال: إنّه كما ذكرت، ولكنّه كثير الدعابة… [٨] .
لاحظ ـ أيّها الخبير ـ انّ قول عمر: إنّه كما ذكرت يعني أنّ علياً حائز على جميع المواصفات الّتي تقدّمه على الآخرين وتبيّن أولويته عليهم في مسألة الخلافة. وعمر بقوله هذا يعترف ويقرّ لعليّ(عليه السلام) بذلك.
وأمّا قوله: «كثير الدعابة» هذه فرية ألصقها عمر بعليّ(عليه السلام) ولا أصل لها ولا أساس، وهي في الوقت نفسه لم تكن مانعة للخلافة فترى انّ عمر بفريته هذه ينوّه عن الصدّ عن استخلاف الإمام عليّ(عليه السلام).
ولو سلّمنا بأ نّه(عليه السلام) كثير الدعابة فهل هذه الصفة ـ فرضاً ـ تكون سبباً عن تصدّيه الخلافة؟ [٩].
هذا سؤال بحاجة إلى جواب من عمر وأتباعه.
٧ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) أولى منّي ومن أبي بكر
روى العلاّمة الراغب الأصفهاني عن ابن عبّاس قال: كنت أسير مع عمر بن الخطّاب في ليلة وعمر على بغلة وأنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فقال: أما والله يا بني عبدالمطّلب لقد كان عليّ فيكم أولى بهذا الأمر منّي ومن أبي بكر!!
فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلته. فقلت: أنت تقول ذلك وأنت وصاحبك وثبتما وانتزعتما الأمر منّا دون الناس؟
فقال: إليكم يا بني عبدالمطّلب ـ أي هوّن عليك ـ أما إنّكم أصحاب عمر بن الخطّاب؟
فتأخّرت وتقدّم هنيهة فقال: سر لا سرت! وقال: أعد عليَّ كلامك.
فقلت: إنّما ذكرت شيئاً فرددت عليك جوابه، ولو سكتّ ـ أنت يا عمر ـ سكتنا.
فقال: إنّا والله ما فعلنا الّذي فعلنا عن عداوة!! ولكن استصغرناه!! وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها [١٠].
قال ابن عبّاس: فأردت أن أقول: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره، أفتستصغره أنت وصاحبك [١١].
فقال: لا جرم، فكيف ترى والله ما نقطع أمراً دونه ولا نعمل شيئاً حتى نستأذنه [١٢] .
٨ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) أقضى الناس
عليّ أقضانا، أو: أقضانا عليّ، وغيرها من الكلمات الّتي كان عمر بن الخطّاب يصرّح بها دائماً بشأن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وخاصّة عندما كانت المعضلات والمسائل تخيّم على عمر ولم يدر حلّها وكشفها، فكان يلوذ في ذلك بعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فيكشف عنه ما تعسّر عليه بأُسلوب دقيق ومثير للاعجاب والحيرة.
وهذه الكلمات ومثيلاتها تكرّرت على لسان عمر، ولمّا كان نقل هذه الاعترافات العمرية بأعلمية الإمام عليّ(عليه السلام) يخرجنا عن الايجاز والاختصار اكتفينا بذكر مصادرها، فليراجعها القارىء في مظانّها:
١ ـ صحيح البخاري ٦/٢٣ كتاب التفسير في تفسير (ومَا نَنسَخْ مِنْ آيَة أوْ نُنسِهَا ) [١٣] بلفظ: أقضانا عليّ.
٢ ـ مسند أحمد بن حنبل ٥/١١٣، وفي الطبعة الحديثة ٦/١٣١ ح ٢٠٥٨٢ ـ ٢٠٥٨٣، بلفظ: عليّ أقضانا.
٣ ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ٢/٣٣٩ ـ ٣٤٠، بلفظي: عليّ أقضانا، وأقضانا عليّ.
٤ ـ الاستيعاب ٣/١١٠٢ ترجمة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)رقم١٨٥٥.
٥ ـ أنساب الأشراف ٢/٨٥٢ بلفظ: عليّ أقضانا.
٦ ـ أخبار القضاة ١/٨٨.
٧ ـ حلية الأولياء ١/٦٥.
٨ ـ الفتوحات الإسلامية ٢/٤٥٤.
٩ ـ المستدرك على الصحيحين ٣/٣٠٥.
١٠ ـ المناقب للخوارزمي ٩٢ فصل ٧ ح ٨٦.
١١ ـ تاريخ مدينة دمشق: ٤٢/٤٠٢.
١٢ ـ تلخيص المستدرك ٣/٣٠٥.
١٣ ـ شرح نهج البلاغة ١٢/٨٢، بلفظ: أقضى الاُمّة…
١٤ ـ ذخائر العقبى: ٨٣.
١٥ ـ الرياض النضرة ٣/١٦٧، بلفظ: أقضانا عليّ بن أبي طالب.
١٦ ـ كفاية الطالب: ٢٥٩، فيه: أخذت ذلك من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فلا أتركه أبداً.
١٧ ـ تاريخ الإسلام، عهد الخلفاء الراشدين ٣/٦٣٨.
١٨ ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ٧/٦٠.
١٩ ـ البداية والنهاية ٧/٣٥٩.
٢٠ ـ أسنى المطالب: ٨ ح ٢٧.
٢١ ـ تاريخ الخلفاء: ١٧٠ و٢٣٣، بلفظي: عليّ أقضانا، وأقضانا علي(عليه السلام).
٢٢ ـ مطالب السؤول: ٨٥.
٢٣ ـ الدرّ المنثور ١/١٠٤ ذيل (ومَا نَنسَخْ مِنْ آيَة)رواه عن البخاري والنسائي وابن الأنباري والحاكم والبيهقي، بلفظ: أقضانا عليّ.
٢٤ ـ الصواعق المحرقة: ١٢٧، بلفظ: عليّ أقضانا، وأفرض أهل المدينة وأقضاها عليّ.
٢٥ ـ ينابيع المودّة: ٢٨٦ باب ٥٩.
٩ ـ عمر يعترف: عيادة أهل البيت(عليهم السلام)فريضة
أخرج محبّ الدين الطبري بإسناده عن عمر بن الخطّاب أ نّه قال للزبير بن العوّام: هل لك في أن نعود الحسن بن عليّ(عليه السلام) فإنّه مريض؟
فكأنّ الزبير تلكّأ عليه ـ أي توقّف وتبطّأ ـ فقال له عمر: أما علمت أنّ عياة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة؟
وفي رواية: انّ عيادة بني هاشم سنّة وزيارتهم نافلة؟ أخرجه ابن السمّان في الموافقة [١٤] .
لا يخفى أنّ كلام عمر هذا سواءاً كان قد أخذه عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أو قاله على قناعة واعتقاد فإنّ المصداق البارز لبني هاشم بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) هو من يكون كنفس النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) يعني الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ولهذه المصداقية ذكرنا هذا الحديث هنا وإن لم يصرّح فيه اسم عليّ(عليه السلام).
١٠ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) خير الناس فتوى
روى المؤرّخ الشهير العلاّمة ابن سعد بإسناده عن سعيد بن المسيّب قال: خرج عمر بن الخطّاب على أصحابه يوماً فقال: أفتوني في شيء صنعته اليوم؟
فقالوا: ما هو، يا أميرالمؤمنين.
قال: مرّت بي جارية لي فأعجبتني فوقعت عليها وأنا صائم!!
فعظّم عليه القوم، وعليّ(عليه السلام) ساكت، فقال: ما تقول، يابن أبي طالب؟
فقال(عليه السلام): جئت حلالا ويوماً مكان يوم ]بناءاً على كون الصوم غير واجب[.
فقال عمر: أنت خيرهم فتوى [١٥] .
١١ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) مولاي
أخرج العلاّمة الخوارزمي وغيره من أعلام الحديث عن الحافظ الدارقطني أ نّه قيل لعمر بن الخطّاب: إنّك تصنعه بعليّ شيئاً لا تصنع مع أحد من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟
فقال: انّه مولاي [١٦].
ولا يخفى أ نّنا لو تمعّنّا في قول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه» عرفنا أ نّه لم يكن لكلمة المولى معنى ومفهوم سوى صاحب الخيار والأولى بالتصرّف.
١٢ ـ عمر يعترف: القول ما قال عليّ(عليه السلام)
أخرج ابن حزم الأندلسي وغيره بإسنادهم عن ابن اذينة العبدي قال: أتيت عمر بن الخطّاب بمكّة فقلت له: إنّي ركبت الابل والخيل حتى أتيتك فمن أين أعتمر؟
قال: ائت عليّ بن أبي طالب فسله.
فأتيت فسألته فقال لي عليّ(عليه السلام):من حيث أبدأت ـ يعني من ميقات أرضك ـ.
قال: فأتيت عمر فذكرت له ذلك.
فقال لي: ما أجد لك ـ قولا ـ إلاّ ما قال ابن أبي طالب [١٧].
١٣ ـ عمر يعترف: بفضل عليّ(عليه السلام) أخرجنا الله من الظلمات
أخرج العلاّمة الزمخشري وآخرون من حفّاظ أهل السنّة ومحدّثيهم بإسنادهم عن ابن عبّاس قال: استعدى رجلٌ عمر على عليّ(عليه السلام)، وعليّ جالس فالتفت عمر إليه فقال: يا أبا الحسن، قم فاجلس مع خصمك، فقام فجلس مع خصمه فتناظرا، وانصرف الرجل فرجع عليّ(عليه السلام) إلى مجلسه، فتبيّن عمر التغيّر في وجهه، فقال: يا أبا الحسن، مالي أراك متغيّراً؟
قال(عليه السلام): كنّيتني بحضرة خصمي فألاَ قلتَ: يا عليّ، قم فاجلس مع خصمك، فأخذ عمر برأس عليّ(عليه السلام) فقبّل بين عينيه، ثمّ قال: بأبي أنتم وأُمّي بكم هدانا الله، وبكم أخرجنا الله من الظلمات إلى النور [١٨].
١٤ ـ عمر يعترف: لا يتمّ الشرف إلاّ بولاية عليّ(عليه السلام)
أخرج العلاّمة المحدّث ابن حجر الهيتمي عن الدارقطني بسنده عن ابن المسيّب قال: قال عمر(رضي الله عنه): تحبّبوا إلى الأشراف وتودّدوا، واتّقوا على أعراضكم من السفلة، واعلموا أ نّه لا يتمّ شرف إلاّ بولاية عليّ(عليه السلام) [١٩] .
١٥ ـ عمر يعترف: مات النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو راض عن عليّ(عليه السلام)
أخرج شيخ أهل السنّة البخاري بسنده عن عمر بن الخطّاب قال: توفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو عنه ـ أي عن عليّ(عليه السلام) ـ راض [٢٠] .
١٦ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) أعلم بالواقع
روى العلاّمة الشيخ زين الدين عبدالرحمن بن أحمد السلامي البغدادي بسنده عن رفاعة بن رافع قال: جلس إلى عمر، عليّ والزبير وسعد ونفر من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فتذاكروا العزل فقالوا: لا بأس به.
فقال رجل: إنّهم يزعمون أ نّها الموعودة الصغرى.
فقال عليّ(عليه السلام): لا تكون موعودة حتى تمرّ على النارات السبع، تكون سلالة من طين ثمّ تكون نطفة ثمّ تكون علقة ثمّ تكون مضغة ثمّ تكون عظاماً ثمّ تكون لحماً ثمّ تكون خلقاً آخر.
فقال عمر: صدقت أطال الله بقاءك [٢١] .
أقول: جواب الإمام عليّ(عليه السلام) حول المراحل السبعة في خلق الإنسان مستلهم من القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ مِنْ سُلالَة مِنْ طِين* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَار مَكِين* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَـقَةً فَخَلَقْنَا العَلَـقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أنشَأنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَـتَبَارَكَ اللّهُ أحْسَنُ الخَالِقِينَ) [٢٢] تشير الآية إلى تطور الإنسان، وتكامله في رحم الاُم حتى الولادة.
١٧ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) أعلم الناس بالقرآن
أخرج العلاّمة الحافظ الحسكاني بسنده عن عمر بن الخطّب قال: عليّ(عليه السلام)أعلم الناس بما أنزل الله على محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) [٢٣] .
١٨ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) مولى من كان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) مولاه
روى العلاّمة الحافظ المحبّ الطبري بسنده عن عمر بن الخطّاب قال: عليّ(عليه السلام) مولى من كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مولاه [٢٤] .
١٩ ـ عمر يعترف: لولا عليّ(عليه السلام) لهلك عمر
أخرج العلاّمة الحافظ الگنجي الشافعي بسنده عن حذيفة بن اليمان أ نّه لقى عمر بن الخطّاب، فقال له عمر: كيف أصبحت يا ابن اليمان؟
فقال: كيف تريدني أُصبح؟ أصبحت والله أكره الحقّ، وأُحبّ الفتنة، وأشهد بما لم أره، وأحفظ غير المخلوق، وأُصلّي على غير وضوء، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء.
فغضب عمر لقوله وانصرف من فوره، وقد أعجله أمرٌ وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك، فبينا هو في الطريق إذ مرّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فرأى الغضب في وجهه.
فقال: ما أغضبك يا عمر؟
فقال: لقيت حذيفة بن اليمان فسألته، كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت أكره الحقّ.
فقال عليّ(عليه السلام): صدق، يكره الموت وهو حقّ.
فقال عمر: يقول، واُحبّ الفتنة.
قال عليّ(عليه السلام): صدق، يحبّ المال والولد وقد قال الله تعالى: (أنَّمَا أمْوَالُكُمْ وَأوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) [٢٥].
فقال عمر: يا عليّ، يقول: وأشهد بما لم أره.
فقال(عليه السلام): صدق، يشهد بالوحدانية والموت والبعث والقيامة والجنّة والنار والصراط ولم ير ذلك كلّه.
فقال عمر: يا عليّ، وقد قال: إنّني أحفظ غير المخلوق.
قال(عليه السلام): صدق، يحفظ كتاب الله تعالى القرآن، وهو غير مخلوق.
قال عمر: ويقول: أُصلّي على غير وضوء.
فقال(عليه السلام): صدق، يصلّي على ابن عمّي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على غير وضوء، والصلاة عليه جائزة.
فقال: يا أبا الحسن، قد قال أكبر من ذلك.
فقال(عليه السلام): وما هو؟
قال عمر: قال: إنّ لي في الأرض ما ليس لله في السماء.
قال(عليه السلام): صدق، له زوجة، وتعالى الله عن الزوجة والولد.
فقال عمر: كاد يهلك ابن الخطّاب لولا عليّ بن أبي طالب.
قال الگنجي: هذا ثابت عند أهل النقل، ذكره غير واحد من أهل السير [٢٦] .
٢٠ ـ عمر يعترف: اختصاص عليّ(عليه السلام) بثلاث عشرة منقبة
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من أعلام السنّة بإسنادهم عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال:
قال عمر بن الخطّاب: كانت في أصحاب محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) ثماني عشرة سابقة، خصّ منها عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) بثلاث عشرة وشاركنا في خمس [٢٧] .
أقول: وقد أخرج السيوطي وغيره من أعلام أهل السنّة هذا الحديث بلفظ آخر، قال الطبراني: عن ابن عبّاس، قال: كانت لعليّ(عليه السلام) ثماني عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الاُمّة [٢٨] .
فعلى هذا فلا تستحيل أن تكون جملة «فخصّ عليّ نها بثلاث عشرة وشركنا في خمس» في رواية عمر موضوعة وزائدة، وكذلك جملة «كانت لأصحاب محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)» فإنّها وضعت بديلا عن جملة «كانت لعليّ(عليه السلام)» الّتي وردت في رواية السيوطي.
٢١ ـ عمر يعترف: من أهان عليّاً(عليه السلام) فقد أهان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)
أخرج الإمام أحمد ن حنبل بسنده عن عروة بن الزبير قال: إنّ رجلا وقع في عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
فقال عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟ هو محمّد بن عبدالله بن عبدالمطّلب، وعليّ بن أبي طالب بن عبدالمطّلب، فلا تذكر عليّاً إلاّ بخير فإنّك إن نق صته آذيت صاحب هذا القبر.
وأخرج المناوي بسنده انّ عمر بن الخطّاب قال: ويحك أتعرف عليّاً؟ هذا ابن عمّه ـ وأشار إلى قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ، والله ما آذيت إلاّ هذا في قبره [٢٩] .
٢٢ ـ عمر يعترف: من آذى عليّاً(عليه السلام) فقد آذى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)
روى العلاّمة العيني بسنده عن عمر بن الخطّاب قال: إذا آذيت عليّاً آذيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) [٣٠].
٢٣ ـ عمر يتمنّى احدى فضائل عليّ(عليه السلام)
أخرج الحافظ الحاكم النيسابوري وغيره من الحفّاظ والمؤرّخين من أهل السنّة والجماعة بإسنادهم عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطّاب: لقد أُعطي عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحبّ إليَّ من أن أُعطى حمر النعم.
قيل: وما هنّ، يا أميرالمؤمنين؟
قال: تزوّجه فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وسكناه المسجد مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يحلّ له فيه ما يحلّ له، والراية يوم خيبر ففتح الله عليه وهزم اليهود فكان ذلك نصراً عزيزاً منح به الإسلام والمسلمون.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرّجاه [٣١], [٣٢].
٢٤ ـ عمر يستشير عليّاً(عليه السلام) في حرب الفهرس
أخرج المؤرّخون والحفّاظ وآخرون غيرهم في كتبهم أ نّه ورد على عمر بن الخطّاب كتاب فيه ـ انّ الفرس قد قصدوا الهجوم على مركز الحكومة الإسلامية، فجمع عمر بعض أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) منهم الإمام عليّ(عليه السلام)يستشيرهم في هذا الأمر.
فأبدى كلّ واحد منهم رأيه في قتال الفرس، ورأى عمر أنّ آراء ونظريات هؤلاء وخططهم الّتي أبدوها لا تنفع وليست بصائبة، بل انّ ضررها أكثر من نفعها.
فالتفت عمر إلى أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وكان ساكتاً لا يتكلّم، فقال له عمر: يا أبا الحسن لم لا تشير بشيء كما أشار غيرك؟
فقال عليّ(عليه السلام) كلاماً نقض فيه آراء الحاضرين وفنّدها ثمّ أيد رأياً وخطّة كان فيها نفع كبير، وكان في ضمن ما أبداه: إرسال ابنه الإمام الحسن(عليه السلام) مع الجنداصفهان بأن يحوّل إليه اجراء جزئيات الخطّة الاستراتيجية، فكان من نتائج رأي الإمام عليّ(عليه السلام) وخطّته انتصار جيوش المسلمين على يهود ايران والزرادشتيين وفرار يزدجرد عظيم الفرس وبزوغ شمس الإسلام في نصف بقاع الفرس وخاصّة في أصفهان.
ولكن قبل أن نتطرق إلى قول أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) تجدر الإشارة هنا إلى واحد من أهل الرأي أبدى رأيه واستنكره عمر بن الخطّاب ألا وهو خليفة عمر عثمان بن عفّان فقال: يا أميرالمؤمنين، اكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم، والى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم، والى أهل البصرة فيسيروا من بصرتهم، وسر أنت بأهل هذا الحرم حتى توافي الكوفة وقد وافاك المسلمون من أقطار أرضهم وآفاق بلادهم فإنّك إذا فعلت ذلك كنت أكثر منهم جمعاً وأعزّ نفراً.
وقال الطبري: قال عليّ(عليه السلام) في بادىء الأمر: أقم، واكتب إلى أهل الكوفة أن يبعثوا ثلثي جندهم وليقم ثلثاً منهم، واكتب إلى أهل البصرة أن يمدّوهم ببعض من عندهم ولم يعبّىء من الشام جيشاً لئلاّ يفتر جبهة الروم.
وإليك الآن رأي الإمام عليّ(عليه السلام) الّذي استصوبه عمر لمّا استشاره فقال فيما قال(عليه السلام): إنّ هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلّة، وهو دين الله الّذي أظهره، وجنده الّذي أعدّه وأمدّه حتى بلغ ما بلغ وطلع حيث طلع، ونحن على موعود من الله، والله منجز وعده وناصر جنده، ومكان القيّم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه ويضمّه، فإن انقطع النظام تفرّق الخرز وذهب ثمّ لم يجتمع بحذافيره أبداً، والعرب اليوم وإن كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام وعزيزون بالاجتماع، فكن قطباً واستدر الرحا بالعرب، وأصلهم دونك نار الحرب، فإنّك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك ممّا بين يديك.
إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه استرحتم فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك وطمعهم فيك، فأمّا ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإنّ الله سبحانه هو أكره لمسيرهم منك، وهو أقدر على تغيير ما يكره، وأمّا ما ذكرت من عددهم فإن لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة، وإنّما نقاتل بالنصر والمعونة [٣٣] .
٢٥ ـ عمر يستفتي عليّاً(عليه السلام) عن حكم شارب الخمر
أخرج السيوطي وغيره من الحفّاظ: أنّ أُناساً من أصحاب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)شربوا الخمر بالشام، فقال لهم يزيد بن أبي سفيان ـ أخو معاوية ووالي الشام من قبل عمر بن الخطّاب ـ : شربتم الخمر؟
فقالوا: نعم، لقول الله: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا) [٣٤] حتى فرغوا… فكتب يزيد فيهم إلى عمر فكتب إليه: إن أتاك كتابي هذا نهاراً فلا تنتظر بهم الليل، وإن أتاك ليلا فلا تنتظر بهم النهار حتى تبعث بهم إليَّ، لا يفتنوا عباد الله.
فبعث بهم إلى عمر فلمّا قدموا على عمر، قال: شربتم الخمر؟
قالوا: نعم.
فتلا عليهم: (إنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ…) [٣٥] إلى آخر الآية.
قالوا: اقرأ الّتي بعدها (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا).
قال: فشاور فيهم الناس، فقال لعليّ(عليه السلام) ـ وكان صامتاً ـ : ماترى؟
قال(عليه السلام): أرى انّهم شرّعوا في دين الله ما لم يأذن الله فيه، فإن زعموا أ نّها حلال فاقتلهم فقد أحلّوا ما حرّم الله، وإن زعموا أ نّها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين، فقد افتروا على الله الكذب، وقد أخبرنا الله بحدّ ما يفتري به بعضنا على بعض. قال: فجلدهم عمر ثمانين ثمانين [٣٦] .
وأخرجه أبو الفرج الاصفهاني بتفاوت يسير [٣٧].
٢٦ ـ مراجعة أُخرى لعمر في حدّ الخمر
ذكر أعاظم العامّة منهم أئمّتهم الأربعة: أبو حنيفة، مالك، أحمد بن حنبل، والشافعي ـ انّ أبا بكر وعمر لم يكونا يرون الحدّ الكامل ـ ثمانين جلدة ـ لشارب الخمر، وإذا واجها هذه المسألة يوماً ما فكانا يكتفيان باجراء أربعين جلدة فقط.
روي أنّ خالد بن الوليد كان عاملا لعمر على بعض المدن أبلغ عمر بأنّ الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة. فقال عمر لعليّ(عليه السلام): ماترى؟
قال(عليه السلام): نراه إذا سكر هذى، وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون جلدة [٣٨] .
واستن عمر بما قاله عليّ(عليه السلام) وبعد ذلك أصبح حدّ الخمر ثمانين جلدة كما أفتى به الإمام عليّ(عليه السلام).
٢٧ ـ عمر يعترف: لولا سيف عليّ(عليه السلام) لما قام عمود الإسلام
قال ابن أبي الحديد: روى أبو بكر الأنباري في أماليه: أنّ عليّاً(عليه السلام)جلس إلى عمر في المسجد وعنده ناس، فلمّا قام(عليه السلام) عرض واحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب.
فقال عمر: حقّ لمثله أن يتيه!! والله لولا سيفه لما قام عمود الإسلام، وهو بعد أقضى الاُمّة وذو سابقتها وذو شرفها.
فقال له ذاك القائل: فما منعكم يا أميرالمؤمنين عنه؟
قال: كرهنا على حداثة السنّ وحبّه لبني عبدالمطّلب [٣٩] .
وقد روي كره عمر بن الخطّاب لعليّ(عليه السلام) في موارد عديدة ومواقف كثيرة خاصّة في قوله: لو ولّوها ـ يعني الخلافة ـ عليّاً لسلك بهم الطريق وحملهم على الحقّ [٤٠] .
٢٨ ـ عمر يعترف: عين عليّ(عليه السلام) عين الله عز وجل
أخرج محبّ الدين الطبري بسنده: كان عمر يطوف بالبيت وعليّ(عليه السلام) يطوف أمامه، إذ عرض رجل لعمر فقال: يا أميرالمؤمنين، خذ حقّي من عليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
قال: وما باله؟
قال: لطم عيني
فوقف عمر حتى لحق به عليّ(عليه السلام)، فقال: ألطمت عين هذا، يا أبا الحسن؟
قال(عليه السلام): نعم.
قال عمر: ولِمَ؟
قال(عليه السلام): لأ نّي رأيته يتأمّل حرم المؤمنين في الطواف.
فقال عمر: أحسنت، يا أبا الحسن.
ثم أقبل على الرجل فقال: وقعت عليك عين من عيون الله عز وجل [٤١].
٢٩ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) مولاي ومولى كلّ مسلم
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من الحفّاظ بإسنادهم: أنّ رجلا نازع عمر في مسألة. فقال عمر: بيني وبينك هذا الجالس ـ وأشار إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وكان جالساً في المسجد ـ .
فقال الرجل: هذا الأبطن!! ـ الظاهر أ نّه لم يكن يعرف عليّاً(عليه السلام) ـ .
فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض، ثمّ قال: ويلك أتدري من صغَّرت؟! هذا عليّ بن أبي طالب مولاي ومولى كلّ مسلم [٤٢] .
وجاء في رواية الحسكاني: أمر عمر عليّاً(عليه السلام) أن يقضي بين رجلين، فقضى بينهما، فقال الّذي قضى عليه: هذا الّذي يقضي بيننا؟! وكأ نّه ازدرى عليّاً(عليه السلام).
فأخذ عمر بتلبيبه فقال: ويلك ما تدري من هذا؟ هذا عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن، فمن لم يكن مولاه فليس بمؤمن [٤٣].
أقول: ولعلّ هذه القصّة غير الاُولى وانّ القصّتين قد وقعتا في زمانين مختلفين.
٣٠ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) مولى كلّ مؤمن ومؤمنة
أخرج العلاّمة محبّ الدين الطبري وغيره من المحدّثين بإسنادهم عن عمر وقد جاءه أعرابيّان يختصمان. فقال لعليّ(عليه السلام): اقض بينهما، يا أبا الحسن، فقضى عليّ(عليه السلام) بينهما.
فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا؟!
فوثب عليه عمر وأخذ بتلبيبه، وقال: ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن [٤٤] .
٣١ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) أعلم الناس بالقرآن وبالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) [٤٥]
أخرج المحقّق العلاّمة العاصمي وغيره بإسنادهم عن أبي الطفيل ـ الصحابي العظيم ـ قال: شهدت الصلاة على أبي بكر الصدّيق، ثمّ اجتمعنا إلى عمر بن الخطّاب فبايعناه وأقمنا أيّاماً نختلف إلى المسجد إليه حتى أسموه «أميرالمؤمنين»، فبينما نحن عنده جلوس إذ أتاه يهودي من يهود المدينة وهم يزعمون أ نّه من ولد هارون أخي موسى بن عمران(عليه السلام) حتى وقف على عمر فقال له: يا أميرالمؤمنين، أيّكم أعلم بنبيّكم وبكتاب نبيّكم حتى أسأله عمّا أُريد؟ ـ قال أبو الطفيل ـ فطأطأ عمر رأسه، فقال له اليهودي: إيّاك أعني، وأعاد عليه القول.
فقال له عمر: وما ذاك؟
قال: إنّي جئتك مرتاداً لنفسي شاكّاً في ديني.
فقال عمر: دونك هذا الشابّ.
قال: ومَن هذا الشابّ.
قال عمر: هذا عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، ابن عمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو أبو الحسن والحسين، وزوج فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ قال: هذا أعلم بنبيّنا وبكتاب نبيّنا.
قال اليهودي: أكذلك أنت يا عليّ؟
قال(عليه السلام): نعم، سل عمّا تريد.
قال: إنّي مسائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة.
فتبسّم عليّ(عليه السلام) ثمّ قال: يا هاروني، ولِمَ لا تقول: إنّي سائلك عن سبع؟
فقال اليهودي: أسألك عن ثلاث فإن أصبتَ فيهنّ، أسألك [٤٦] عن الواحدة وإن أخطأتَ في الثلاث الأول لم أسألك عن شيء.
وقال له عليّ(عليه السلام): وما يدريك إذا سألتني فأجبتك أخطأت أم أصبتُ؟
قال: فضرب بيده على كمّه فاستخرج كتاباً عتيقاً فقال: هذا كتاب ورثته عن آبائي وأجدادي، بإملاء موسى(عليه السلام) وخطّ هارون(عليه السلام)، وفيه هذه الخصال الّتي أُريد أن أسألك عنها.
فقال عليّ(عليه السلام): والله عليك إن أجبتك فيهنّ بالصواب أن تسلم ـ لتدعنّ دينك ولتدخلنّ في ديني ـ ؟ قال له: والله ـ ما جئت إلاّ لذلك ـ لئن أجبتني فيهنّ بالصواب لأسلمنّ الساعة على يديك.
قال له عليّ(عليه السلام): سلّ.
قال: أخبرني … عن محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) كم بعده من إمام عادل، وفي أيّ جنّة يكون، ومن يساكنه في الجنّة؟
قال عليّ(عليه السلام): يا هاروني، إنّ لمحمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) من الخلفاء اثنا عشر إماماً عادلا لا يضرّهم من خذلهم، ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم، وانّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، ويسكن محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) في جنّته مع أُولئك الاثني عشر إماماً العدل.
قال: صدقت، والله الّذي لا إله إلاّ هو إنّي لأجده في كتب أبي هارون كتبه بيده وإملاء موسى عمّي(عليه السلام)، قال: فأخبرني عن الواحدة، أخبرني عن وصيّ محمّد كم يعيش من بعده؟ وهل يموت أو يقتل؟
قال(عليه السلام): يا هاروني، يعيش بعده ثلاثين سنة ثمّ يضرب هاهنا ـ يعني قرنه ـ فتخضب هذه من هذا.
قال أبو الطفيل: فصاح الهاروني وقطع تسبيحه وهو يقول: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّد رسول الله [٤٧] .
٣٢ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) أولى الناس بالخلافة
روى العلاّمة ابن أبي الحديد المعتزلي ـ نقلا عن كتاب السقيفة لأبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري ـ بإسناده عن ابن عبّاس، قال: مرّ عمر بعليّ(عليه السلام) وأنا معه بفناء داره، فسلّم عليه، فقال له عليّ(عليه السلام): أين تريد؟
قال: البقيع.
قال(عليه السلام): أفلا تصل صاحبك ويقوم معك.
قال عمر: بلى.
فقال لي عليّ(عليه السلام): قم معه. فقمت فمشيت إلى جانبه فشبّك أصابعه في أصابعي ومشينا قليلا حتى إذا خلّفنا البقيع قال لي عمر: يا بن عبّاس، أما والله إنّ صاحبك هذا ـ يعني عليّاً(عليه السلام) ـ لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ أنّا خفناه على اثنين.
قال ابن عبّاس: فجاء بكلام لم أجد بدّاً من مساءلته عنه، فقلت: ما هما؟
قال عمر: خفناه على حداثة سنّه، وحبّه بني عبدالمطّلب [٤٨] .
٣٣ ـ عمر يعترف: المنبر حقّ عليّ(عليه السلام)
أخرج العلاّمة الخطيب البغدادي وغيره: انّ الحسين(عليه السلام) جاء لعمر وهو على المنبر فقال: انزل عن منبر أبي.
فقال له: منبر أبيك ولا منبر أبي.
وزاد ابن سعد: انّه أخذه فأقعده على جنبه، وقال: وهل أنبت الشعر على رؤوسنا إلاّ أبوك، أي انّ الرفعة ما نلناها إلاّ به [٤٩] .
٣٤ ـ عمر يعترف: عليّ(عليه السلام) أخو النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)
أخرج العلاّمة ابن حجر عن الدارقطني: انّ عمر سأل عن عليّ(عليه السلام) فقيل له: اذهب إلى أرضه.
فقال: اذهبوا بنا إليه، فوجدوه يعمل فعملوا معه ساعة ثمّ جلسوا يتحدّثون فقال له عليّ(عليه السلام): أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل فقال لك أحدهم: أنا ابن عمّ موسى(عليه السلام)، أكانت له عندك أثرة على أصحابه؟
قال عمر: نعم.
قال عليّ(عليه السلام): فأنا والله أخو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عمّه.
قال: فنزع عمر رداءه فبسطه، فقال: والله لا يكون لك مجلس غيره حتى تفترق [٥٠] .
—————————————————————————-
[١] . الأحزاب: ٥٣.
[٢] . الروثة واحدة الروث، وهو سرجين الفرس.
[٣] . شرح نهج البلاغة: ١٢/٢٥٩ ـ ٢٦٠، الفتح المبين: ٢/١٨٠، الاستيعاب ٣/١١٥٤ ترجمة عمر بن الخطّاب، الطبقات الكبرى: ٣/٣٤٢ ترجمة عمر بن الخطّاب.
[٤] . المطالب العالية: ٤/٤٦.
[٥] . شرح نهج البلاغة: ١٢/٥١ ـ ٥٢.
[٦] . شرح نهج البلاغة ٦/٣٢٦ ـ ٣٢٧.
[٧] . الاستيعاب ٣: ١١٣٠ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) رقم ١٨٥٥.
[٨] . الاستيعاب ٣: ١١١٩ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) رقم ١٨٥٥.
[٩] . أقول: فرية عمر واتّهامه الإمام عليّ(عليه السلام) بأ نّه كثير الدعابة صارت ذريعة في أيدي أتباعه الطلقاء وأبنائهم أُولئك الّذين لُعِنوا على لسان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أمثال عمرو بن العاص. وقد ردّ عليه الإمام في خطبة بليغة ذكر فيها أنّ هذه الصفة وغيرها تنطبق على ابن النابغة وغيره ممّن يتّهمون الإمام عليّ(عليه السلام) أكثر من انطباقها على عليّ(عليه السلام). ومن راجع التاريخ الصحيح الذيى لم تمدّ إليه الأيدي الغاشمة والبواعث السياسية والاعتقادية، ويراجع أيضاً فتوّة الإمام عليّ(عليه السلام)، شجاعته، زهده، ورعه، علمه، حكمته، وسائر أوصافه النبيلة عرف أنّ تلك الفرية هي من مصاديق المثل السائر «كلٌّ يرى الناس بعين طبعه». و «رمتني بدائها وانسلّت». وإليك النصّ العلوي(عليه السلام) في ردّ زعم المفترين عليه بكثرة الدعابة: عجباً لابن النابغة ـ وأشباهه ـ يزعم لأهل الشام ـ والمسلمين ـ أنّ فيَّ دعابة، وانّي امرؤ تلعابة أُعافس وأُمارس، ـ والله ـ لقد قال باطلا، ونطق آثماً، أما وشرّ القول الكذب، وإنّه ليقول فيكذب، ويعد فيخلف، ويسأل فيبخل، ويسأل فيلهف، ويخون العهد، ويقطع الالّ، فإذا كان عند الحرب فأيّ زاجر وآمر هو ما لم تأخذ السيوف مآخذها، فإذا كان ذلك أكبر مكيدته أن يمنح القوم سبّته. أما والله إنّي ليمنعني من اللعب ذكر الموت، وإنّه ليمنعه من قول الحقّ نسيان الآخرة، إنّه لم يبايع معاوية ـ وغيره غيره ـ حتى شرط أن يؤتيه آتيه ـ واحلب حلبك… ـ ويرضخ له على ترك الدين رضخة، فتأمّل يا خبير. (المعرّب).
[١٠] . في هذه العبارة حقيقة لابدّ من كشفها وهي: إنّ الإمام عليّ(عليه السلام) هو الّذي أخضع جبابرة العرب وشيوخ قريش للتسليم، وانّ سيفه كان أسنّ السيوف وأحدّها وأقواها على الكفّار والضالّين. فكيف يسمى غيره بسيف الله، أو يروون حديثاً مختلفاً ويقولون: أعزّ الله الدين بإسلام فلان وفلان؟! فتدبّر. (المعرّب).
[١١] . أقول: كما وقع ذلك في كثير من مواقف النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث نرى انّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بعثه ونصبه أسيراً ولم يستصغره قطّ، بل انّه استصغر غير عليّ فلم يبعثه، وإذا بعثه عزله، أو إذا بعثه لم يكن في بعثه(صلى الله عليه وآله وسلم) إيّاهم خيراً وفتحاً للدين كما وقع في واقعة خيبر وقراءة براءة على أهل مكّة ولم يأمّر عليه شاباً كأُسامة قطّ، فهل ترى ـ يا طالب الحقّ ـ في هذه الاُمور تصغيراً لعليّ(عليه السلام) أم لغيره؟ فلو راجعت التاريخ الصحيح والسليم من الدسّ والأهواء لازددت إيماناً ويقيناً. (المعرّب).
[١٢] . محاضرات الاُدباء: ٢/٤٧٨.
[١٣] . البقرة: ١٠.
[١٤] . ذخائر العقبى: ١٤ أخرجه عن ابن السمّان في الموافقة، علل الحديث للرازي ٢/٣٦٨ ح ٣٦١٨، غالية المواعظ ومصباح المتّعظ والواعظ ٢/٩٥، ملحقات إحقاق الحقّ ١٧/٤٧٤ أخرجه عن الاشراف على فضل الأشراف.
[١٥] . الطبقات الكبرى ٢/٣٣٩، أنساب الأشراف ١/١٦٧، سنن الدارقطني ٢/١٨١، كتاب الصيام باب القبلة للصائم ح ٤.
[١٦] . المناقب للخوارزمي: ١٦٠ باب ١٤ ح ١٩٠، الرياض النضرة ٣/١٢٨، الصواعق المحرقة: ٤٤، شرح المواهب اللدنية: ١٣، الروض الأزهر: ٣٦٦، فتح المبين هامش السيرة النبوية لزيني دحلان ١/١٧١ ـ ١٧٨ و٢/١٦٢.
[١٧] . المحلّى ٧/٧٥، الاستيعاب ٣/١١٠٣ و١١٠٦ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب رقم ١٨٥٥، الرياض النضرة ٣/١٦٢ خرّجه ناقصاً ومبتوراً، ذخائر العقبى: ٧٩، تاج العروس ٧/١٢٥ مادّة خِرْك كعِلم، أرجح المطالب: ١٢١.
[١٨] . ربيع الأبرار ٣/٥٩٥، المناقب للخوارزمي: ٩٧ فصل ٧ ح ٩٩، شرح نهج البلاغة ١٧/٦٥، فرائد السمطين ١/٣٤٩ ح ٢٧٣، المستطرف ١/٩٧.
[١٩] . الصواعق المحرقة: ١٧٨.
[٢٠] . صحيح البخاري ٥/٢٢ كتاب فضائل الصحابة باب مناقب عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فتح الباري شرح صحيح البخاري ٧/٥٧.
[٢١] . إحقاق الحقّ وملحقاته ١٧/٤٣٤ رواه عن جامع العلوم والحكم ١/٤٦ ح ٤، مشكل الآثار ٢/٣٧٣ وفيه: أنّ اليهود تزعم أ نّها الموءودة الصغرى ـ بدلا عن الموعودة الصغرى ـ وبعد جواب الإمام عليّ فعجب عمر من قوله: وقال: جزاك الله خيراً. وجاء في محاضرات الاُدباء ١/٩٦ أول من خاطب بـ «أطال الله بقاءك» عمر بن الخطاب، قاله لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام).
[٢٢] . المؤمنون: ١١ ـ ١٤.
[٢٣] . شواهد التنزيل ١/٣٩ ح ٢٩ وفي نسخة أُخرى عن ابن عمر.
[٢٤] . الرياض النضرة: ٣/١٢٨ و٢٣٣.
[٢٥] . الأنفال: ٢٨.
[٢٦] . كفاية الطالب: ٢١٨ باب ٥٧، نظم درر السمطين: ١٢٩ ـ ١٣٠، نور الأبصار: ١٦١، فرائد السمطين ١/٣٣٧ ح ٢٥٩، وفيه: لولا عليّ لهلك عمر، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ٣٥ فصل في ذكر شيء من علومه ولم يذكر اسم حذيفة بن اليمان. وفيه أيضاً: قال عمر: إنّه يصدّق اليهود والنصارى قال الله تعالى: (وَقَالَتْ اليَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْء وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ اليَهُودُ عَلَى شَيْء). وفي آخر الحديث فقال عمر: أعوذ بالله من معضلة لا عليّ لها. أقول: ولعلّ هذه القصة قد تكرّرت أكثر من مرّة. (المعرّب).
[٢٧] . المناقب للخوارزمي: ٩٩ فصل ٧ ح ١٠١ وص ٣٣١ فصل ١٩ ح ٣٥٢، مقتل الحسين(عليه السلام): ٤٥ فصل ٤، فرائد السمطين ١/٣٤٤ ح ٢٦٥، نظم درر السمطين: ١٢٩.
[٢٨] . الصواعق المحرقة: ٧٦، تاريخ الخلفاء: ١٧٢، ينابيع المودّة: ٢٨٦ عن الطبراني، تفريح الأحباب: ٣٥١.
[٢٩] . فضائل الصحابة ٢/٦٤١ ح ١٠٨٩، فضائل أميرالمؤمنين لأحمد بن حنبل: ١٤٥ ح ٢١١، الصواعق المحرقة: ١٧٧، تاريخ مدينة دمشق ٤٢/٥١٩ ترجمة عليّ بن أبي طالب، الرياض النضرة ٣/١٢٣ خرّجه أحمد في المناقب وابن السمّان في الموافقة، تذكرة الخواصّ: ٤٤، كنز العمّال ١٣/١٢٣ ح ٣٦٣٩٤ خرّجه عن تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر، فيض القدير ٦/١٨ ح ٨٢٦٦ خرّجه عن الدارقطني، الجامع الصغير ٣/٥٤٧ ح ٨٢٦٦، أرجح المطالب: ٥١٥، شفاء السقام: ٢٠٧، مرقاة المفاتيح ١٠/٤٧٤ ح ٦١٠١ خرّجه عن أحمد، التدوين في أخبار قزوين: ١/٢٩٣ ترجمة محمّد بن زيد الجعفري.
[٣٠] . مناقب سيّدنا عليّ(عليه السلام): ١٦ ح ١٧.
[٣١] . المستدرك على الصحيحين ٣/١٢٥، فضائل الصحابة ٢/٦٥٩ ح ١١٢٣، وفيه: والثالثة نسيها سهيل، فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام) لأحمد: ١٧٣ ح ٢٤٥، وفيه: انّ سهيل نسي الثالثة ـ أي تزويجه الزهراء(عليها السلام) ـ ، البداية والنهاية ٧/٣٤١، المناقب للخوارزمي: ٣٣٢ باب ١٩ ح ٣٥٤، تاريخ مدينة دمشق ٤٢/١٢٠، الرياض النضرة ٣/٢٣٢، مجمع الزوائد ٩/١٢٠ باب جامع في مناقبه خرّجه عن مسند أبي يعلى، فرائد السمطين ١/٣٤٥ ح ٢٦٨، نظم درر السمطين: ١٢٩، أسنى المطالب: ٦٨ ح ٢٢، تاريخ الخلفاء: ١٧٣ خرّجه عن أبي يعلى، الخصائص الكبرى ٣/٢٩٣ باب اختصاصه(صلى الله عليه وآله وسلم) بجواز المكث في المسجد جنباً…، الصواعق المحرقة: ١٢٧، كنز العمّال ١٣/١١٠ ح ٣٦٣٥٩ وص ١١٦ ح ٣٦٣٧٦ خرّجه عن مسند ابن أبي شيبة، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ٥/٤٤، ينابيع المودّة ٢٨٦ باب ٥٩، مرآة المؤمنين: ٨٦، تفريح الأحباب: ٣٥١، إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء ١/٢٨٩، الروض الأزهر: ٩٧ و١٠٠، جواهر البحار ١/٣٦٥، أرجح المطالب: ٤١١، وسيلة النجاة: ١٠٦.
فإذا أردت الاطّلاع على الأحاديث المروية في هذا الباب وتعرف أسانيدها ونصوصها راجع موسوعة الغدير للعلاّمة الأميني ٣/٢٠٢ ـ ٣١٢.
[٣٢] . وجملة عمر بن الخطّاب: «وسكناه المسجد مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يحلّ له فيه ما يحلّ له» إشارة إلى الحديث المشهور بسدّ الأبواب، وخلاصة الحديث: انّه كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد كانوا يدخلون دورهم منها، ومنهم الإمام عليّ(عليه السلام) حيث كان باب داره في المسجد، فكان دخوله وخروجه من هذا الباب، وكانت بيوت أزواج النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كذلك حول المسجد… فنزل الأمر الإلهي على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يعلن لاُولئك النفر أن يسدّوا أبوابهم الشارعة على المسجد عدا باب عليّ(عليه السلام) يجعله مفتوحاً. حتى العبّاس عمّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يرجو أن يكون بابه شارعة على المسجد فمنعه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فكان الباب الوحيد المشرّع على المسجد هو باب عليّ(عليه السلام) فكان يدخل ويخرج منه حتى ولو كان جنباً. وقد روى هذه القصّة العشرات من الصحابة ونقلها عشرات المحدّثين والمؤرّخين وهذه فضيلة عظيمة اختصّ بها أميرالمؤمنين الإمام عليّ(عليه السلام).
[٣٣] . نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح خطبة رقم ١٤٦، الأخبار الطوال: ١٣٤، تاريخ الطبري ٤/١١٤ ـ ١٢٦ حوادث سنة ٢١، الفتوح ٢/٢٨٦ ـ ٢٩٧، وفيه: قال: فلمّا سمع عمر مقالة عليّ(عليه السلام) ومشورته أقبل على الناس وقال: ويحكم! أعجزتم كلّكم عن آخركم أن تقولوا كما قال أبو الحسن، والله لقد كان رأيه رأيي الّذي أريته في نفسي… (المعرّب).
[٣٤] . المائدة: ٩٣.
[٣٥] . المائدة: ٩٠ ـ ٩١.
[٣٦] . شرح معاني الآثار ٣/١٥٤ كتاب الحدود، تفسير الدرّ المنثور ٢/٣٢ ـ ٣٢٢ أخرجه عن ابن أبي شيبة وابن منذر، فتح الباري ١٢/٥٧ أخرجه عن ابن أبي شيبة.
[٣٧] . الأغاني ١٨/١٩٨.
[٣٨] . الموطّأ ٢/٨٤٢ كتاب الأشربة باب ١ ح ١، سنن البيهقي ٨/٣٢٠ كتاب الأطعمة والأشربة باب ما جاء في عدد حدّ الخمر، مسند الشافعي: ٢٨٦ كتاب الأشربة، شرح معاني الآثار ٣/١٥٣، سنن الدارقطني ٣/١٥٧ كتاب الحدود ح ٢٢٣، فتح الباري ١٢/٥٧ أخرجه عن الطبراني والطحاوي والبيهقي وص٥٨ عن عبدالرزّاق، تفسير الدرّ المنثور ٢/٣١٦ ذيل آية ٩٣ من سورة المائدة أخرجه عن أبي الشيخ وابن مردويه والحاكم صحّحه، كنز العمّال ٥/٤٧٤ ح ١٣٦٦٠ وص٤٧٨ ح ١٣٦٧٦ وص٤٧٩ ح ١٣٦٨٠ المستدرك على الصحيحين ٤/٣٧٥.
[٣٩] . شرح نهج البلاغة ١٢/٨٢.
[٤٠] . ترجمة الامام عليّ(عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق ٣/١٠٦ ـ ١٠٨ ح ١١٣٦ ـ ١١٣٧ أخرجه عن طريقين، أنساب الأشراف ٢/٨٥٥، الاستيعاب ٣/١١٣٠.
[٤١] . الرياض النضرة: ٣/١٦٥.
[٤٢] . المناقب للخوارزمي: ١٦١ فصل ١٤ ح ١٩٢، الرياض النضرة ٣/١٢٨.
[٤٣] . شواهد التنزيل ١/٣٤٨ ح ٣٦٢ ذيل آية (أفَمَنْ يَهْدِي إلَى الحَقِّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ أمَّنْ لا يَهِدِّي إلا أنْ يُهْدَى…)يونس: ٣٥ وبهامشه خمسة أحاديث ممّا يتعلّق بالباب، الفتوحات الإسلامية: ٤١٧ ـ ٤١٨.
[٤٤] . الرياض النضرة ٣/١٢٨ وقال: خرّجه ابن السمّان، المناقب للخوارزمي: ١٦٠ فصل ١٤ ح ١٩١، ذخائر العقبى: ٦٨، الصواعق المحرقة: ١٧٩ خرّجه عن الدارقطني، شواهد التنزيل ١/٣٤٨ ح ٣٦٢ ذيل آية (أفَمَنْ يَهْدِي إلَى الحَقِّ …) يونس: ٣٥، الفتوحات الإسلامية: ٤١٧ ـ ٤١٨، وسيلة المآل (مخطوط).
[٤٥] . أورد المؤلف حفظه الله هذه الرواية بشكل موجز ومختصر واكتفى بذكر اعتراف عمر بن الخطّاب بكون الإمام عليّ(عليه السلام) أعلم الناس طراً بالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) والقرآن العظيم، ولما كانت الرواية حاوية لبعض النقاط الكاشفة عن المناقب الجسيمة للإمام عليّ(عليه السلام) وكذا تكشف عن جهل عمر بن الخطّاب وعدم معرفته بالقرآن والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) رأيت أن نقل الحديث بتمامه أحجى وأتم للحجة لمن أراد معرفة الحقّ واتباعه. (المعرّب).
[٤٦] . كذا في زين الفتى، والصحيح: أسألك عن ثلاث فإن أصبتَ فيهنّ سألتُ عمّا بعدهنّ، فإن أصبت أسألك.
[٤٧] . زين الفتى: ١/٣٠٤ ح ٢١٨، فرائد السمطين ١/٣٥٤ ح ٢٨٠، الغدير ٦/٢٦٨ ـ ٢٦٩.
[٤٨] . شرح نهج البلاغة ٦/٥٠ ـ ٥١، السقيفة وفدك: ٧٣.
[٤٩] . تاريخ بغداد ١/١٤١، الطبقات الكبرى ترجمة الإمام الحسين(عليه السلام): ٣١ ح ٢١٩، مقتل الحسين(عليه السلام): ١٤٥، تاريخ مدينة دمشق ١٤/١٧٥، تاريخ الإسلام ٣/٥، كفاية الطالب: ٤٢٤ ح ١١١٦، كنز العمّال ١٣/٦٥٤ ح ٣٧٦٦٢، الإصابة ٢/٦٩ ترجمة الإمام الحسين بن عليّ(عليه السلام) رقم ١٧٢٩، الصواعق المحرقة: ١٧٧، ينابيع المودّة: ٢٠٦ باب ٥٩، وسيلة النجاة خرّجه ابن عساكر الدمشقي والسيوطي وابن حجر، تاريخ الخلفاء: السيرة الحلبية ١/٤٤٣ وفيه تحريف بأنّ الإمام عليّ(عليه السلام) هدّد الحسين وشجب فعله، سير أعلام النبلاء ٣/٢٨٥، الرياض النضرة ٢/٣٤١.
[٥٠] . الصواعق المحرقة: ١٧٩.
انتهى الملحق
المصدر: http://arabic.balaghah.net