بسم الله الرحمن الرحيم
لكل عمل إيجابي ثمرة يجنيها الإنسان، وهناك أعمال عظيمة لأن آثارها عظيمة.. ومنها ما يمتد أثره العظيم ليشمل حياة الإنسان في الدنيا والآخرة..
ومن أعظم الأعمال ثمرة وأثراً: أن نوفق إلى إدخال السرور إلى قلب أخ مؤمن.. بأن نقضي له حاجة، أو نسدد له ديناً، أو نحل له مشكلة يعاني منها.. فيدخل في قلبه السرور لأجل ذلك..
هذا السرور الذي يدخل قلب المؤمن بسبب ما نقدم له من خدمة، يخلق الله منه مخلوقاً يوم القيامة يعبَّر عنه بـ “المثال” في الحديث الشريف.. وهذا المخلوق يكون له دور مهم يوم القيامة، فإنه يخرج مع المؤمن من قبره، وحين يواجه المؤمن شيئاً من المصاعب والأهوال يوم القيامة، يقوم هذا المخلوق بطمأنته، فيبعث السكينة في قلبه، ويبشره بالخير..
وهكذا يمشي المؤمن ويجتاز مختلف المراحل يوم القيامة، وهذا المخلوق أمامَهُ، حتى يحاسَب حساباً يسيراً، ويؤمر به إلى الجنة..
فحينئذ يقول المؤمن لذلك المخلوق: من أنت؟
فيجيبه: “أنا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا، خلقني الله عز وجل منه لأبشرك”.
رواه الكليني (رض) في “الكافي” 2 : 190 ، وسنده معتبر.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً إلى اكتساب الخير الذي ينفعنا في آخرتنا.
نص الرواية لمن أراد قراءتها من المصدر:
عن الإمام الصادق عليه السلام: “إِذَا بَعَثَ اللهُ الْمُؤْمِنَ مِنْ قَبْرِهِ، خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ يَقْدُمُ أَمَامَهُ، كُلَّمَا رَأَى الْمُؤْمِنُ هَوْلاً مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ قَالَ لَهُ الْمِثَالُ: لا تَفْزَعْ وَلا تَحْزَنْ وَأَبْشِرْ بِالسُّرُورِ وَالْكَرَامَةِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، حَتَّى يَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُحَاسِبُهُ حِسَاباً يَسِيراً، وَيَأْمُرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْمِثَالُ أَمَامَهُ، فَيَقُولُ لَهُ الْمُؤْمِنُ: يَرْحَمُكَ اللهُ ! نِعْمَ الْخَارِجُ، خَرَجْتَ مَعِي مِنْ قَبْرِي، وَمَا زِلْتَ تُبَشِّرُنِي بِالسُّرُورِ وَالْكَرَامَةِ مِنَ اللهِ، حَتَّى رَأَيْتُ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا السُّرُورُ الَّذِي كُنْتَ أَدْخَلْتَ عَلَى أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا، خَلَقَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ لأُبَشِّرَك”.
والحمد لله رب العالمين.