مقالات

إجابة شبهة ترتبط بحديث الكساء

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: زكريا بركات
٥ يوليو ٢٠١٥


وردني هذا السؤال من أحد المؤمنين:

هناك أخ سني يقول بخصوص آية التطهير أن الرسول (ص) منع أم سلمه من الدخول تحت الكساء لأن الإمام عليًّا كان تحت الكساء، فلا يصلح أنها تدخل تحت الكساء مع وجود الإمام علي..!
فكيف الرد على هذا الإشكال؟

الجواب – وبالله التوفيق – :

أولاً: الدخول تحت الكساء ليس منافياً للحجاب؛ لأنه يمكنها أن تجلس من الجهة التي تجلس فيها الزهراء (عليها السلام) أو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بحيث تكون الزهراء أو يكون النبي حائلاً بين أم سلمة وبين الإمام علي عليه السلام.

ثانياً: لو افترضنا أن الدخول تحت الكساء كان منافياً للحجاب والعفة، فأم سلمة خير المتحجبات، فالمفروض أنها لا تطلب هذا أصلاً.

ثالثاً: لو افترضنا أن الدخول تحت الكساء كان منافياً للحجاب والعفة، لكان المفترض أن تكون جملة النبي مناسبة للنهي عن المنكر، كأن يقول لها: اتق الله وصوني نفسك عن ملامسة الرجال ـ مثلاً ـ ، لا أن يقول لها أنت على مكانك وأنت إلى خير.

رابعاً: ورد في رواية الحاكم في المستدرك أن أم سلمة استغربت من رفض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: “ما أنا من أهل البيت؟” ، وهذا يعني أنها فهمت أن عدم إدخالها ليس بسبب قضية الحجاب و وجود علي عليه السلام تحت الكساء، بل بسبب رتبة من الفضل يعبر عنها عنوان (أهل البيت) ، فأجابها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : “إنَّك إلى خير، وهؤلاء أهل بيتي”. ولو كان تصور صاحب الشبهة صحيحاً، لكان اللازم أن يقول لها النبي: إنك من أهل البيت، ولكن المشكلة أنك لا يصح أن تجتمعي تحت الكساء مع علي لأنه ليس من محارمك.

والحمد لله رب العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى