لم تكن مشكلة إبليس أنه لا يريد أن يسجد، بل كانت المشكلة أنه يريد أن يسجد بالاتجاه الذي يمليه عليه هواه، ويرفض الباب الذي أمره الله بأن يدخل منه.. فآدم (عليه السلام) هو الكعبة التي كان على إبليس أن يتَّجه إليها لكي يمارس العبادة لله تعالى..
وهذه هي مشكلة العُبَّاد المزيَّفين، ومشكلة كل المتسلِّقين والمتقمِّصين على مرِّ التاريخ.. إنهم يريدون أن يُحقِّقوا الإنجاز والنجاح بالأسلوب الذي يحلو لهم ويروق لأهوائهم، ولا يهتمُّون بالدخول من الباب الذي يلزم أن يعبروا منه.. ولذلك تكون محصولاتهم سرقات، وإنجازاتهم تفتقر إلى الشرعية، ونجاحاتهم مظهراً خاوياً.. تماماً كما كانت عبادة إبليس جسداً بلا روح..
قال الله تعالى: (…وائتوا البيوت من أبوابها) البقرة: 189 .
وفي نهج البلاغة عن الإمام علي (عليه السلام) : “نحن الشعار والأصحاب، والخزنةُ والأبواب، ولا تُؤتَى البيوت إلاّ من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سُمِّي سارقاً”.
والله ولي التوفيق.
✍🏻 زكريا بركات