مفهوم الاتّباع للنص ﴿ وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ … ﴾ 1 في الاستخدام القرآني لا يعني مجرد الاستماع والفهم، وإنما يعني التقليد المطلق والتأثر الفعلي الذي يتحوّل إلى برنامج عملي في حياة الإنسان.
فعندما يقول تعالى:﴿ قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ﴾ 2، فإن استحقاق جهنم إنما هو بسبب التقليد العملي للشيطان.
وقوله سبحانه:﴿ … فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ 3، يظهر منه أن الاتباع يقابل العصيان، والعصيان الترك الفعلي للتكاليف.
وهكذا يقول سبحانه:﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ 4، فالرسول«ص» يُقرن محبة الله سبحانه وتعالى بطاعته، ولذلك فالاتباع يعني التصديق برسالة الرسول«ص» والاقتداء به وطاعته.
كما يقول جلت قدرته:﴿ … إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ … ﴾ 5، فتطبيق الرسالة من قبل الرسول«ص» بحذافيرها، والمداومة عليها والدعوة إليها، كل ذلك اتباع.
فالاتباع إذاً يعني التقليد الصادق والتأثر الحقيقي بكل ما جاء في القرآن الكريم من قيم وتعاليم وإرشادات وأحكام6.
- 1. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 155، الصفحة: 149.
- 2. القران الكريم: سورة الإسراء (17)، الآية: 63، الصفحة: 288.
- 3. القران الكريم: سورة ابراهيم (14)، الآية: 36، الصفحة: 260.
- 4. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 31، الصفحة: 54.
- 5. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 50، الصفحة: 133.
- 6. منشور في صحيفة الدار الكويتية – الشيخ فيصل العوامي.
