لإختيار الصديق أهمية كبيرة في حياة الإنسان، حيث أن الإنسان يتأثر بأصدقائه، فيأخذ منهم علومهم و أخلاقهم و صفاتهم، فإن كان إختياره لهؤلاء الاصدقاء صحيحاً فقد إكتسب إلى جانب الصداقة العلم و الاخلاق و الصفات الحسنة، و إن لم يكن كذلك فقد تنعكس صفات الصديق السيئ و أخلاقه السيئة عليه.
مخاطر سوء اختيار الصديق
الصداقات الخارجة عن الأطر الشرعية و القائمة على أسس مادية و مصالح دنيوية لا تدوم طويلاً بل تورث الخسران و الندم و تنقلب إلى العدواة و البغضاء، قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ 1 .
وَ قَالَ أمير المؤمنين علي عليه السلام: “فَسَادُ الْأَخْلَاقِ بِمُعَاشَرَةِ السُّفَهَاءِ، وَ صَلَاحُ الْأَخْلَاقِ بِمُنَافَسَةِ الْعُقَلَاءِ، وَ الْخُلُقُ أَشْكَالٌ فَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ، وَ النَّاسُ إِخْوَانٌ فَمَنْ كَانَتْ أُخُوَّتُهُ فِي غَيْرِ ذَاتِ اللَّهِ فَإِنَّهَا تَحُوزُ عَدَاوَةً وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ 2 ” 3.
و قال أمير لمؤمنين علي عليه السلام: “لَا تَصْحَبِ الشَّرِيرَ فَإِنَّ طَبْعَكَ يَسْرِقُ مِنْ طَبْعِهِ وَ أَنْتَ لَا تَعلم” 4.
- 1. القران الكريم: سورة الفرقان (25)، الآيات: 27 – 29، الصفحة: 362.