نور العترة

الممنوع من الصداقة…

رُوي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 1، عَنْ أَبِيهِ 2 عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، قَالَ: «قَالَ لِي‏ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ 3 صَلَوَاتُ‏ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: “يَا بُنَيَّ، انْظُرْ خَمْسَةً فَلَا تُصَاحِبْهُمْ، وَ لَاتُحَادِثْهُمْ، وَ لَاتُرَافِقْهُمْ فِي طَرِيقٍ”.
فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ‏، مَنْ هُمْ‏؟
قَالَ: “إِيَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ السَّرَابِ‏، يُقَرِّبُ لَكَ‏ الْبَعِيدَ، وَ يُبَاعِدُ لَكَ الْقَرِيبَ.
وَ إِيَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْفَاسِقِ، فَإِنَّهُ بَائِعُكَ‏ بِأُكْلَةٍ 4 أَوْ أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ.
وَ إِيَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْبَخِيلِ، فَإِنَّهُ يَخْذُلُكَ فِي مَالِهِ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ‏ إِلَيْهِ.
وَ إِيَّاكَ‏ وَ مُصَاحَبَةَ الْأَحْمَقِ‏، فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرُّكَ.
وَ إِيَّاكَ وَ مُصَاحَبَةَ الْقَاطِعِ لِرَحِمِهِ، فَإِنِّي‏ وَجَدْتُهُ‏ مَلْعُوناً فِي كِتَابِ اللَّهِ- عَزَّ وَ جَلَّ- فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ:
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴾ 5 .
 وَ قَالَ: ﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ 6.
وَ قَالَ فِي الْبَقَرَةِ: ﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ 7 ” 8.

  • 1. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام) ، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
  • 2. أي الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام) ، خامس أئمة أهل البيت (عليهم السلام) .
  • 3. أي الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليه السلام، رابع أئمة أهل البيت عليهم السلام.
  • 4. في مرآة العقول:« الأكلة، إمّا بالفتح، أي بأكلة واحدة. أو بالضمّ، أي لقمة … و قد يقرأ: بأكله، بالإضافة إلى الضمير الراجع إلى الفاسق، كناية عن مال الدنيا. فقوله: و أقلّ من ذلك، الصيت و الذكر عند الناس، و هو بعيد. و الأوّل أصوب».
  • 5. القران الكريم: سورة محمد (47)، الآية: 22 و 23، الصفحة: 509.
  • 6. القران الكريم: سورة الرعد (13)، الآية: 25، الصفحة: 252.
  • 7. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 27، الصفحة: 5.
  • 8. الكافي: 4 / 126، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى