لو راجعنا النصوص الدينية لوجدنا أن أحب الأعمال إلى الله عَزَّ و جَلَّ غير محصورة في عمل واحد بل إن أحب الأعمال إلى الله هي مجموعة من الأعمال التي تحمل طابع الإخلاص و القرب إلى الله و خدمة عباد الله و الإحسان اليهم، و فيما يلي نذكر نماذج من أحب الأعمال إلى الله عَزَّ و جَلَّ حسب ما ورد في الاحاديث الشريفة:
قضاء حاجة المؤمن
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ: “مِنْ أَحَبِ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ، مِنْ إِشْبَاعِ جَوْعَتِهِ أَوْ تَنْفِيسِ كُرْبَتِهِ أَوْ قَضَاءِ دَيْنِهِ”1.
و عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:” ثَلَاثُ خِصَالٍ هُنَّ مِنْ أَحَبِ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ: مُسْلِمٌ أَطْعَمَ مُسْلِماً مِنْ جُوعٍ، وَ فَكَّ عَنْهُ كَرْبَهُ، وَ قَضَى عَنْهُ دَيْنَهُ”2.
المداومة على العمل
عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: “أَحَبُ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ وَ إِنْ قَلَّ”3.
الصلاة والبر والجهاد
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله: “إِنَّ أَحَبَ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ الصَّلَاةُ وَ الْبِرُّ وَ الْجِهَادُ”4.
و عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:” أَحَبُ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الصَّلَاةُ، وَ هِيَ آخِرُ وَصَايَا الْأَنْبِيَاءِ عليهم السلام، فَمَا أَحْسَنَ الرَّجُلَ يَغْتَسِلُ أَوْ يَتَوَضَّأُ فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَتَنَحَّى حَيْثُ لَا يَرَاهُ أَنِيسٌ فَيُشْرِفُ عَلَيْهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ، إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ نَادَى إِبْلِيسُ يَا وَيْلَاهْ أَطَاعَ وَ عَصَيْتُ، وَ سَجَدَ وَ أَبَيْتُ”5.
الدعاء
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: “أَحَبُ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الْأَرْضِ الدُّعَاءُ، وَ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعَفَافُ”6.
زيارة قبر الإمام الحسين
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ: “مِنْ أَحَبِ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى زِيَارَةُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام، وَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللَّهِ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، وَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ هُوَ سَاجِدٌ بَاكٍ”7.
انتظار الفرج وعدم اليأس
رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنهُ قَالَ : “انْتَظَرُوا الْفَرَجَ وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، فَإِنَّ أَحَبَ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ انْتِظَارُ الْفَرَجِ مَا دَامَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِن”8.
- 1. المؤمن: 51، لحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي، المتوفى في القرن الثالث الهجري، طبعة مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام) قم/إيران سنة: 1404 هجرية.
- 2. المحاسن: 2 / 388، لأحمد بن محمد بن خالد البرقي، المتوفى سنة: 274 أو 280 هجرية، الطبعة الثانية، دار الكتب الإسلامية، قم/إيران، سنة 1371 هجرية.
- 3. الكافي : 2 / 82 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
- 4. الخصال: 1 / 185، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية، الطبعة الأولى، سنة: 1403 هجرية، قم / إيران.
- 5. الكافي: 3/264.
- 6. الكافي: 4 / 300.
- 7. كامل الزيارات: 146.
- 8. الخصال: 2 / 611.