عن أبي جعفر 1 (عليه السلام) قال: أتى رجُلٌ مِن الأنصار رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)، فقال: هذه ابنة عَمِّي و امرأتي، لا أعلم منها إلاَّ خيراً، و قد أتتني بولدٍ شديد السواد، مُنتشِر المِنخر، جَعْدٌ، قَطَطٌ، أفطس الأنف، لا أعرف شَبَهه في أخوالي و لا في أجدادي.
فقال لامرأته: ما تقولين؟
قالت: لا و الذي بعثك بالحق نبيَّاً، ما أقعدت مقعده مِنِّي ـ مُنذ ملكني ـ أحداً غيره
قال: فأطرق رسول الله رأسه مَليَّاً، ثمَّ رفع بصره إلى السماء، ثمَّ أقبل على الرجل، فقال: يا هذا، إنَّه ليس مِن أحد إلاَّ بينه وبين آدم تسعة وتسعون عِرقاً، كلُّها تضرب في النسب، فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العُروق، و سألت الله الشَّبَه لها، فهذا مِن تلك العُروق التي لم تُدركها أجدادك و لا أجداد أجدادك، خذ إليك ابنك!
فقالت المرأة: فرَّجت عنِّي يا رسول الله 2.
- 1. أي الامام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ، خامس أئمة أهل البيت (عليهم السلام) .
- 2. القَصص التربويَّة عند الشيخ محمَّد تقي فلسفي، للطيف الراشدي، دار الكتاب الاسلامي، الطبعة الاولى 2004 م .