العلامة المجلسي (قدس سره)
باب – ١٤ : قوله تعالى ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) *
[ ١ – كا : بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) قال : ولاية أميرالمؤمنين هي الود الذي قال الله تعالى ( ١ ) [١].
٢ – شي : عن عمار بن سويد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله لاميرالمؤمنين عليه السلام في آخلا صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول : اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين ، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين ، فأنزل الله ( إن الذين آمنوا ) إلى قوله ( ودا ) قال : ولاية أميرالمؤمنين هي الود الذي قال الله ، ( وتنذر به قوما لدا ) بني أمية فقال رمع [٢] ، والله لصاع من تمر في شن بال [٣] أحب إلي مما سأل محمد ربه أفلا سأل ملكا يعضده ؟ أو كنزا يستظهر به على فاقته ؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها (فعلك تارك بعض ما يوحى إليك) [٤] .
٣ – فس : حدثنا جعفر بن أحمد ، عن عبدالله بن موسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة [٥] ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( سيجعل لهم الرحمان ودا ) هي الود الذي ذكره الله قلت : قوله : ( فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) [٦] قال إنما يسر الله [٧] على لسان نبيه حين أقام [٨] أميرالمومنين عليه السلام علما ، فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين ، وهم القوم الذين ذكرهم الله ( قوما لدا ) كفارا] [٩] .
٤ – فس : قال الصادق عليه السلام : كان سبب نزول هذه الآية أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان جالسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له : قل يا علي : اللهم اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا ، فأنزل الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا) [١٠] .
٥ – قب : أبوروق عن الضحاك ، وشعبة ، عن الحكم ، عن عكرمة ، والاعمش عن سعيد بن جبير ، والغريري السجستاني في غريب القرآن عن أبي عمرو كلهم عن ابن عباس أنه سئل عن قوله : ( سيجعل لهم الرحمان ودا ) فقال نزل في علي عليه السلام لانه ما من مسلم إلا ولعلي في قلبه محبة .
أبو نعيم الاصفهاني ، وأبوالمفضل الشيباني ، وابن بطة العكبري – والاسناد عن محمد بن الحنفية وعن الباقر عليه السلام – في خبر قالا : لا يلفي مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي بن أبي طالب ولاهل بيته عليهم السلام .
زيد بن علي : إن عليا عليه السلام أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال له رجل : إني احبك في الله تعالى ، فقال : لعلك يا علي اصطنعت إليه معروفا ؟ قال : لا والله ما اصطنعت إليه معروفا ، فقال : الحمدلله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق [١١] إليك بالمودة ، فنزلت هذه الآيات .
وروى الشعبي [١٢] ، وزيد بن علي ، والاصبغ بن نباتة ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام ، وأبوحمزة الثمالي عن الباقر عليه السلام ، وعبدالكريم الخزاز ، وحمزة الزيات ، عن البراء بن عازب ، كلهم عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام : قل : اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في قلوب المؤمنين ودا ، فقالهما علي عليه السلام وأمن رسول الله صلى الله عليه وآله فنزلت هذه الآية .
رواه الثعلبي في تفسيره عن البراء بن عازب ، ورواه النظنزي في الخصائص عن البراء ، وابن عباس ومحمد بن علي عليهما السلام وفي رواية : قال عليه السلام : ( إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا * فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين ) وهو علي [١٣] ( وتنذر به قوما لدا ) قال بنو امية قوما ظلمة [١٤].
٦ – فض : بالاسانيد إلى ابن عباس أنه قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب عليه السلام [١٥] وصلى أربع ركعات فلما أسلم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله يده [١٦] إلى السماء وقال : اللهم سألك موسى بن عمران أن تشرح له صدره وتيسر أمره وتحل [١٧]عقدة من لسانه يفقهوا قوله ، وتجعل له وزيرا من أهله تشد [١٨] به أزره ، وأنا محمد أسألك أن تشرح لي صدري ، وتيسر لي أمري ، وتحل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، وتجعل لي وزيرا من أهلي تشد به أزري [١٩] ، قال ابن عباس : سمعت مناديا ينادي من السماء : يا محمد قد اوتيت سؤلك ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : ادع يا أبا الحسن ، ارفع يدك إلى السماءو قل [٢٠] : اللهم اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودا [٢١] ، فلما دعا نزل جبرئيل وقال : اقرء يا محمد ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) فتلاها النبي صلى الله عليه وآله فتعجب الناس [٢٢] من سرعة الاجابة فقال : اعلموا أن القرآن [٢٣] أربعة أرباع : ربع فينا أهل البيت ، وربع قصص وأمثال ، وربع فضائل وإنذار [٢٤] ، وربع أحكام ، والله أنزل في علي كرائم القرآن [٢٥].
فر : أحمد بن موسى معنعنا عن ابن عباس مثله [٢٦].
٧ – كشف : مما أخرجه العز المحدث الحنبلي قوله تعالى : ( سيجعل لهم الرحمان ودا ) قال ابن عباس نزلت : في علي بن أبي طالب ، جعل الله له ودا في قلوب المؤمنين وروى الحافظ أبوبكر بن مردويه عن البراء قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب : يا علي قل : اللهم اجعل في عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودا ، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فنزلت .
وقد أورده بذلك من عدة طرق [٢٧] .
فر : محمد بن أحمد معنعنا عن أبي جعفر عليهما السلام مثله [٢٨].
وروى ابن بطريق في المستدرك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن البراء بن عازب و بإسناده عن ابن عباس مثله .
مد [٢٩] : بإسناده عن الثعلبي ، عن عبدالخالق بن علي ، عن أبي علي محمد بن أحمد الطواف ، عن الحسن بن علي الفارسي ، عن إسحاق بن بشير الكوفي ، عن خالد بن يزيد ، عن حمزة الزيات ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن البراء بن عازب مثله [٣٠] .
٨ – كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن عثمان ، عن أبي شيبة ، عن عون بن سلام ، عن بشر بن عمارة الخثعمي [٣١] ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام ( إن الذين آمنوا وعملواالصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) قال محبة في قلوب المؤمنين [٣٢] .
فر : محمد أحمد ، معنعنا عن ابن عباس مثله [٣٣] .
٩ – كنز : محمد بن العباس ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا ، عن يعقوب بن جعفر بن سليمان ، عن علي بن عبدالله بن العباس ، عن أبيه ، في قوله عزوجل : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، فما من مؤمن إلا وفي قلبه حب لعلي عليه السلام [٣٤] .
١٠ – فر : جعفر بن أحمد الازدي معنعنا عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : أصبحت والله يا علي عنك راضيا ، وأصبح والله ربك عنك راضيا ، وأصبح كل مؤمن ومؤمنة عنك راضين إلى أن تقوم الساعة .
قال : قلت : يا رسول الله قد نعيت إلي نفسك [٣٥] فياليت نفسي المتوفاة قبل نفسك ، قال : أبى الله في علمه إلا ما يريد .
قال : فادع الله [٣٦] لي بدعوات يصينني بعد وفاتك ، قال : يا علي ادع لنفسك بما تحب [ وترضى ] حتى اؤمن ، فإن تأميني لك لايرد ، قال : فدعا أميرالمؤمنين عليه السلام : اللهم ثبت مودتي في قلوب المؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة ، فقال [٣٧] رسول الله صلى الله عليه وآله : آمين ، فقال : يا أميرالمؤمنين ادع ، فدعا بتثبيت مودته في قلوب المؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة ، حتى دعا ثلاث مرات ، كلما دعا عوة قال النبي صلى الله عليه وآله : آمين ، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) إلى آخر السورة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : المتقون علي بن أبي طالب وشيعته [٣٨] .
تتميم :
قال الطبرسي – رحمه الله – : قيل فيه أقوال : أحدها أنها خاصة في أميرالمؤمنين عليه السلام ، فما من مؤمن إلا وفي قلبه محبة لعلي عليه السلام ، عن ابن عباس ، وفي تفسير أبي حمزة الثمالي عن الباقر عليه السلام نحومن رواية ابن مردويه ، [٣٩] وروي نحوه عن جابر بن عبدالله .
والثاني : أنها عامة في جميع المؤمنين يجعل الله لهم المحبة والالفة [٤٠] في قلوب الصالحين .
والثالث : أنا معناه : يجعل الله لهم محبة في قلوب أعدائهم ومخالفيهم ليدخلوا في دينهم ويتعز زواربهم . [٤١]
والرابع : يجعل بعضهم يحب بعضا .
والخامس : أن معناه : سيجعل لهم ودا في الآخرة فيحب بعضهم بعضا كمحبة الوالد ولده ، انتهى . [٤٢]
أقول : ذكر النيسابوري في تفسيره [٤٣] وابن حجر في صواعقه [٤٤] أنها نزلت فيه ، وقال العلامة في كشف الحق : روى الجمهور عن ابن عباس أنها نزلت فيه . [٤٥]
* ١١ – [ وروى الحافظ أبونعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام عن محمد بن المظفر ، عن زيد بن محمد بن المبارك الكوفي ، عن أحمد بن موسى بن إسحاق ، عن الحسين بن ثابت بن عمر وخادم موسى بن جعفر عليهما السلام ، عن أبيه ، عن شعبة عن الحكم ، عن عكرمة عن ابن عباس قال : أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم – ونحن بمكة – بيدي علي عليه السلام فصلى أربع ركعات على ثبير ، [٤٦] ثم رفع رأسه إلى السماء وقال لعلي : يا أبا الحسن ارفع يديك إلى السماء وادع ربك وسله يعطك ، فرفع علي يديه إلى السماء وهو يقول : اللهم اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي عندك ودا ، فأنزل الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ) فتلا النبي صلى الله عليه وآله على أصحابه فعجبوا من ذلك عجبا شديدا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : مم تعجبون ؟ إن القرآن أربعة أرباع : فربع فينا أهل البيت ، وربع في أعدائنا ، وربع حلال وحرام ، وربع فرائض وأحكام ، وإن الله عزوجل أنزل في علي كرائم القرآن] .
وسيأتي في باب حبه عليه السلام أخبار في ذلك ، وإذا ثبت بنقل المخالف والمؤلف أنها نزلت فيه دلت على فضيلة عظيمة له عليه السلام .
ويمكن الاستدلال بها على إمامته بوجوه .
الاول : أن نزول تلك الآية بعد هذا الدعاء الذي علمة الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدل على أنها مودة خاصة به ، ليس كمودة سائر الصالحين ، وهذه فضيلة اختص بها ، ليس لغيره مثلها ، فهو إمامهم ، لقبح تفضيل المفضول ، وأيضا ظواهر أكثر الاخبار في هذا الباب تدل على أن حبه عليه السلام من لوازم الايمان وأركانه ودعائمه .
الثاني : أن ( الصالحات ) جمع مضاف [٤٧] يفيد العموم ، فيدل على عصمته عليه السلام و هي من لوازم الامامة .
الثالث : أن بغض الفاسقين لفسقهم واجب ، فكون حبه في قلوب جميع المؤمنين و إخباره تعالى أنه سيجعل ذلك على وجه التشريف يدل على عصمته ويدل على إمامته ، وكل منها وإن سلم أنه لم يصلح لكونه دليلا فهو يصلح لتأييد الدلائل الاخرى .
باب – ١٥ : قوله تعالى : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا )
١ – فر : علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن ابن عباس في قوله تعالى : ( هو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) قال : خلق الله نطفة بيضاء مكنونة ، فجعلها في صلب آدم ، ثم نقلها من صلب آدم إلى ثلب شيث ، ومن صلب شيث إلى صلب أنوش ، ومن صلب أنوش إلى صلب قينان ، حتى توارثتها كرام الاصلاب ومطهرات الارحام ، حتى جعلها الله في صلب عبدالمطلب ، ثم قسمها نصفين : فألقى نصفها إلى صلب عبدالله ونصفهاإلى صلب أبي طالب ، وهي سلالة ، [٤٨] فولد من عبدالله محمد صلى الله عليه وآله ومن أبي طالب بأنه أول من أجاب رسول الله صلى الله عليه وآله من الذكور ، وبقول النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما ، وقول أميرالمؤمنين عليه السلام : أنا عبدالله وأخو رسوله لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب مفتر ، صليت قبلهم سبع سنين ، وقوله عليه السلام : اللهم إني لا اقر لاحد من هذه الامة عبدك قبلي ، وقوله عليه السلام وقد بلغه من الخوارج مقال أنكره أم يقولون إن عليا يكذب ،فعلى من أكذب أعلى الله فأنا أول من عبده أم على رسوله [٤٩] فأنا أول من آمن به وصدقه ونصره ؟ وقول الحسن عليه السلام صبيحة الليلة التي قبض فيها أميرالمؤمنين عليه السلام: لقد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الاولون ولا يدركه الآخرون .
في أدلة يطول شرحها على ذلك .
ثم أردف [٥٠] الوصف الذي تقدم ، الوصف بإيتاء المال على حبه ذوي القربى و اليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب ، ووجدنا ذلك لاميرالمؤمنين عليه السلام بالتنزيل وتواتر الاخبار فيه [٥١] على التفصيل ، قال الله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله) [٥٢] واتفقت الرواة من الفريقين الخاصة والعامة على أن هذه الآية بل السورة كلها نزلت في أميرالمؤمنين وزوجته فاطمة عليهما السلام [٥٣] وقال سبحانه : ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [٥٤] وجاءت الرواية أيضا مستفيضة بأن المعني بهذه أميرالمؤمنين عليه السلام ولا خلاف في أنه صلوات الله عليه أعتق من كد يده جماعة لا يحصون كثرة ، ووقف أراضي كثيرة استخرجها وأحياها [٥٥] بعد موتها ، فانتظم الصفات على ما ذكرناه .
ثم أردف بقوله : ( وأقام الصلاة وآتى الزكاة ) فكان [٥٦] هو المعني بها بدلالة قوله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) [٥٧] : واتفق أهل النقل على أنه عليه السلام هو المزكي في حال ركوعه في الصلاة ، فطابق هذا الوصف وصفه في الآية المتقدمة وشاركه في معناه .
ثم أعقب ذلك بقوله عزاسمه : ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) وليس أحد من الصحابة إلا من نقض عهده [٥٨] في الظاهر أو تقول ذلك عليه إلا أميرالمؤمنين عليه السلام فإنه لا يمكن أحدا أن يزعم أنه نقض ما عاهد عليه رسول الله صلى الله عليه وآله من النصرة ، والمواساة .
فاختص أيضا بهذا الوصف .
ثم قال سبحانه : ( والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس ) ولم يوجد أحد صبر مع رسول الله صلى الله عليه وآله عند الشدائد غير أميرالمؤمنين عليه السلام فإنه باتفاق وليه وعدوه لم يول دبرا ولافر من قرن ولاهاب [٥٩] في الحرب خصما ، فلم استكمل هذه الخصال بأسرها [٦٠] قال سبحانه : ( اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون ) يعني به أن المدعو إلى اتباعه من جملة الصادقين ، وهو من دل على اجتماع الخصال فيه ، وذلك أمير المؤمنين عليه السلام وإنما عبر عنه بحرف الجمع تعظيما له وتشريفا ، إذ العرب تضع لفظ الجمع على الواحد إذا أرادت أن تدل على نباهته [٦١] وعلو قدره وشرفه ومحله [٦٢] ، و إن كان قد يستعمل فيمن لابراد له ذلك إذا كان الخطاب يتوجه إليه ويعم غيره بالحكم ولو جعلنا المعني في لفظ الجمع بالعبارة [ عن علي ] أميرالمؤمنين عليه السلام لكان ذلك وجها [٦٣] لانه وإن خص بالذكر فإن الحكم جار فيمن يليه من الائمة المهديين عليهم السلام على ما شرحناه ، وهذا بين ، نسأل الله توفيقا نصل به إلى الرشاد برحمته [٦٤] .
[ بيان : قوله : ( فطابق هذا الوصف ) كأنه قدس سره حمل الواو في قوله : ( وآتى الزكاة ) على الحال لا العطف بقرينة ذكر إيتاء المال الشامل للزكاة سابقا ، مع ذكر أكثر مصارفها والتأسيس أولى من التأكيد ، وتؤيده هذه الآية .] .
——————————————————————————————————–
[١] . اصول الكافي ١ : ٤٣١ .
* مريم : ٩٦ .
[٢] . المراد مقلوبه .
[٣] . الشن : القربة الخلقة : بال الثوب : رث فهو بال . والمراد هنا . المبالغة في الاقتصاد والقناعة والفقر .
[٤] . تفسير العياشي مخطوط . وآلاية في سورة هود : ١٢ .
[٥] . في المصدر عن الحسن بن علي ، عن أبي حمزة .
[٦] . مريم : ١٩ .
[٧] . في المصدر : يسره الله .
[٨] . في المصدر : حتى أقام .
[٩] . تفسير القمي : ٤١٧ . وفيه : اى كفارا . وهذه الروايات الثلاث من مختصات ( ك ) .
[١٠] . تفسير القمي : ٤١٦ .
[١١] . تاق اليه : اشتاق .
[١٢] . في المصدر : وروى الثعلبي . وهو سهو لما يأتي .
[١٣] . في المصدر : قال هو علي .
[١٤] . مناقب آل أبي طالب ١ : ٥٧٣ – ٥٧٤ . وفيه : بنو امية قوم ظلمة .
[١٥] . في المصدر : اخذ علي عليه السلام يده بيده رسول الله صلى الله عليه وآله . والظاهر انه سهو والصحيح ما في المتن وتفسير فرات .
[١٦] . في المصدر : فلما سلم رفع يده اه .
[١٧] . في المصدر : وتحلل . وكذا فيما يأتي .
[١٨] . في المصدر : من أهله هارون تشدد اه .
[١٩] . في المصدر : من أهلى عليا أخي تشدد به أزري . والازر : الظهر .
[٢٠] . في المصدر : فرفعهما وقال .
[٢١] . في المصدر : عهدا معهودا ، واجعل عندك عهدا واردا . ولا يخلو عن سهو .
[٢٢] . في المصدر : فتعجب الصحابة .
[٢٣] . في المصدر : فقال : اتعجبون ؟ ان القرآن اه .
[٢٤] . في المصدر : وربع فرائض .
[٢٥] . الروضة : ١٦ . والظاهر أن المراد بالكرائم هنا : الفضائل .
[٢٦] . تفسير فرات : ٨٩ .
[٢٧] . كشف الغمة : ٩٢ .
[٢٨] . تفسير فرات : ٨٨ .
[٢٩] . في ( ك ) : ( كنز ) وهو سهو .
[٣٠] . العمدة : ١٥١ . وفيه : عن اسحاق بن بشر الكوفي .
[٣١] . في ( م ) و ( د ) : بشير بن عمارة الخثعمي .
[٣٢] . كنز جامع الفوائد مخطوط .
[٣٣] . تفسير فرات : ٨٨ .
[٣٤] . كنز جامع الفوائد مخطوط .
[٣٥] . أي قد أخبرت بوفاتك .
[٣٦] . كذا في النسخ والمصدر ، والظاهر : قال : قلت : فادع الله اه .
[٣٧] . في المصدر : قال : فقال اه .
[٣٨] . تفسير فرات : ٨٨ و ٨٩ . وقد ذكرت في غير ( ك ) من النسخ بعد هذه الرواية رواية عن التهذيب وفي ذيلها بيان لها لكنها لا تناسب هذا الباب لانها ناظرة إلى معنى الصراط والسبيل ، فلذا أعرضنا عن ذكرها هنا .
[٣٩] . قد ذكر الرواية في التفسير ولاجل أن المصنف أورد نحوها قبلا ( تحت رقم ٧ ) لم يتعرض لذكرها ثانيا .
[٤٠] . في المصدر : والمقة . ومعناه الود والحب .
[٤١] . في المصدر : ويعتزوا بهم .
[٤٢] . مجمع البيان ٦ : ٥٣٢ و ٥٣٣ .
[٤٣] . ج ٢ : ٥٢٠ .
[٤٤] . ص ١٧٠ .
[٤٥] . كشف الحق : ٩٠ .
* من هنا إلى قوله ( وسيأتي ) يوجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط .
[٤٦] . ثبير – بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة – اسم اربعة مواضع منها ثبير منى . قال الاصمعي : ثبير الاعرج هو المشرف بمكة . ( مراصد الاطلاع ١ : ٢٩٢ ) .
[٤٧] . أي مضاف باللام ، وقد ثبت في محله أن الجمع المحلي باللام يفيد العموم * أقول : أو المراد أن الالف واللام عوض عن المضاف إليه والاصل صالحات الاعمال ( ب ) .
* الفرقان : ٥٤ .
[٤٨] . السلالة : الخلاصة .
[٤٩] . في المصدر : ام على رسول الله .
[٥٠] . أردف الشئ بالشئ : أتبعه عليه .
[٥١] . في المصدر : وتواتر الاخبار به .
[٥٢] . الانسان : ٨ ٩ ، ولم يذكر ذيل الاية في غير ( ك ) .
[٥٣] . في المصدر : في اميرالمؤمنين وزوجته فاطمة وابنيه عليهم السلام .
[٥٤] . البقرة : ٢٧٤ .
[٥٥] . كذا في النسخ ، وفي المصدر : ووقف أراضي كثيرة وعينا استخرجها وأحياها . فيكون على اللف والنشر المشوش .
[٥٦] . في المصدر : وكان .
[٥٧] . المائدة : ٥٥ .
[٥٨] . في المصدر : من نقض العهد .
[٥٩] . القرن بكسر القاف : كفؤك . من يقاومك . نظيرك في الشجاعة . هاب من الخصم : خافه واتقاه .
[٦٠] . أي بجميعها .
[٦١] . النباهة : الشرف .
[٦٢] . في المصدر : وشرف محله .
[٦٣] . في المصدر : بالعبارة عن أميرالمؤمنين عليه السلام لذلك لكان وجها وفي ( ت ) : ولو جعلنا المعنى في لفظ الجمع بالعبارة أميرالمؤمنين اه . وهو أقرب إلى الصواب.
[٦٤] . الفصول المختارة ١ : ٩١,٩٤ .
يتبع ……
المصدر: http://arabic.balaghah.net