العلامة المجلسي (قدس سره)
وأخرج أبونعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصاري قدموا على رسول الله وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، منهم السيد وهوالكبير ، والعاقب وهوالذي يكون بعده صاحب رأيهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أسلما قالا : أسلمنا ، قال : ما أسلمتما ، قالا : بلى قد أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما يمنعكما من الاسلام ثلاث فيكما : عبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير ، وزعمكما أن لله ولدا ، فنزل ( إن مثل عيسى ) الآية ، فلما قرأها عليهم قالوا : ما نعرف ما تقول ، فنزل ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ) يقول : من جادلك في أمر عيسى من بعده ماجاءك من القرآن ( فقل تعالوا ) إلى قوله : ( ثم نبتهل ) يقول : نجتهد في الدعاء أن الذي جاء به محمد هوالحق وأن الذي يقولون هوالباطل ، فقال لهم : إن الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن اباهلكم ، فقالوا : يا أباالقاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك فخلا بعضهم ببعض ليصادقوا [١] ، فيما بينهم : قال السيد للعاقب : قد والله علمتم أن الرجل نبي ، فلولا عنتموه لاستؤصلتم [٢] ، وما لاعن قوم قط نبيا فعاش كبيرهم ونبت صغيرهم [٣] ، فإن أنتم لم تتبعوه وأبيتم إلا إلف دينكم فوا دعوه وارجعوا إلى بلادكم ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج ومعه علي والحسن والحسين وفاطمه عليهم السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن أنا دعوت فأمنوا أنتم ، فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية .
وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وعبدبن حميد وابن جرير وأبونعيم عن الشعبي وساق الحديث إلى قوله : فواعدوه لغد ، فغدا النبي صلى الله عليه وآله ومعه الحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : لقد أتاني البشر بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لوتموا على الملاعنة .
وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت هذه الآية : ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللهم هؤلاء أهلي .
وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر اليشكري قال : لما نزلت هذه الآية ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) الآية أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي وفاطمة وابنيها : [٤] الحسن والحسين عليهم السلام ودعا اليهود ليلاعنهم ، فقال شاب من اليهود : ويحكم أليس عهدكم بالامس إخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير ؟ لاتلاعنوا فانتهوا [٥] .
[ بيان : قطع به على بناء الفاعل أي جزم بحقيته [٦] ، ويقال : قطع كفرح وكرم إذا لم يقدر على الكلام ، أوعلى بناء المفعول أي عجز أوحيل بينه وبين ما يؤمله .
والخميلة القطيفة ، وكل ثوب له خمل[٧] ] أقول : روى ابن بطريق في العمدة [٨] نزول آية المباهلة فيهم بأسانيد من صحيح مسلم وتفسير الثعلبي ومناقب ابن المغازلي ، وروى ابن الاثير في جامع الاصول من صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت هذه الآية ( ندع أبناءنا وأبناءكم ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وفاطمة والحسن والحسين فقال : اللهم هؤلاء أهلي [٩] .
وقال الطبرسي رحمه الله : أجمع المفسرون على أن المراد بأبنائنا الحسن والحسين عليهما السلام قال أبوبكر الرازي : هذا يدل على أن الحسن والحسين ابنا رسول الله وأن ولد الابنة ابن على الحقيقة [١٠] ، وقال ابن أبي علان – وهوأحد أئمة المعتزلة – : هذا يدل على أن الحسن والحسين عليهما السلام كانا مكلفين في تلك الحال ، لان المباهلة لا تجوز إلا مع البالغين ، وقال أصحابنا : إن صغر السن ونقصانها عن حد بلوغ الحلم لا ينافي كمال العقل ، وإنما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الاحكام الشرعية ، وكان سنهما في تلك الحال سنا لا يمتنع معها أن يكونا كاملي العقل [١١] ، على أن عندنا يجوز أن يخرق الله العادات للائمة ويخصهم بما لا يشركهم فيه غيرهم ، فلوصح أن كمال العقل غير معتاد في تلك السن لجاز ذلك فيهم إبانة لهم عمن سواهم ، ودلالة على مكانهم من الله تعالى واختصاصهم به ، ومما يؤيده من الاخبار قول النبي صلى الله عليه وآله : إبناي هذان إمامان قاما أوقعدا .
( ونساءنا ) اتفقوا على أن المراد به فاطمة عليها السلام لانه لم يحضر المباهلة غيرها من النساء ، وهذا يدل على تفضيل الزهراء على جميع النساء ( وأنفسنا ) يعني عليا خاصة ولا يجوز أن يكون المعني به النبي صلى الله عليه وآله لانه هوالداعي ، ولايجوز أن يدعوالانسان نفسه ، وإنما يصح أن يدعوغيره ، وإذا كان قوله : ( وأنفسنا ) لابد أن يكون إشارة إلى غير الرسول وجب أن يكون إشارة إلى علي عليه السلام لانه لا أحديد عي دخول غير أميرالمؤمنين عليه السلام وزوجته وولديه عليهم السلام في المباهلة ، وهذا يدل على غاية الفضل وعلوالدرجة والبلوغ منه إلى حيث لا يبلغه أحد ، إذ جعله الله سبحانه نفس الرسول ، وهذا ما لا يدانيه أحد ولا يقاربه انتهى [١٢] .
أقول : ويدل على كون المراد بأنفسنا أميرالمؤمنين عليه السلام ما رواه ابن حجر في صواعقه رواية عن الدار قطني أن عليا عليه السلام يوم الشورى احتج على أهلها فقال لهم : انشدكم الله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في الرحم مني ؟ ومن جعله نفسه ووأبناءه أبناءه ونساءه نساءه غيري ؟ قالوا : اللهم لا ، انتهى [١٣].
ولا يخفى أن تخصيص هؤلاء من بين جميع أقاربه صلى الله عليه وآله للمباهلة دون عباس وعقيل وجعفر وغيرهم لايكون إلا لاحد شيئين : إما لكونهم أقرب الخلق إلى الله بعده حيث استعان بهم في الدعاء على العدودون غيرهم ، وإما لكونهم أعز الخلق عليه حيث عرضهم للمباهلة إظهارا لوثوقه على حقيته ، حيث لم يبال بأن يدعوالخصم عليهم مع شدة حبه لهم ، وظاهر أن حبه صلى الله عليه وآله لم يكن من جهة البشرية والامور الدنيوية ، بل لم يكن يحب إلا من يحبه الله ، ولم يكن حبه إلا خالصا لله ، كيف لا وقد ذم الله تعالى ورسوله ذلك في كثير من الآيات والاخبار ، وكل من يدعي درجة نازلة من الولاية والمحبة يتبرأ من حب الاولاد والنساء والاقارب لمحض القربة أوللاغراض الفاسدة ، وقد نرى كثيرا من الناس يذمهم العقلاء بأنهم يحبون بعض أولادهم مع أن غيرهم أعلم وأصلح وأتقى وأورع منهم ، وأيضا معلوم من سيرته صلى الله عليه وآله أنه كان يعادي كثيرا من عشائره لكونهم أعداء الله ، ويقاتلهم ، وكان يحب ويقرب الا باعد ومن ليس له نسب ولا حسب لكونهم أولياء الله ، كما قال : سيد الساجدين : ووالى فيك الابعدين وعادى فيك الاقربين [١٤] ، وأيضا استدل المخالفون بخبرهم الموضوع المفترى : لوكنت متخذا خليلا لا تخذت أبابكر خليلا ! على فضله وكيف يثبت له فضل لوكانت خلته منوطة بالاغراض الدنيوية [١٥] ؟
فإذا ثبت ذلك فيرجع هذا أيضا إلى كونهم أقرب الخلق وأحبهم إلى الله ، فيكونون أفضل من غبرهم ، فيقبح عقلا تقديم غيرهم عليهم ، وأيضا لما ثبت أنه المقصود بنفس الرسول الله صلى الله عليه وآله في هذه الآية وليس المراد النفسية الحقيقية لامتناع اتحاد الاثنين ، وأقرب المجازات إلى الحقيقة اشتراكهما في الصفات والكمالات ، وخرجت النبوة بالدليل فبقي غيرها ، ومن جملتها وجوب الطاعة والرئاسة العامة ، والفضل على من سواه ، وسائر الفضائل ، ولوتنزلنا عن ذلك فالمجاز الشائع الذائع في استعمال هذا اللفظ كون الرجل عزيزا على غيره ، وأحب الخلق إليه كنفسه ، فيدل أيضا على أفضليته وإمامته بمامر من التقرير .
* [ أقول : وذكر إمامهم الرازي في التفسير والاربعين [١٦] الاستدلال بهذه على كون أميرالمؤمنين عليه السلام أفضل من الانبياء وسائر الصحابة عن بعض الامامية بمامر ، لكن على وجه مبسوط ، ثم قال في الجواب [١٧] : كما أن الاجماع إنعقد على أن النبي أفضل من الانبياء فكذلك انعقد الاجماع على أن الانبياء أفضل من غيرهم ، وأعرض عن ذكر الصحابة لانه لم يكن عنده فيهم جواب ! وما ذكره في الجواب عن الانبياء فهوفي غاية الوهن ، لان الاجماع الذي ادعاه إن أراد به إجماعهم فحجيته عند الامامية ممنوعة ، وإن أراد إجماع الامة فتحققه عندهم ممنوع ، لان أكثر الامامية قائلون بكون أئمتنا عليهم السلام أفضل من سائر الانبياء ، وأخبارهم الدالة على ذلك مستفيضة عندهم ، لم يتصرف في سائر المقدمات ولم يتعرض لمنعها ودفعها – مع أنه إمام المشككين عندهم – لغاية متانتها ووضوحها ، ولنتعرض لدفع بعض الشبه الواهية والمنوع الباردة التي يمكن أن يخطر ببال بعض المتعسفين .
فنقول : إن قال قائل : يمكن أن تكون الدعوة متعلقة بالنفس مجازا وما ارتكبتموه من التجوز ليس بأولى من هذا المجاز [١٨] ، فنقول : يمكن الجواب عنه بوجهين .
الاول أن التجوز في النفس أشهر وأشيع عند العرب والعجم ، فيقول أحدهم لغيره : يا روحي ويا نفسي ! وفي خصوص هذه المادة وردت روايات كثيرة بهذا المعنى من الجانبين ، كما سنذكره في باب اختصاصه عليه السلام به ، وقد ورد في صحاحهم أنه صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : أنت مني وأنا منك [١٩] ، وقال : علي مني بمنزلة رأسي من جسدي ، وفي رواية اخرى : بمنزلة روحي من جسدي ، وقوله صلى الله عليه وآله : لابعثن إليكم رجلا كنفسي ، وأمثال ذلك كثيرة ، فكل ذلك قرينة مرجحة لهذا المجاز .
والثاني أن نقول : الآية على جميع محتملاتها تدل على فضله عليه السلام وكونه أولى بالامامة ، لان قوله تعالى : (ندع) بصيغة التكلم [٢٠] إما باعتبار دخول المخاطبين أوللتعظيم أولدخول الامة أوالصحابة ، وعلى الاخيرين يكون المعنى : ندع أبناءنا وتدعوا أبناء كم ، ولا يخفى أن الاول أظهر ، وهو أيضا في بادئ النظر يحتمل الوجهين : الاول أن يكون المعنى : يدعوكل منا ومنكم أبناءه ونساءه ونفسه ، الثاني أن يكون المعنى : يدعوكل منا ومنكم أبناء الجانبين وهكذا ، والاول أظهر كما صرح به أكثر المفسرين ، وهذه الاحتمالات لامدخل لها فيما نحن بصدده ، وسيظهر حالها فيما سنورده في الوجوه الآتية وأما جمعية الابناء والنساء والانفس فيحتمل أن تكون للتعظيم ، أو لدخول الامة أو الصحابة فيها ، أولدخول المخاطبين فيها ، فيكون التقدير : أبناءنا وإياكم ، ويكون إعادة الابناء لمرجوحية العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار ، أوتكون الجمعية باعتبار أنه بظاهر الحال كان يحتمل أن يكون من يصلح للمباهلة جماعة من كل صنف ، فلما لم يجد من يصلح لذلك من جانبه سوى هؤلاء اقتصر عليهم ، وتعيين الجماعة قبل تحقيق المباهلة لم يكن ضرورا ، وكذا جمعية الضمير في أبناءنا ونساءنا وأنفسنا تحتمل ما سوى الوجة الثالث ، والوجه الثالث في الاول أيضا بعيد جدا ، لانه معلوم أن دعوة كل منهما تختص بفريقه .
فنرجع ونفول : لوكانت الجمعية للتعظيم وكان المراد [٢١] نفس من تصدى للمباهلة وكان المتصدي لها من هذا الجانب الرسول فلاوجه لادخال أميرالمؤمنين عليه السلام في ذلك مع أنه كان داخلا باتفاق الفريقين ورواياتهم ، وكان للنصارى أن يقولوا : لم أتيت به وهولم يكن داخلا فيمن شرطنا ؟ إلا أن يقولوا : كان لشدة الاختصاص والتناسب وقرب المنزلة بمنزلة نفسه فلذا أتى به ، وهومع بعده لوارتكبته [٢٢] كان مستلزما لمقصودنا على أتم وجه بل هوأدعى لمطلوبنا من الوجه الذي دفعتم [٢٣] ، فقد وقعتم فيما منه فررتم ! وأما الوجه الثاني فنقول : لوكانت الامة والصحابة داخلين في المباهلة فلم لم يأت بجميع من حضر منهم ؟ إلا أن يقال : إحضار الجميع لما كان موجبا للغوغاء [٢٤] العام وموهما لعدم اعتماده على حقيته ، بل كان اعتماده على كثرة الناس ليرهب به العدوأوليتكل على دعائهم ، فلذلك [٢٥] أتى بنفسه لانه كان نبيهم وأولى بهم وضامنا لصحة معتقدهم ، وبعلي عليه السلام لانه كان إمامهم وقائدهم وأولى بهم والشاهد على صحة نبوة نبيهم ، والتالي له في الفضل ولا تحاد أبنائهما ، وانتساب فاطمة عليها السلام إليهما ، فأتى كل منهما مع آية وفيها ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وأميرها . [٢٦]
٣٦ – فر : معنعنا عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( فما يكذبك بعد بالدين) [٢٧] قال : أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام [٢٨] .
٣٧ – فس [٢٩] جعفر بن أحمد ، عن عبدالرحيم بن عبدالكريم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله : ( إنما توعدون لصادق ) [٣٠] يعني في علي عليه السلام ( وإن الدين لواقع) [٣١] يعني عليا ، وعلي هو الدين [٣٢].
بيان : الدين : الجزاء ، ولعل المعنى أنه عليه السلام يلي . [٣٣]
الجزاء والحساب بأمره تعالى يوم القيامة ، ففيه تقدير مضاف أى صاحب الدين ، أوالمعنى أن الدين والجزاء إنما هوعلى ولايته وتركها ، فالمعنى : ولاية علي هو الدين ، وعلى الاخير يحتمل أن يكون المراد بالدين مرادف الاسلام والايمان .
٣٨ – فس : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) [٣٤] قال : ذاك أميرالمؤمنين عليه السلام ( فلهم أجر غير ممنون ) أي لا يمتن [٣٥] عليهم به ، ثم قال لنبيه : (فما يكذبك بعد بالدين) قال : أميرالمؤمنين عليه السلام (أليس الله بأحكم الحاكمين) . [٣٦]
بيان : قيل غير ممنون أي غير منقطع .
* [ ٣٩ – أقول : وروى الحافظ أبونعيم ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن الحسين الحضرمي ، عن القاسم بن ضحاك ، عن عيسى بن راشد ، عن علي بن حزيمة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ما أنزل الله سورة في القرآن إلا كان علي أميرها وشريفها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمد وما قال لعلي إلا خيرا .
٤٠ – وروى أيضا عن محمد بن المظفر ، عن علي بن محمد بن أحمد بن أبي القوام ، عن أبيه ، عن نوح بن محمد القرشي ، عن الاعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة أن ناسا تذاكروا فقالوا : ما نزلت آية في القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا في أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فقال حذيفة : ما نزلت آية في القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا كان لعلي بن أبي طالب عليه السلام لبها ولبابها [٣٧] .
٤١ – وعن محمد بن عمرو بن غالب ، عن محمد بن أحمد بن خيثمة ، عن عباد بن يعقوب ، عن موسى بن عثمان الحضرمي ، عن الاعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أنزل الله آية فيها ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وأميرها .
وعن محمد بن عمر بن أسلم ، عن علي بن العباس ، عن عباد بن يعقوب مثله .
٤٢ – وعن محمد بن عمر ، عن عبدالله بن محمد البزاز ، عن أحمد بن الحسين النسائي ، عن حفص بن عصر العمري ، عن عصام بن طليق ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : ما أنزل الله من آية ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي سيدها وأميرها وشريفها .
٤٣ . وعن محمد بن أحمد بن علي ، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن موسى بن عثمان ، عن الاعمش ، عن عباية ، عن ابن عباس ، قال : ما في القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وقائدها .
٤٤ – وعن محمد بن عمر ، عن خلف بن أحمد الشمري ، عن سليمان بن أبى شيح ، عن الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس ، قال : ما نزل من آية ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي رأسها وسيدها وشريفها .
٤٥ – وعن ابن حبان ، عن عمر بن عبدالله بن الحسن ، عن أبي سعيد الاشج ، عن عبدالله بن خراش الشيباني ، عن العوام بن حوشب ، عن مجاهد قال : ما كان في القرآن ( يا ايها الذين آمنوا ) فإن لعلي سابقة ذلك ، لانه سبقهم إلى الاسلام .
٤٦ – وبإسناده عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : ما نزلت ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي سيدها وشريفها .
٤٧ – وعن محمد بن عمر ، عن عبدالله بن محمد البزاز ، عن أحمد بن الحسين النسائي عن حفص بن عمر ، عن الهيثم بن عدي ، عن ابن أبي ليلى ، عن داود بن علي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : ما من آية ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي بن أبي طالب أميرها وشريفها .
٤٨ – وبإسناده عن عطاء ، عن ابن عباس قال : ما أنزل الله من آية ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي أميرها وشريفها .
وسيأتي الاخبار الكثيرة في تأويل تلك الآيات في أكثر الابواب لا سيما باب سبق إسلامه .
وباب أنه خير الخلق بعد الرسول الله صلى الله عليه وآله .
———————————————————————————————
[١] . في المصدر : وتصادقوا .
[٢] . في المصدر : نبي مرسل ولئن لا عنتموه انه ليستأ صلكم .
[٣] . في المصدر : فبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم .
[٤] . في المصدر : وابنيهما .
[٥] . الدر المنثور ٢ : ٣٨ – ٤٠ . ولم تذكر الروايات فيه بهذا الترتيب الذي ذكره المصنف .
[٦] . هذا وهم من الشارح حيث صحف وقرء ( فظع به ) – ث ٢٦٣ س ٢ – ( قطع به ) وهذا البيان يوجد في هامش (ك) فقط ( ب ) .
[٧] . الخمل : ما يكون كالزغب على وجه الطنفسة أو نحوها وهو من أصل النسيج .
[٨] . ص ٩٥ و ٩٦ .
[٩] . أخرجه ابن الديبع في التيسير عن صحيح الترمذي ، راجع ٣ : ٢٩٥ .
[١٠] . في المصدر : في الحقيقة .
[١١] . لايخفى ما فيه ، والصحيح ما يذكر بعده .
[١٢] . مجمع البيان ٢ : ٤٥٢ و ٤٥٣ .
[١٣] . توجد مناشدة علي عليه السلام يوم الشورى في الصواعق : ١٢٤ ، لكن اسقط منها كثير من المناشدات ومن جملتها هذه ، ويوجد فيما عندنا من نسخته المطبوعة ما هذا لفظه : واخرج الدارقطني ان عليا قال للستة الذين جعل عمر الامر شورى بينهم كلاما طويلا من جملته اه . والظاهر أن ابن حجر ذكر هذا الكلام الطويل الحاوي لجميع المناشدات ، لكن القوم اسقطوا عن كلامه ما اسقطوا ، وهيهات انهم يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
[١٤] . الدعاء الثاني من الصحيفة السجادية ( ص ٣١ ط دار الكتب الاسلامية ١٣٢١ ) .
[١٥] . وخلاصة الكلام ان مدار الحب في رسول الله صلى الله عليه وآله التقوى والورع وسائر الفضائل والملكات الحسنة لا الاغراض الدنيوية الفاسدة ، فتخصيصه صلى الله عليه وآله هؤلاء من بين جميع أقاربه دليل على محبته اياهم ، ومحبته دليل على كونهم أتقى وأورع وأفضل من غيرهم .
[١٦] . مفاتيح الغيب ٢ : ٤٨٩ . الاربعين : ٤٦٥ ولنذكر ما قاله في الاربعين فانه لا يخلو عن فائدة : قال فيه ما هذا لفظه : وأما الشيعة فقد احتجوا على أن عليا أفضل الصحابة بوجوه : الحجة الاولى التمسك بقوله تعالى : ( فقل تعالوا ) الاية وثبت بالاخبار الصحيحة ان المراد من قوله ( وأنفسنا ) هو علي ، ومن المعلوم انه يمتنع أن تكون نفس علي هي نفس محمد بعينه ، فلا بد وان يكون المراد هو المساواة بين النفسين ، وهذا يقتضي ان كل ما حصل لمحمد من الفضائل والمناقب فقد حصل مثله لعلي ، ترك العمل بهذا في فضيلة النبوة فوجب ان تحصل المساواة بينهما فيما وراء هذه الصفة ، ثم لا شك ان محمدا صلى الله عليه وآله كان أفضل الخلق في سائر الفضائل ، فلما كان علي مساويا له في تلك الفضائل وجب أن يكون أفضل الخلق ، لان المساوي للافضل يجب أن يكون أفضل .
[١٧] . أي في الجواب عن كون اميرالمؤمنين عليه السلام أفضل من جميع الناس غير النبي صلى الله عليه وآله .
* من هنا إلى قوله ( وفي المقام تحقيقات طريفة ) يوجد في هامش ( ك ) و ( د ) فقط .
[١٨] . وتوضيحه أنه لابد من ارتكاب المجاز اما في النفس بأن يراد منه اميرالمؤمنين عليه السلام أو في الدعوة ، ولا رجحان لاحدهما على الاخر .
[١٩] . اخرجه البخاري في الصحيح ( ج ٢ : ١٨٥ ) وستأتي الاشارة إلى سائر الروايات في باب اخبار المنزلة وغيره .
[٢٠] . يعني التكلم مع الغير .
[٢١] . اي وكان المراد من كلمة ( انفسنا ) .
[٢٢] . في ( د ) : لو ارتكبتموه .
[٢٣] . لان المدعي قد اثبت بذلك اتحادهما صلوات الله عليهما بحيث لم يكن ادخال اميرالمؤمنين عليه السلام مخالفا للشرط حتى في نظر النصارى . فافهم جيدا فانه نفيس جدا .
[٢٤] . الغوغاء : الكثير المختلط من الناس .
[٢٥] . جواب لما .
[٢٦] . كشف الغمة : ٨٨ .
[٢٧] . التين : ٧ .
[٢٨] . تفسير فرات : ٢١٧ .
[٢٩] . في ( ك ) : ( فر ) وهو سهو.
[٣٠] . الذاريات : ٥ و٦ .
[٣١] . الذاريات : ٥ و٦ .
[٣٢] . تفسير القمي : ٦٤٧ .
[٣٣] . اي يباشر .
[٣٤] . التين : ٦ وما بعدها ذيلها .
[٣٥] . في المصدر : لا يمن .
[٣٦] . تفسير القمي : ٧٣٠ .
[٣٧] . من هنا إلى وقوله فيما بعد : ( وسيأتي الاخبار الكثيرة ) من مختصات ( ك ) فقط . اللب واللباب – بضم اللام في كليهما – : الخالص المختار من كل شئ .
يتبع …..
المصدر: http://arabic.balaghah.net