تُسمى الآية (67) من سورة المائدة بآية التبليغ، و هي قول الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ 1 ، و هذه الآية نزلت في يوم الغدير 2 لحثّ النبي محمد صلى الله عليه و آله على تنصيب علي بن أبي طالب عليه السلام خليفةً له و إماماً للناس من بعده.
و لقد صرّح الكثير من المفسرين بأن نزول آية التبليغ كان في يوم الغدير لدى رجوع النبي صلى الله عليه و آله من حجة الوداع في مكان يسمى بـ ” غدير خم ” ، و ممن صرّح بذلك أبو الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي، المتوفى سنة 1270 هجرية، عن ابن عباس، قال: نزلت الآية : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ … ﴾ 1 في علي حيث أمر الله سبحانه أن يخبر الناس بولايته ، فتخوّف رسول الله صلى الله عليه و آله أن يقولوا حابى ابن عمه و أن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله تعالى إليه ، فقام بولايته يوم غدير خم، و أخذ بيده، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: ” من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه ” 3.
- 1. a. b. القران الكريم: سورة المائدة (5)، الآية: 67، الصفحة: 119.
- 2. يوم الغدير هو اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة النبوية المباركة، و انما سُمي هذا اليوم بيوم الغدير نسبة إلى غدير خم و هو موضع بين مكة المكرمة و المدينة المنورة على مقربة من الجحفة التي هي من المواقيت التي يُحرِم منها الحجاج للحج أو العمرة.
- 3. روح المعاني: 4 / 282، طبعة: دار الفكر/ بيروت.