سيرة أهل البيت (ع)مقالاتمناسباتمنوعات

١٣ ذي الحجة

1ـ معجزة انشقاق القمر:

في اليوم الثالث عشر من ذي الحجّة وقعت هذه الحادثة قال أبو عبد الله عليه السلام: «اجتمعوا اربعة عشر رجلاً[1] اصحاب العقبة ليلة اربعة عشر من ذي الحجة، فقالوا للنبي صلى الله عليه وآله: ما من نبي إلا وله آية فما آيتك في ليلتك هذه ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله ما الذي تريدون ؟ فقالوا ان يكن لك عند ربك قدر فامر القمر أن ينقطع قطعتين، فهبط جبرئيل عليه السلام وقال يا محمد ان الله يقرؤك السلام ويقول لك: إني قد امرت كل شئ بطاعتك، فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فانقطع قطعتين فسجد النبي صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجد شيعتنا، رفع النبي صلى الله عليه وآله رأسه ورفعوا رؤسهم، ثم قالوا يعود كما كان فعاد كما كان، ثم قالوا ينشق رأسه فأمره فانشق فسجد النبي صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجد شيعتنا، فقالوا يا محمد حين تقدم سفارنا من الشام واليمن فنسألهم ما رأوا في هذه الليلة فان يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا انه من ربك وإن لم يروا مثل ما رأينا علمنا انه سحر سحرتنا به، فأنزل الله اقتربت الساعة إلى آخر السورة[2]».

2ـ بيعة العقبة الثانية:

في (11) ذي الحجّة كانت الحادثة تحرك مصعب بين أزقة يثرب وفي مجتمعاتها يتلو آيات الله ويحرك الأفئدة والعقول بالقرآن حتى آمن بالرسالة الإسلامية عدد كبير من الناس.

وقد أحدث الإسلام في النفوس شوقاً كبيراً للقاء النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والتزود من معينه والطلب الجادّ بالهجرة إليهم.

وعندما اقترب موسم الحج من السنة الثانية عشرة من البعثة خرجت وفود الحجيج من يثرب ومعها وفد المسلمين البالغ ثلاثاً وسبعين رجلاً وامرأتين فواعدهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يلتقي بهم عند العقبة ـ جوف الليل في أواسط أيام التشريق ـ وكتم مسلمو يثرب أمرهم.

وما إن مضى من الليل ثلثه وفي غفلة عن العيون حتى تسلل المسلمون من أخبيتهم واجتمعوا في انتظار رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء ومعه بعض أهل بيته فبدأ الاجتماع وتكلم القوم، ثم تحدث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فتلا شيئاً من القرآن ودعا إلى الله ورغّب في الإسلام

وتمّت البيعة هذه المرّة صريحة واضحة مكتملة على كلّ جوانب الاسلام وأحكامه وفي السلم والحرب معاً. فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): «اُبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم». فقاموا وبايعوا رسول الله(صلىالله عليه وآله وسلم).

وظهر شعور بالقلق من جانب مسلمي يثرب فقال أبوالهيثم ابن التيهان: يا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إنّ بيننا وبين الرجال ـ يعني اليهود ـ حبالاً وإنا قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسّم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: «بل الدم الدم والهدم الهدم اُحارب من حاربتم واُسالم من سالمتم».[3]

ثم ان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: « أخرجوا إليَّ منكم اثني عشر نقيباً ليكونوا على قومهم بما فيهم» فأخرجوا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، فقال لهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي»[4].

وبالإرشاد الحكيم والاستخدام الحصيف لكل الإمكانات، وبالوعي السياسي العميق خطا الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بالرسالة نحو الأمام يسدده الوحي الإلهي في كل ذلك، وأذن(صلى الله عليه وآله وسلم) للمبايعين أن يعودوا إلى رحالهم من دون أن يواجهوا المشركين بالقوة فلم يأذن الله بالقتال.

وأدركت قريش بوادر الخطر المحدث بها من نصرة مسلمي يثرب للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فأقبلوا والشر والغضب يتملّكانهم كي يحولوا بين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين لكن حمزة وعلياً(عليهما السلام) كانا بوّابة الأمان لاجتماع القبة فرجعت قريش خائبة منكسرة[5].[6]

——————————————————————————–

[1] ـ الخصال: ص 544، ح 6.

[2] – تفسير القمّي: ج2، ص 318 – 319.

[3] ـ السيرة النبوية: 1/438، تاريخ الطبري: 2/441، بحارالانوار: 19/26 ح 15 عن مناقب آل أبي طالب: 1/25-27.

[4] ـ تاريخ الطبري: 2/442، السيرة النبوية: 1/443، المناقب: 1/182، الغدير: 7/354.

[5] ـ تفسير القمي: 1/272.

[6] ـ اعلام  الهداية: 1/112 ـ 113.

المضدر: https://www.sibtayn.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى