نور العترة

كنوز تُغنيك

خير من يرشدنا طريق الوصول إلى الله واستجابة الدعاء من جعلهم الله الوسيلة إليه والدليل إلى رحمته وكرمه أهل بيت النبوة (ع) وترجمان الوحي   فهم القرآن الناطق بما وعوا من آياته وتكفلوا ببيانها لقاصديهم ولم يبتغوا غير الله ثمناً واليوم سنسافر مع رواية لإمامنا الصادق (ع) يفتح لنا فيها أبوابَ خلاص ما أعظمها، ونتناولها جزءًا بعد آخر على امتداد المقال.

روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال:”عجبت لمن خاف ولم يفزع الى قوله تبارك وتعالى: }حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ|، فإني سمعت الله عقبها يقول: }فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ منَ الله وَفَضْلٍ لمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ| (آل عمران:173-174)”. وهنا إمامنا الصادق يرشد الخائفين إلى حصن حصين وقوي عظيم لا حدود لقدرته ولا مثيل لسطوته يدبّر الأمر، بيده مفاتيح كل شيء وهو خير مفزع ثم يبيّن أن من يتكل على الله في خلاصه سينجو حتماً لأن الله عز وجل وعده بنعمة وفضل منه عزّ وجلّ وبالنجاة من كل سوء.

ثم ينتقل إمانا الصادق(ع) إلى من يشكو الهموم والأحزان ويعاني الكرب والعناء، وكلّنا معرضون لعواصف الحزن وأمواج الألم التي تقذفنا صوب بحر اليأس فيفتح لنا الإمام(ع) نافذةَ نورٍ وسكينة بقوله: “وعجبت لمن اغتم”، ولم يفزع إلى قوله تبارك وتعالى: }لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ|، فاني سمعت الله عقبها يقول: }فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ| (الأنبياء87-88)  نعم من أقر بوحدانية الله وعاد إلى كنف رحمته كيف يحزن ولماذا يحزن وأن الحق تعالى متكفّل بإدخال السرور عليه وإخراجه من كل كرب.

ونواصل مسيرنا مع جميل قول إمامنا الصادق ومقطع ثالث من هذه الرواية الشريفة، يقول: (وعجبت لمن مُكر به، ولم يفزع إلى قوله تبارك وتعالى :

}وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ | فإني سمعت الله عقبها يقول: }فَوَقَاهُ الله سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا| (غافر44-45) والسؤال هنا: أتخاف من مكر أحدهم؟ شخص تعهد أن يذلك، يؤذيك، يأخذ حقك؟ لا تخف؛ فصادق العترة (ع) يرشدك إلى الحل يقول لك: فوض أمرك إلى الله وقل: أفوض أمري إلى الله.. نعم الله يرى كل شيء وهو البصير بعباده ولا يرضى بالظلم أبداً، وبيده أن ينجيك من مكرهم، فلا تخف .

أما آخر سَفرتنا في روض إمامنا الصادق فمع المقطع الرابع من هذه الرواية الشريفة الذي يقول(ع) فيه (وعجبت لمن طلب الدنيا ولم يفزع إلى قوله تبارك وتعالى :}مَا شَاءَ الله لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ|. فاني سمعت الله عقبها يقول:}إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ| (الكهف 39 -40)  فمن طلب الرزق الوفير في الدنيا فإن الإمام الصادق(ع) يرشده في هذا المقطع إلى سر التوفيق في ذلك وهو السعي والتوكل والعلم اليقين أن الأمور تجري بمشيئة الله وأن القوة كلها بيده وهو مسبب الأسباب.

وأنا على يقين أن مثل هذا البيان لا تجده إلا في هذا النبع المتفجّر بالخير، نبع أساسه المصطفى (ص) وامتداده عترته الطاهرة (ع)…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى