محاسن الكلام

فضلُ شهر شعبان المعظَّم

بسم اللّٰه الرَّحمٰن الرَّحيم

قال الشیخ عباس القمي (رح) في كتاب “مفاتيح الجنان”:

اِعْلَمْ أنَّ شهرَ شعبانَ شهرٌ شريفٌ، وهو منسوبٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكان رسولُ الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يصومُ هذا الشَّهرَ، ويصل صيامه بشهر رمضان، وكان ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول: “شَعْبَانُ شَهْرِي وَ رَمَضَانُ شَهْرُ اللَّهِ فَمَنْ صَامَ مِنْ شَهْرِي يَوْماً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّة…” إلخ الحديث.

ورُوي عن الإمام الصَّادق ـ عليه السلام ـ أنَّه قال: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: كَانَ أَبِي زَيْنُ الْعَابِدِينَ ـ علیه السلام ـ إِذَا أَهَلَّ شَعْبَانُ جَمَعَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: مَعَاشِرَ أَصْحَابِي؛ أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ هَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يَقُولُ: شَعْبَانُ شَهْرِي، أَلَا فَصُومُوا فِيهِ مَحَبَّةً لِنَبِيِّكُمْ، وَتَقَرُّباً إِلَى رَبِّكُمْ، فَوَ الَّذِي نَفْسُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِيَدِهِ، لَسَمِعْتُ أَبِي الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ـ عليه السلام ـ يَقُولُ: مَنْ صَامَ شَعْبَانَ مَحَبَّةَ نَبِيِّ اللَّهِ (ص) ، وَتَقَرُّباً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَحَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَرَّبَهُ مِنْ كَرَامَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ”.

وروى الشَّيخ (رح) عن صفوان بن مهران الجمَّال، قال: قال لي أبو عبد الله ـ عليه السلام ـ : “حُثَّ مَنْ في ناحيتك على صوم شعبانَ”. فقلتُ: جُعلتُ فداك، ترى فيه شيئاً؟ قال: نعم؛ إنَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان إذا رأى هلال شعبان، أمر مُنادياً فنادى في المدينة: يا أهل يثربَ؛ إنِّي رسولُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وآله وسلَّم ـ إليكم، ألا إنَّ شعبانَ شهري، فرحم الله من أعانني على شهري. ثم قال: إنَّ أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ كان يقول: ما فاتني صومُ شعبانَ منذُ سمعتُ مناديَ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ينادي في شعبان، فلن يفوتني أيَّامَ حياتي صومُ شعبانَ إن شاءَ اللهُ تعالى”. ثم كان ـ عليه السلام ـ يقول: “صوم شهرين متتابعين توبةٌ من الله”.

وروى إسماعيلُ بنُ عبدِ الخالقِ، قال: جَرَى ذِكْرُ شَعْبَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ـ علیه السلام ـ وَصَوْمِهِ، فَقَالَ: إِنَّ فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ كَذَا وَكَذَا، وَفِيهِ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْخُلُ فِي الدَّمِ الْحَرَامِ، فَيَصُومُ شَعْبَانَ، فَيَنْفَعُهُ ذَلِكَ وَيُغْفَرُ لَهُ”.

انتهى ما أردنا نقله من كتاب مفاتيح الجنان، مع تصحيح الروايات بمراجعة المصادر.

والحمدُ للّٰه ربِّ العالمين.

https://chat.whatsapp.com/FBadxXLwsrl8soEwFPWSKb

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى