بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
إعداد: زكريَّا بركات
روى الشيخ الصدوق في الأمالي (ص360) المجلس 57 ، برقم 11 ، قال:
حدَّثنا أبي (ره) ، قال: حدَّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدَّثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن إسحاق بن عمار، عن الصادق جعفر بن محمد (ع) قال:
إذا كان يومُ القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب، كلاهما من أهل الجنَّة، فقيرٌ في الدنيا وغنيٌّ في الدنيا، فيقول الفقير: يا ربِّ علامَ أُوقَفُ؟ فوعزَّتِك إنَّك لتعلم أنَّك لم تولني ولايةً فأعدل فيها أو أجور، ولم ترزقني مالاً فأؤدِّي منه حقًّا أو أمنع، ولا كان رزقي يأتيني منها إلَّا كفافاً على ما علمت وقدَّرتَ لي، فيقول الله جلَّ جلالُه: صدق عبدي، خلُّوا عنه يدخُلِ الجنَّة. ويبقى الآخرُ حتَّى يسيلَ منه من العرق ما لو شربه أربعون بعيراً لكفاها، ثمَّ يدخل الجنَّة، فيقول له الفقير: ما حبسك؟ فيقول: طولُ الحساب، ما زال الشيء يجيئني بعد الشيء يُغفَرُ لي، ثمَّ أُسألُ عن شيءٍ آخرَ، حتَّى تغمَّدني الله عزَّ وجلَّ منه برحمته، وألحقني بالتَّائبين، فمن أنت؟ فيقول: أنا الفقير الذي كنت معك آنفاً، فيقول: لقد غيَّرَكَ النعيمُ بعدي. انتهى.
أقول: سنده معتبرٌ.
وفي كتاب إرشاد القلوب نقلاً عن بعض العلماء أنه قال: استراح الفقير من ثلاثة أشياء وبُلي بها الغنيُّ: جورُ السلطان، وحسد الجيران، وتملُّق الإخوان.
وفي المصدر نفسه عن بعضهم قوله: اختار الفقير ثلاثةَ أشياء: اليقين، وفراغ القلب، وخفَّة الحساب، واختار الأغنياء ثلاثةً: تعب النفس، وشُغل القلب، وشدَّة الحساب.
والحمدُ لله ربِّ العالمين.