بسم الله الرحمن الرحيم
نظرات عابرة تنفع المؤمنين والمؤمنات
1 ـ من الأدب الباقري علیه السلام:
إنّ الأدب من منشآت الأخلاق، وإذا كان الخلق يتعلق بالباطن والملكات النفسانية، فإنّ الأدب يتعلق بظاهر الإنسان في حركاته وسكناته، قولاً وعملاً وسلوكاً وخير ميراث الآباء لأولادهم حسن الأدب: مع الله، مع الناس، مع نفسك، مع الطّبيعة.
ومن أدب الإمام الباقر لولده الصادق علیهما السلام:
قال الإمام الصادق علیه السلام:: أدبني أبي علیه السلام: بثلاث: قال لي: يا بُنّي: من صحب صاحب السّوء لا يسلم، ومن لا يُقيّد ألفاظه يندم، ومن يدخل مداخل السّوء يتّهم .
وهذا ما يشهد عليه الواقع والتجارب، فإنّ من يرافق ويصاحب في الحضر والسّفر من كان سوءاً في عقائده وسيئاً أخلاقه وسلوكه وديانته، فإنّه لا يسلم من السوء والأذى والإتهام وغيره من المفاسد الفردية والإجتماعية.
ومن لا يقيّد كلامه ولا يكون ملجماً بل يطلق عنان لسانه حتى يُبتلى بآفاته التي تبلغ مأتي آفة، بأنهن سيندم على كلامه، فإنّ أكثر أهل النَّار حصائد ألسنتهم، وإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، قد أفلح التّقي الصّموت.
وأمّا الأدب الثالث: فإنّه من يدخل مداخل السّوء كبيوت الدَّعارة والقمار، وبيوت الظالمين والفاسقين، فإنّه بطبيعة الحال سيُتهم من قبل الناس والصالحين، فإياك ومواضع التهمة والغيبة، وإنّ للشيطان دوراً فعالاً في إثارة الفتن والعداوة والبغضاء وإشعال نار الحقد والإستغابة، بدواً من مواضع التَّهمة ومداخل السّوء، فطوبى لمن تأدّب بآداب أئمة أهل البيت^، فإنّهم القدوة الصالحة والأسوة الحسنة.
2 ـ المضطر الحقيقي:
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ﴾ من تأويل هذه الآية الكريمة أنها تتعلق بيوم ظهور القائم من آل محمدعج الله تعالی فرجه الشریف، وإنه هو المضطر الحقيقي، ويستجيب الله له في ظهوره وقيامه، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وما دام لم يضطر الإنسان وينقطع إلى ربّه كمال الإنقطاع، فكيف يستجاب له، بل إنّما إستجاب الله لإبراهيم الخليل علیه السلام:، وجعل نار نمرود برداً وسلاماً، عندما كان مضطراً، ولم يلتجأ إلى أحد سوى ربّه جل جلاله، حتى قال جبرئيل له وهو ما بين السماء والأرض عند رميه بالمنجنيق: هل لك حاجة؟ قال×: أمّا إليك فلا، فقال: قل حتى أقوله لله، فقال: علمه بحالي يكفيه عن سؤالي (كفى علمك عن المقال، وكفى كرمك عن السؤال).
3 ـ النساء الأربع:
كل رجل يحتاج إلى أربع نسوة في حياته:
الأول: الأم فهي المدرسة الأولى لتربيته، وإنّها بحنانها وشفقتها وسهرها اللّيالي تربيّه وتعلّمه كيف يتكلّم وكيف يمشي، وترضعه من ثدي الحبّ والمودّة الخالصة.
الثانية: الأخت: فإنّها أنيسته في صغره، وتعلّمه الغيرة والرجولة، دفاعاً عن حيائها وعفّتها.
الثالثة: الزوجة: يجرّب معها في الحياة الزوجية المشتركة الحبّ والعشق المتبادل في عشقهما الذهبي الرائع.
الرابعة: وأهمهن: البنت: فإنّها يجرّب معها حياة الدّنيا وحلواتها.
نسأل الباري عز وجل لكل رجل لا يفقد ولا يحرم من هؤلاء النسوة الأربع، وأنت وأنا منهم، آمين.
4 ـ الذنب سمّ قاتل:
لا ريب من يأكل طعاماً مسموماً، فإنّه سرعان ما يعالج نفسه ليستخرج السّم من بدنه، ولو بالتّقي؟ وكذلك بطريق أولى من يذنب ويعصي الله سبحانه، فإنّ الذنب والمعصية والخطيئة سموم قاتلة، تميت القلوب، فعلينا أن نسرع بالتوبة والإستغفار والندم، ومعالجة الرّوح بالدّواء والشفاء (يا من اسمه دواء، وذكره شفاء) فنلقى ما في الجوف من السّم حتى نسلم.
5 ـ من هو المحب والصديق؟
المحبّ والصديق من يرى دمعتك أوّلاً، فيمسحها عن خدّك ثانياً، ويبدلها بالبسمات الحلوة ثالثاً.
6 ـ أثر لقمة الحرام:
يا تُرى من يجعل البترول في الطائرة بدلاً من بنزينها، فهل يساعد ذلك على الطيران والصعود أم يوجب إقترافها؟ كذلك من يجعل في بطنه لقمة الحرام، فكيف يصعد دعائه إلى السّماء؟
ثمّ الدعاء هو طلب الخير من ربّ العالمين، وكثير من دعائنا ما ليس فيه الخير وكنّا نحسبه خيراً، أو نطلب خيراً.
7 ـ من فلسفة الكسر:
إنّ الإنسان يكسر الجوزة، لينتفع من لبّها طعاماً، ويكسر الحاجز والرقم القياسي ليفتخر ويفوز بالجائزة الذهبيّة، ويكسر الحطب ، ليدفئ نفسه وبدنه من حرارة ناره، ويكسر غروره وكبريائه ليتواضع لله سبحانه، إذن في كل كسر سرّ وحكمة، ولكن يبقى سؤال لم يعلم جوابه حتى الآن:
لماذا يکسر بعضنا قلب بعض؟ فما السّر في ذلك؟
8 ـ قليل ومتوسط وكثير:
8 ـ قال الشيخ الرئيس ابن سينا: كلّ شيء قليله: دواء، ومتوسطه: غذاء، وكثيره: سمّ وداء، حتى الحبّ.
فلا تمزح مع من لا طاقة له للمزاح، فإنّه يذهب بماء وجهك، وتكسر الحاجب والعصمة بينكما، ولا تُحسن لمن لم يكن من أهل الإحسان، وتعطيه أكثر من حجمه، فإنّه يرى ذلك من واجبك، ولا تظهر الحبّ لمن لم يستحق الحبّ، فإنّه لا يثمّن لك ذلك.
9 ـ أفضل الهدايا:
أفضل هدية: للأب: العزّة بأن يعزّه أولاده، وللأم: الاحترام والتقدير، وللمعلم: السؤال عن سلامته وصحته، وللطفل: التربية، وللصديق: الوفاء، وللمجتمع: الخدمة، وللجار: حسن الجوار، وللميت الدعاء، ورب في زمان ومكان أفضل الهدية أن لا هدية لك، فتأنس بما ليس عندك.
10 ـ إذا إقترن العلم والجهل مع ما يلي فالنتائج كما يلي: 1 ـ الجهل + الفقر = الإجرام والجناية، 2 ـ الجهل +الثروة= الفساد والإفساد 3 ـ الجهل+ الحرية= الهرج والمرج 4 ـ الجهل+ السّلطة= الاستبداد والدكتاتورية 5 ـ الجهل +الدين= الإرهاب والدّواعش.
وأمّا لو وضعنا بدل الجهل العلم، فالنتائج كما يلي : 1 ـ العلم+الفقر= القناعة كنز لا يفنى 2 ـ العلم+ الثروة= الإبداع والمبدع. 3 ـ العلم+الحرية= السعادة . 4 ـ العلم+ السلطة = العدالة. 5 ـ العلم+ الدين= الإستقامة.
وهذا قانون لا يتخلّف، وأنه من سنن الله سبحانه ولن تجد لسُّنة الله تحويلاً ولا تبديلاً، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
موقع السيد عادل العلوي